الشرق الأوسط

ضربة إسرائيلية تودي بحياة قائد في حركة المجاهدين وعشرات من عائلته


 أعلنت “حركة المجاهدين الفلسطينية”، مقتل أمينها العام أسعد أبو شريعة، في غارة إسرائيلية استهدفته في حي الصبرة، شرقي مدينة غزة.

وقالت الحركة، في بيان نعي إن الغارة أسفرت كذلك عن مقتل شقيقه أحمد أبو شريعة، القيادي في الحركة، إلى جانب عدد كبير من أفراد عائلته، في “جريمة اغتيال جبانة” نفذها الجيش الإسرائيلي.

وذكرت أن “أبو شريعة، تعرض سابقاً لأكثر من خمس محاولات اغتيال، وقدم أكثر من 150 شهيدًا من أفراد عائلته خلال الحرب الجارية، من بينهم زوجته وأبناؤه وأشقاؤه وأقرباؤه”.

و”المجاهدين” حركة تأسست بالتزامن مع بدايات انتفاضة الأقصى عام 2000، وتضم مئات المقاتلين في قطاع غزة.

وفي وقت سابق السبت، تحدث الجيش الإسرائيلي، عن تمكنه من اغتيال أبو شريعة، محملا مسؤولية الأخير عن مقتل عائلة “بيباس” الإسرائيلية.

وقال الجيش إنه “قام بالتنسيق مع جهاز الأمن العام (الشاباك) في اغتيال أسعد أبو شريعة، خلال هجوم مكثف للجيش على قطاع غزة مؤخرا”.

وصرح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن الجيش الإسرائيلي استعاد رفات رهينة تايلاندي كان محتجزا في غزة منذ هجوم حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بينما أفاد مسعفون في القطاع بمقتل 45 شخصا في غارات جوية إسرائيلية.

وذكر كاتس أن رفات الرهينة ناتابونج بينتا كان يحتجزه فصيل كتائب المجاهدين الفلسطيني المسلح وتم استعادته من منطقة رفح في جنوب غزة. وجرى إبلاغ عائلته في تايلاند بذلك.

واختُطف بينتا، وهو عامل في مجال الزراعة، من تجمع نير عوز السكني الصغير في غلاف غزة حيث تعرض ربع سكانه للقتل أو الخطف خلال هجوم حماس الذي أشعل فتيل الحرب في غزة.

وقال الجيش الإسرائيلي إن بينتا اختُطف حيا وقتله خاطفوه الذين قتلوا أيضا رهينتين يحملان الجنسيتين الإسرائيلية والأميركية وأخذوا جثتيهما إلى القطاع وتمت استعادة رفاتهما الأسبوع الماضي.

ونفت الجماعة سابقا قتل الرهائن الذين اقتادتهم للقطاع أو من أسرتهم حماس. وقال الجيش الإسرائيلي إن كتائب المجاهدين لا تزال تحتجز رفات مواطن أجنبي آخر. ويُعتقد أن 20 فقط من الرهائن المتبقين، وعددهم 55، ما زالوا على قيد الحياة.

وتقول السلطات الإسرائيلية إن كتائب المجاهدين احتجزت الرهينة الإسرائيلية شيري بيباس وطفليها وقتلتهم. واستعادت إسرائيل رفاتهم خلال وقف إطلاق النار الذي استمر شهرين وانهار في مارس/آذار بعد عدم تمكن الجانبين من الاتفاق على شروط تمديده إلى مرحلة ثانية.

ومنذ ذلك الحين، توسع إسرائيل هجومها في أنحاء قطاع غزة مع تعثر الجهود التي تقودها الولايات المتحدة وقطر ومصر للتوصل إلى وقف آخر لإطلاق النار.

وقالت السلطات الصحية إن ما لا يقل عن 15 فلسطينيا قُتلوا وأصيب 50 آخرون في غارات جوية شنتها إسرائيل اليوم بحي الصبرة في مدينة غزة شمال القطاع.

وسقط أكثر من صاروخ في المنطقة. ويرجح شهود ووسائل إعلام أن الهدف كان مبنى سكنيا متعدد الطوابق، إلا أن الانفجار ألحق أضرارا بعدد من المنازل المجاورة.

وأمر الجيش الإسرائيلي السكان في وقت لاحق بإخلاء حي جباليا المجاور قائلا إنه سيستهدف المنطقة بعد إطلاق مسلحين صواريخ من هناك.

وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية السبت أن مستشفيات غزة لديها وقود يكفي لثلاثة أيام فقط، وأن إسرائيل تمنع وصول وكالات الإغاثة الدولية إلى المناطق التي توجد بها مخازن وقود مخصص للمستشفيات.

وحذرت الأمم المتحدة من أن معظم سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة معرضون لخطر المجاعة بعد حصار فرضته إسرائيل على القطاع لمدة 11 أسبوعا، وقالت إن عدد الأطفال الصغار الذين يعانون من سوء التغذية الحاد ارتفع إلى ثلاثة أمثال تقريبا.

