سياسة

صراع على النقابات.. الإخوان يتسللون من بوابة العمل النقابي في السودان


وسط أجواء سياسية مشحونة وظلال الحرب التي تلقي بآثارها على المشهد العام في السودان. تصاعدت التحذيرات من محاولات مستترة لإعادة إنتاج النقابات التابعة لحزب المؤتمر الوطني  الذراع السياسية السابقة لجماعة الإخوان المسلمين . ضمن مسعى من السلطة الانتقالية الحالية لاستعادة السيطرة على المشهد النقابي وإعادة هندسة التمثيل العمالي لصالح عناصر النظام البائد.

وأكدت لجنة المعلمين السودانيين، في بيان حاد اللهجة نقله موقع (الراكوبة)، رفضها القاطع لما وصفته بـ “محاولات إحياء النقابات المحلولة التي كانت واجهات سياسية للمؤتمر الوطني”. وذلك في أعقاب قرارات أصدرها مسجل تنظيمات العمل تتضمن ترتيبات يُعتقد أنّها تمهّد الطريق لعودة كوادر النظام السابق والحركة الإسلامية إلى قيادة النقابات.

وقد وصفت اللجنة تلك التحركات بأنّها تأتي تنفيذًا لرغبة ما سمّته بـ “سلطة الانقلاب المتحالفة مع بقايا المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية“. معتبرة أنّ الهدف منها هو قطع الطريق أمام تكوين نقابات حرّة ومستقلة تمثل العاملين بحق.

وأكدت اللجنة على تمسكها بالاتفاقيات الدولية. التي تكفل للعمال حق التنظيم النقابي المستقل بعيدًا عن أيّ تدخلات إدارية أو سياسية. داعية جماهير المعلمين والعاملين في القطاعات كافة إلى التصدي “بكل جسارة” لأيّ محاولات لمصادرة صوتهم واستغلال ظروف الحرب لممارسة الابتزاز والتمكين من جديد.

من جانبها، أصدرت نقابة الصحفيين السودانيين بيانًا مماثلًا عبّرت فيه عن رفضها القاطع. لأيّ محاولة لإعادة تشكيل الكيانات النقابية بأساليب لا تحظى بأيّ سند قانوني أو انتخابي. محذرة من أنّ مثل هذه الخطوات تمثل تهديدًا مباشرًا لمبدأ استقلالية النقابات. وتقويضًا لشرعية العمل النقابي الحر، وفق ما أوردت صحيفة (التغيير).

وشددت النقابة على أنّ شرعية النقابات تُستمد من جمعياتها العمومية. وأنّ فرض إدارات غير منتخبة من شأنه إضعاف الجسم الصحفي. وتقليص قدرته على الدفاع عن حقوق أعضائه، داعية الصحفيين إلى الوقوف صفًا واحدًا في وجه هذه المحاولات التي وُصفت بأنّها “انتهاك صارخ للديمقراطية وحرية التنظيم النقابي”.

وتشير مصادر نقابية مستقلة إلى أنّ هذه التحركات تأتي ضمن استراتيجية أوسع تتبناها بقايا نظام البشير  المرتبط إيديولوجيًا بجماعة الإخوان المسلمين  لاستعادة موطئ قدم داخل مؤسسات المجتمع المدني، خصوصًا في ظل التراجع السياسي والضغط الشعبي الذي واجهته الجماعة بعد الثورة.

ويُنظر إلى النقابات باعتبارها منابر مؤثرة لإعادة التمكين السياسي والإداري، وهو ما يجعل هذه التحذيرات بمثابة إنذار مبكر لمخطط سياسي يعيد تدوير عناصر النظام البائد تحت شعارات مهنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى