الشرق الأوسط

شماعة الضمانات.. تكتيك حزب الله لربح الوقت وتأجيل الاستحقاق الأصعب


حزب الله يجدد رفضه تسليم سلاحه في مناورة تخشى إسرائيل وأمريكا أن تمنح الحزب الذي خرج ضعيفا من حربه الأخيرة الوقت لإعادة بناء قدراته.

والثلاثاء، ندّد الأمين العام للحزب اللبناني بالضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على لبنان من أجل أن يقدّم “تنازلات” من دون “ضمانة”، مجددا الإشارة إلى أن حزبه لن يتخلّى عن سلاحه.

وتضغط واشنطن على لبنان من أجل تجفيف مصادر تمويل حزب الله ونقل الأموال، في موازاة مواصلة ضغطها على السلطات اللبنانية لتجريد الحزب من سلاحه، بعد خروجه ضعيفا من حربه الأخيرة مع اسرائيل.

وقال قاسم في كلمة ألقاها عبر الشاشة خلال احتفال حزبي “أمريكا باليد الإسرائيلية تريد أن تنهي قدرة لبنان المقاوم(…). هم يضغطون على الحكومة لتقدّم تنازلات من دون بَدَل، ومن دون ضمانة، وعن طريق الفتنة، مع إعطاء حرية كاملة لإسرائيل أن تبقى محتلّة وتعتدي متى تشاء”.

وأضاف أن “إسرائيل لا تريد أن تخرج، لأنها تريد أن تتحكّم بلبنان سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وماليا وجغرافيا”.

وتابع “لن نتخلّى عن سلاحنا الذي يعطينا هذه العزيمة وهذه القوة، ويمكّنُنا من الدفاع”.

ويأتي ذلك بعد زيارة للبنان أجراها الأحد والاثنين وفد أمريكي برئاسة نائب مساعد الرئيس لشؤون مكافحة الإرهاب سيباستيان غوركا، من أجل حضّ السلطات على تجفيف مصادر تمويل حزب الله.

والتقى الوفد رئيس لبنان جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام وعددا من المسؤولين الذين أكدوا له اتباع لبنان كل الإجراءات المعتمدة لمكافحة تبييض الأموال وتهريبها.

وأكد وكيل وزارة الخزانة الأمريكية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية جون هيرلي الذي كان في عداد الوفد، أن الإدارة الأمريكية الحالية “جادة للغاية في قطع تمويل إيران” لحزب الله.

ووجّه الوفد خلال لقاءاته في بيروت، وفق ما أفاد مسؤول لبناني من دون الكشف عن هويته وكالة فرانس برس، رسالة “حازمة وواضحة” إلى السلطات.

وطالب المسؤول بـ”أفعال حقيقية قبل نهاية العام”، تشمل “مكافحة تبييض الأموال والاقتصاد القائم على النقد، وإغلاق القرض الحسن”، وهي مؤسسة مالية تابعة لحزب الله، تمنح قروضا لقاء رهن بالذهب وتخضع لعقوبات أمركيية.

ومنذ وقف إطلاق النار الذي أنهى في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي حربا استمرت عاما بين حزب الله واسرائيل، برعاية أمريكية وفرنسية، تضغط واشنطن على لبنان من أجل تجريد الحزب من سلاحه، بينما تواصل إسرائيل شن ضربات دامية تقول إنها تستهدف محاولات الحزب إعادة بناء قدراته العسكرية.

ويأتي ذلك بينما أبدى عون في أكثر من مرة استعداد لبنان للتفاوض مع إسرائيل، فيما أكد حزب الله رفضه أن “يُستدرج” لبنان الى تفاوض مع اسرائيل.

اتهامات إسرائيلية

باليوم نفسه، اتهم الجيش الإسرائيلي حزب الله بالسعي إلى استعادة قدراتها القتالية في جنوب لبنان لدرجة تهدد أمن إسرائيل وتؤدي إلى إلغاء اتفاق وقف إطلاق النار الذي تسنى التوصل إليه العام الماضي.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي نداف شوشاني إن الحزب يعمل جنوب نهر الليطاني في انتهاك لاتفاق الهدنة، وإن القوات الإسرائيلية تشن غارات على أهداف له في تلك المنطقة.

وذكر شوشاني في إفادة صحفية أن حزب الله يحاول أيضا تهريب أسلحة من سوريا وعبر طرق أخرى إلى لبنان.

وأضاف “نعمل على منع حدوث ذلك وإغلاق الطرق البرية من سوريا إلى لبنان بدرجة كبيرة من النجاح، لكنهم لا يزالون يشكلون تهديدا لنا”.

وأردف “نحن ملتزمون بالاتفاق الذي يجب أن يصمد. لن نعود إلى واقع السابع من أكتوبر (2023) مع تهديد وجود آلاف الإرهابيين عند حدودنا على مسافة قريبة من مواطنينا…”.

وينفي حزب الله أنه يعيد بناء قدراته العسكرية في جنوب لبنان، ويقول إنه ملتزم بوقف إطلاق النار المبرم في عام 2024.

ولم تطلق الجماعة اللبنانية النار أيضا على إسرائيل منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وقال مسؤولون أمنيون لبنانيون لرويترز إن حزب الله لم يعرقل عمليات الجيش اللبناني للعثور على أسلحة الجماعة في جنوب البلاد ومصادرتها.

ومع ذلك، يرفض حزب الله الدعوات لنزع سلاحه بالكامل.

زر الذهاب إلى الأعلى