وجرى تعليق توزيع المساعدات الجمعة بعدما قالت مؤسسة غزة الإنسانية، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، إن الزحام جعل استمرار عملياتها غير آمن.

وقالت مؤسسة غزة الإنسانية، التي تعرضت لانتقادات لاذعة من منظمات إغاثية لافتقارها للحياد، إنها لم تتمكن من توزيع أي مساعدات إنسانية السبت بسبب “تهديدات مباشرة” من حركة حماس ضد عملياتها.

وأضافت في بيان “هذه التهديدات حالت دون مواصلة العمل اليوم دون تعريض أرواح الأبرياء للخطر… لن تتراجع مؤسسة غزة الإنسانية. سنظل ملتزمين بتقديم المساعدات في إطار من السلامة والأمن والاستقرار. نعمل بنشاط على تكييف عملياتنا للتغلب على هذه التهديدات، ونعتزم استئناف عمليات التوزيع دون تأخير”.

وقال مسؤول في حماس لرويترز إنه ليس على علم بمثل هذه التهديدات المزعومة.

وعلقت المؤسسة عملياتها الأربعاء الماضي وطلبت من الجيش الإسرائيلي مراجعة الإجراءات الأمنية بعد أن أفاد مسؤولون في مستشفيات فلسطينية بمقتل أكثر من 80 شخصا بالرصاص وإصابة المئات بين الأول والثالث من يونيو/حزيران بالقرب من نقاط التوزيع.

وألقى شهود باللوم على جنود إسرائيليين في عمليات القتل. وقال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق طلقات تحذيرية خلال يومين، وقال الثلاثاء إن جنوده أطلقوا النار على “مشتبه بهم” فلسطينيين كانوا يتقدمون نحو مواقعهم.

وبدأت المؤسسة توزيع طرود غذائية في غزة في نهاية مايو/أيار، إذ تشرف على نظام جديد لتوزيع المساعدات وصفته الأمم المتحدة بأنه يفتقر للنزاهة والحياد. وقالت المؤسسة إنها وزعت حوالي تسعة ملايين وجبة حتى الآن.

وقال الجيش الإسرائيلي السبت إن 350 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية تابعة للأمم المتحدة ومنظمات إغاثة دولية أخرى دخلت خلال الأيام الماضية إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم.

محاولة لكسر الحصار على القطاع المدمر
محاولة لكسر الحصار على القطاع المدمر

وأمرت إسرائيل الأحد جيشها بمنع سفينة إنسانية تقل ناشطين، من بينهم الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ، من كسر الحصار المفروض على قطاع غزة الذي مزقته الحرب وتحذّر الأمم المتحدة من احتمال تعرض سكانه للمجاعة.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان “أعطيت تعليمات للجيش بمنع السفينة مادلين من بلوغ غزة”. ووصف ثونبرغ بأنها “معادية للسامية”، وأعضاء المجموعة بأنهم “أبواق دعاية لحماس”، مضيفا “عودوا أدراجكم لأنكم لن تصلوا إلى غزة”.

وأبحرت السفينة التابعة لتحالف أسطول الحرية من صقلية الأحد الماضي متجهة إلى غزة لإيصال مساعدات إنسانية وكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ أعوام حتى قبل بدء الحرب الأخيرة.

وكان منظمو رحلة السفينة المحملة بالمساعدات وعلى متنها 12 ناشطا، أعلنوا السبت أنها وصلت إلى قبالة السواحل المصرية في طريقها إلى قطاع غزة. وعلى متن السفينة مواطنون من ألمانيا وفرنسا والبرازيل وتركيا والسويد وإسبانيا وهولندا.

ومن بين هؤلاء ريما حسن، عضو البرلمان الأوروبي، التي قالت إن أكثر من 200 نائب أوروبي وقعوا رسالة مفتوحة إلى إسرائيل، مطالبين بالسماح للسفينة مادلين بالوصول إلى غزة و”إدخال حمولتها الإنسانية على الفور”.

وصرحت حسن من على متن السفينة “سنبقى متأهبين حتى اللحظة الأخيرة، إلى أن تقطع اسرائيل الانترنت وشبكات” الاتصال عن السفينة.

أما كاتس فشدد على أن “إسرائيل لن تسمح لأحد بكسر الحصار البحري على غزة الذي يهدف بشكل أساسي إلى منع نقل الأسلحة إلى حماس، المنظمة الإرهابية القاتلة التي تحتجز رهائننا وترتكب جرائم حرب”. وأكد أن “إسرائيل ستتحرك ضد أي محاولة لكسر الحصار أو لمساعدة منظمات إرهابية، بحرا أو جوا أو برا”.

وشنت إسرائيل الحملة العسكرية على غزة ردا على هجوم حماس عليها والذي تشير إحصاءات إسرائيلية إلى أنه أسفر عن مقتل 1200 شخص معظمهم مدنيون واحتجاز 251 رهينة.

وقالت السلطات الصحية في القطاع إن الحملة الإسرائيلية قتلت أكثر من 54 ألف فلسطيني، معظمهم مدنيون، وحولت جزءا كبيرا من القطاع الساحلي المكتظ بالسكان إلى ركام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى