سياسة

“صومعة حسان”.. تحفة معمارية مغربية صامدة منذ 800 عام


تعد صومعة حسان في المغرب، وجهة رئيسة للسياح وزوار مدينة الرباط الذين تجذبهم تلك المئذنة الإسلامية التي صمدت بزينتها وزخرفتها لأكثر من 800 عام.

وبُنيت الصومعة، العام 1200، ميلادية تقريباً، في عهد دولة الموحدين، وكانت جزءاً من مشروع أكبر، يضم مسجداً كبيراً لم يبقَ منه إلا بعض أعمدة وجدران وآثار قليلة، بفعل عدة عوامل.

 وفيما ظلت الصومعة صامدة رغم ارتفاعها (44متراً) بوجه عوامل الزمن من حروب وأحداث متنوعة، أبرزها زلزال لشبونة المدمر العام 1755، والذي يقدر الجيولوجيون شدته بنحو 9 درجات على مقياس ريختر.

وأمر سلطان دولة الموحدين، يعقوب المنصور الموحدي (1160- 1199)، ببناء الصومعة، ومسجد كبير قربها، العام 1197.

وفي غضون عامين، كانت الصومعة شامخة بالفعل، فيما توقف بناء المسجد بسبب وفاة السلطان يعقوب، ولم يكتب لمسجده الاكتمال من بعده.

fcd096a4-aff9-43ac-ac1b-8883f066227e

 

واكتسبت الصومعة اسمها من قبيلة تدعى “بنو الحسان” كانت تستوطن إقليم الرباط في ذلك الوقت.

وبنيت صومعة حسان وفق الطراز المعماري المغربي الأندلسي، ويعتقد أن أساساتها بنيت لتصل إلى ارتفاع 80 متراً، لكنها توقفت عند 44 متراً شأن توقف أعمال المسجد المجاور لها بسبب وفاة السلطان يعقوب.

 واعتمد البناؤون على الحجر الرملي الأحمر، المنحوت، والجص، في بناء الصومعة على أرض ذات صلابة تتحمل وزنها وارتفاعها.

ويضم مبنى الصومعة من الداخل 6 غرف يصلها سلم داخلي ملتو يؤدي إلى الجزء العلوي من المئذنة.

117a300f-ac23-46b3-a9a5-d4dbd8d2fe79

 

ويعتقد المؤرخون أن صومعة حسان، ومسجدها الذي لم يكتمل، هي نسخة مدينة الرباط من مسجد “الكتبية” في مراكش، والمسجد الكبير في إشبيلية، والذي بات يعرف، اليوم، في إسبانيا باسم “الخيرالدة”، وكلاهما بنيا في عهد الموحدين، ويتشاركان بصوامع مشابهة لصومعة حسان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى