أمريكا

سيناريوهات مثيرة لعودة ترامب للبيت الأبيض


تهديدات بالانتقام وتراجع متوقع عن التحالفات، ووعود بحل “الدولة العميقة”، والعفو عن مقتحمي الكابيتول، خطط مثيرة للجدل يحملها الرئيس السابق دونالد ترامب للولايات المتحدة والعالم في حال عودته للبيت الأبيض.

وحتى الآن يتصدر الرئيس السابق ترامب السباق الجمهوري للفوز بترشيح الحزب لانتخابات البيت الأبيض العام المقبل، كما أنه يحقق تقدما على المستوى الوطني ويتفوق على الرئيس الديمقراطي الحالي جو بايدن في 5 من الولايات المتأرجحة.

وفي تحليل لها اعتبرت صحيفة “تلغراف” البريطانية أنه في الظروف العادية قد يكون من الصعب على ترامب الفوز فالملياردير الجمهوري خسر سباقا رئاسيا، وواجه محاولتين لعزله داخل مجلس النواب، ويواجه حاليا دعاوى قضائية في 3 ولايات.

 ومع ذلك أثبت ترامب أنه لا يشبه أي مرشح آخر، فحول مشكلاته القانونية إلى مصدر قوة متهما “الدولة العميقة” بمنعه من استعادة السلطة.

وبقدر ما تلعب جاذبية ترامب دورا في عودته المحتملة للسلطة، فإن تراجع شعبية بايدن يساهم بالقدر نفسه في تعزيز موقف الملياردير الجمهوري.

ويواجه بايدن حاليا ثلاث مشكلات كبيرة، الأولى نائبة الرئيس كمالا هاريس التي لا تحظى بشعبية، والثانية شعور الأمريكيين بعدم تحسن وضعهم الاقتصادي، والثالثة عمره المتقدم مع بلوغه الثمانين.

ورغم أن ترامب في السابعة والسبعين من عمره إلا أنه يعطي انطباعا أنه أكثر نشاطا من بايدن، الذي يقع في الكثير من الزلات.

وتتزايد مخاوف الليبراليين من فوز ترامب بولاية ثانية. وقالت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون التي خسرت انتخابات 2016 أمامه إن عودة الرئيس الجمهوري السابق للبيت الأبيض “ستكون نهاية بلدنا كما نعرفه”.

ويسود القلق من سلوك ترامب في ولايته الجديدة، خاصة بعدما أصبح يعرف بشكل أفضل كيف تسير الأمور ومن ثم سيعمل على تطوير خطط للتحايل على الضوابط والتوازنات المختلفة، وسيحيط نفسه بمستشارين شديدي الولاء.

وكان ترامب واضحا بشأن خططه وروج لعودته بعبارة توراتية، حيث قال “أنا انتقامكم”، ووعد بالعفو عن المشاركين في اقتحام الكابيتول، وكشف عن سعيه لحل “الدولة العميقة” عن طريق إزالة الآلاف من موظفي الخدمة المدنية، وتعيين مؤيديه بدلا منهم.

وتردد أن ترامب يفكر في تفعيل قانون التمرد في أول يوم له في منصبه، وهو ما سيسمح له بنشر الجيش لسحق الاحتجاجات.

ومن المؤكد أنه يخطط لإلغاء قانون بايدن لخفض التضخم، والتخلص من خطط المناخ، وبناء امتداد لجداره على الحدود المكسيكية، وإعادة فرض الحظر على المسافرين من الدول ذات الأغلبية المسلمة.

كما تردد أنه يريد إنهاء حق المواطنة بالولادة لأطفال المهاجرين غير الشرعيين، واستخدام قوات خاصة لمحاربة عصابات المخدرات في دول أمريكا الوسطى واللاتينية، كما يريد بناء نظام دفاعي مماثل لنظام القبة الحديدية الإسرائيلي.

وفي السياسة الخارجية من المتوقع أن يتراجع ترامب عن تحالفات بايدن، والتي شملت التعاون مع الدول الأوروبية لدعم أوكرانيا واتفاقيات لمواجهة صعود الصين، وتعزيز التحالف الأمني مع أستراليا والهند واليابان وصياغة تحالف أوكوس مع أستراليا والمملكة المتحدة، وتعزيز اتفاقيات التعاون مع تايوان.

وزعم ترامب أنه سينهي الحرب في أوكرانيا خلال 24 ساعة، ومن المرجح أن يفرض رسوما جمركية على الواردات الأجنبية ويحافظ على موقف متشدد من الصين.

ورغم تقدمه الواضح فإن المعركة لم تنته، ويشهد السباق الجمهوري منافسة محتدمة بين حاكم فلوريدا رون ديسانتس والسفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، حيث يسعى كل منهما إلى تقديم نفسه كبديل لترامب.

ويتقدم ديسانتس مؤخرا في استطلاعات الرأي. كما تكسب هايلي المزيد من الأرض بفضل المانحين في وول ستريت وخبرتها في السياسة الخارجية.

وغاب ترامب عن المناظرات الجمهورية الثلاثة. وفي المناظرة الأخيرة ألقى المرشحون باللوم على ترامب في الأداء الضعيف للحزب.

وقد تتغير المعادلة الانتخابية إذا تراجع بايدن عن الترشح لصالح مرشح أصغر سنا. وقال كارل كاروف كبير مستشاري الرئيس الجمهوري السابق جورج دبليو بوش “الحزب الذي يختار الوجه الجديد سيفوز بالبيت الأبيض“.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى