أمريكا

سي بي إس في فوهة مدفع ترامب.. إعلام تحت النار


تصاعدت حدة المواجهة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومحطة “سي بي إس” الإخبارية، إثر انتقادات حادّة وتهديداتٍ غير مسبوقة للمحطة.

وطالب ترامب بسحب ترخيص بث المحطة وفرض عقوبات فيدرالية عليها، ردًّا على تقارير إخبارية نُشرت الأحد وتناولت قضيتي أوكرانيا وغرينلاند، بحسب صحيفة “ديلي إكسبريس” البريطانية.

ووصف ترامب، في تغريدة على حسابه بمنصته للتواصل الاجتماعي “تروث سوشيال” الشبكة بأنها “ذراع سياسية تتنكر في هيئة إعلامية”، وتوعدها بأنها “ستدفع ثمنا باهظا”.

وجاء الهجوم بعد بث برنامج “60 دقيقة” مقابلة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ودعوة الأخير لترامب لزيارة بلاده للاطلاع على آثار الحرب.

وردّ ترامب بالقول إن الحرب “ما كانت لتحصل لو لم تُسرق انتخابات 2020″، في إشارةٍ إلى مزاعمه المستمرة بتزوير الانتخابات الرئاسية التي خسرها أمام جو بايدن.

كما تناول البرنامج تقريرا من غرينلاند يعرض رفض السكان لفكرة الانضمام إلى الولايات المتحدة، حيث أكد السكان رفضهم القاطع للفكرة، قائلين: “لسنا للبيع”، في إشارة إلى تقارير سابقة أفادت بأن البيت الأبيض قدّم عرضًا ماليًا ضخمًا للدنمارك – التي تدير الإقليم – يفوق الدعم السنوي البالغ 600 مليون دولار. ووصف ترامب التغطية بأنها “مُحرّفة وكاذبة”، معتبرًا أنها تشوّه سجل إدارته.

اتهامات بالتلاعب الإعلامي و”تزوير الحقائق”

لم يكتفِ ترامب بانتقاد التقارير، بل ربط بين المحطة دعوى قضائية ضد الشبكة، بسبب “تحرير منحاز” لمقابلة سابقة مع منافسته في الانتخابات الرئاسية 2024، كامالا هاريس.

وقال: “يشرفني جدا أن أقاضي برنامج “60 دقيقة”، وشبكة “سي بي إس” الإخبارية المزيفة، وباراماونت، بسبب تقاريرهم الاحتيالية”.

وتابع ترامب: “يجب أن يكونوا مسؤولين عما فعلوه وما يفعلونه. يجب سحب رخصتهم! نأمل أن تفرض لجنة الاتصالات الفيدرالية، برئاسة رئيسها المحترم بريندان كار، أقصى الغرامات والعقوبات، وهي عقوبات جسيمة، على سلوكهم غير القانوني”.

وأضاف الرئيس الأمريكي: “لقد خرجت قناة “سي بي إس” عن السيطرة، بمستويات لم نشهدها من قبل، وعليهم أن يدفعوا ثمنا باهظا لهذا”.

رغم حدة تهديدات ترامب، يُشير مراقبون إلى أن سلطة سحب ترخيص البث من محطة تلفزيونية ليست بسيطة، فهيئة الاتصالات الفيدرالية تفرض عقوباتٍ في حال انتهاك قواعد البث، لكنها نادرًا ما تلجأ إلى إلغاء التراخيص، إضافة إلى أن المحطة تُعتبر جزءًا من شبكة “باراماونت” الإعلامية العملاقة، مما يُصعّد من تعقيد أي إجراء قانوني ضدها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى