سيطرة طالبان : حجب صور النساء
تعرضت صور النساء على واجهات المحلات في كابول للتشويه أو الحجب في علامة على التغير السريع الذي تشهده أفغانستان بعد سيطرة طالبان.
وسيطر مسلحو طالبان على العاصمة الأفغانية كابول، الأحد بعد هجوم خاطف سقطت خلاله معاقل الحكومة السابقة في جميع ولايات البلاد الواحد بعد الآخر في غضون عشرة أيام.
ومع تقدم طالبان تزايد القلق في البلاد، حيث يخشى الأفغان تكرار المعاملة القاسية والوحشية التي تعرضت لها النساء في ظل حكم طالبان السابق في الفترة بين 1996 و2001.
ومنذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للإطاحة بذلك النظام في عام 2001، انتشرت المئات من صالونات التجميل في جميع أنحاء كابول لتبيع أدوات الزينة وخدمات الماكياج وطلاء الأظافر لنساء نشأن وهن مضطرات على إخفاء كل شبر من أجسادهن عن الأنظار العامة.
ولكن مع اقتراب قوات طالبان من العاصمة، بدأ أحد هذه المتاجر على الأقل في تبييض جدرانه الخارجية لتغطية الإعلانات التي تظهر وجوه نساء مبتسمات في ملابس الزفاف.
والثلاثاء، شوهدت جدران صالون آخر مغلق بعد أن رُشت بطلاء أسود لإخفاء محيا عارضاته المبتسمات، بينما مر أمامه مقاتل من حركة طالبان يقوم بدورية في الشارع وبندقيته على كتفه.
“لا يريدون للمرأة أن تعمل”
وقالت صاحبة صالون تجميل في كابول لوكالة “فرانس برس” الشهر الماضي إنها تتوقع إجبارها على إغلاق محلها إذا عادت طالبان إلى السلطة.
وأوضحت فريدة (27 عاما) التي طلبت عدم الكشف عن كامل اسمها: “إذا عادوا، لن نتمتع أبدًا بالحرية التي نتمتع بها الآن. إنهم لا يريدون للمرأة أن تعمل”.
وخلال فترة حكم طالبان الأولى، حرمت الحركة الفتيات من الذهاب إلى المدرسة والنساء من مخالطة الرجال والعمل.
ولتطبيق الشريعة الإسلامية وفق تفسيرها المتشدد لها، شكلت طالبان في ذلك الوقت، شرطة دينية للقضاء على ما يعتبرونه “رذائل”.
ولكن بعد عودتها إلى السلطة، تعهدت الحركة باحترام حقوق المرأة بما تمليه الشريعة.
وخلال الأيام الماضية، قال القيادي بطالبان سهيل شاهين إن الحركة ستسمح للنساء بالالتحاق بالجامعات، فيما قال متحدث آخر باسم طالبان إن الحركة “ملتزمة بالسماح للمرأة بالعمل وفقا لمبادئ الإسلام”، من دون تقديم تفاصيل.
لكن الأفغان وكذلك المجتمع الدولي يشككون بمثل هذه الوعود، وفق وكالة “فرانس برس”.
وإذ ترافق تقدم طالبان مع تقارير عن تزويج فتيات وأرامل قسرا من مقاتلي الحركة، نفى متحدث باسمها تلك التقارير ووصفها بأنها “دعاية سامة”.
ونظم نشطاء تظاهرات في مدن حول العالم دعما للمدنيين الأفغان وللنساء والفتيات على وجه الخصوص.
فيما أصدرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى بيانًا مشتركًا قالت فيه إنها “تشعر بقلق عميق على النساء والفتيات الأفغانيات” وحثت النظام الجديد على ضمان سلامتهن.