الحمد لله الذي أكرمنا بنعمة إدراك شهر رمضان المبارك ونحن في أمن وأمان وخير وعافية.
فهذا الشهر الفضيل جاءت فيه الفضائل العظيمة فهو شهر الرحمات والخيرات والبركات، فحري بالموفق أن يغتنم أيام هذا الشهر الفضيل بالإقبال على الطاعة والعبادة، وفي سنن النسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أتاكم رمضان، شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم”.
فمن غفل عن هذه الفضائل فرط في خير عظيم، كحال التاجر الذي يفرط في موسم التجارة وجني الأرباح، فإنه سيكون محط لوم وعتب من جميع التجار لتفريطه الكبير.
وينبغي علينا الانتباه إلى باب عظيم جدا من أبواب الرحمة في شهر رمضان المبارك ألا وهو أداء الفرائض كما أمر الله، فأحب الأعمال إلى الله أداء الواجبات، فينبغي علينا الحرص على صلاة الجماعة في المسجد وأداء الصلاة في وقتها وعدم التهاون في ذلك، فمن الناس من يحرص على صلاة التهجد والقيام مع تضييع وقت صلاة الفجر فهذا لا يجوز، ومن الفرائض أيضا أداء الصيام كما أمر الله، فلا يجوز التساهل في فطر رمضان تعمدا أو تأخير القضاء فصيام رمضان ركن من أركان الإسلام، ومن الفرائض أيضا إخراج الزكاة خاصة لمن كان حول ماله في شهر رمضان، فمن الناس من يخرج زكاة ماله في رمضان ونفسه طيبة مقبلة على الطاعة فهنيئا له الأجر، ومن الناس من يغفل عن إخراج الزكاة أو قد لا يتصور أن الزكاة تجب عليه في ماله فهذا لابد عليه من سؤال الجهات المختصة كصندوق الزكاة وسيقومون بحساب زكاة ماله إن كانت الزكاة واجبة عليه بكل دقة.
وفي شهر رمضان المبارك علينا أن نحرص على بر الوالدين والجلوس معهم، فمن أعظم المتع عند كبار السن وجود من يؤنسهم ويحدثهم، وكثيرا ما يتألم كبار السن بسبب العزلة والوحدة، بل قد تكون العزلة سببا لإصابة عدد منهم بمشاكل صحية ونفسية مؤلمة، فمن جمع بين العبادات وبين حسن الخلق مع الوالدين والأرحام والإحسان إلى جميع الناس فقد أقبل على الرحمات العظيمة في هذا الشهر الفضيل، فاللهم وفقنا لما تحبه وترضاه وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.