ضربة إسرائيلية جنوب سوريا تطال عنصراً تابعاً لحماس

قال الجيش الإسرائيلي الأحد إنه وجه ضربة استهدفت أحد عناصر حركة حماس في منطقة مزرعة بيت جن بجنوب سوريا، بينما التزمت حماس والحكومة والسورية الصمت بشأن الادعاء بوجود مسلحين لحماس في هذه المنطقة.
وكانت إسرائيل قد قالت الثلاثاء إنها هاجمت “وسائل قتالية” تابعة للحكومة السورية ردا على إطلاق قذيفتين صاروخيتين باتجاه إسرائيل، وحمّل وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع المسؤولية عن ذلك.
وقال المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي، في منشور على منصة إكس أغارت طائرات جيش الدفاع قبل قليل على أحد عناصر حماس في منطقة مزرعة بيت جن جنوب سوريا”.
وردت دمشق بأنه لم يتم التثبت من صحة الأنباء المتداولة عن قصف باتجاه الجانب الإسرائيلي. وأكدت أنها “لم ولن تشكل تهديدا لأي طرف في المنطقة”.
وتُعد هذه الغارة امتدادًا للتصعيد الإسرائيلي في الأراضي السورية، وخاصة في المناطق الحدودية، حيث تُتهم إيران وحلفاؤها، بمن فيها حزب الله وحركة حماس، باستخدام تلك المناطق كمنصات لوجستية أو إطلاق صواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية. ولفتت الحكومة السورية أن “هناك جهات عديدة قد تسعى إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة لتحقيق مصالحها الخاصة”، وأضافت “الأولوية القصوى بجنوب البلاد هي بسط سلطة الدولة وإنهاء السلاح خارج إطار المؤسسات الرسمية”.
وتداول عدد من وسائل الإعلام العربية والفلسطينية بيانا تعلن فيه جماعة غير مشهورة اسمها (كتائب الشهيد محمد الضيف) المسؤولية. ويشير اسم الجماعة إلى قائد الجناح العسكري لحركة حماس الذي قتل في غارة إسرائيلية عام 2024، لكن حماس نفت مسؤوليتها عنها.
وصرح قيادي في هذه المجموعة أن “العمليات ضد إسرائيل لن توقف وهي رد على المجازر في غزة وعملياتنا لن تتوقف حتى يتوقف قصف المستضعفين في غزة”.
وهذه المجموعة أعلنت عن تأسيس نفسها في بيان نشرته في 31 مايو/أيار الماضي عبر صفحتها على تلغرام، غير أن هناك شكوكا كثيرة بشأن تبعيتها لإيران خصوصا في ظل التطورات الأخيرة.
وبحسب تقديرات الجيش الإسرائيلي التي نقلتها الصحف المحلية، فإن الصاروخين اللذين أطلقا مساء الثلاثاء “لم يصدرا عن تنظيم إرهابي منظم، بل أطلقا على الأرجح بواسطة خلية محلية”.
كما أشار مراقبون إلى احتمال مشاركة إيران بطريقة أو أخرى، في هذا التحرك الذي لا تزال تفاصيله غامضة حتى الآن، خاصة وأنه كان من المتوقع أن تتبنى إحدى الجماعات الإرهابية المعروفة والناشطة في المنطقة الهجوم، إلا أنها لم تحرك ساكنا.
ويذكر أن هذه هي أولى عمليات القصف التي تنطلق من سوريا منذ سقوط حكم الرئيس السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول على يد فصائل المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام.
لكن إسرائيل واصلت استهدافها لمواقع عديدة في جميع أنحاء سوريا، وسيطرت ميدانيًا في ديسمبر/كانون الأول الماضي على عدة مواقع حدودية جنوب سوريا، من بينها قرية جملة في محافظة درعا، وقريتا مزرعة بيت جن ومغر المير التابعتان لمحافظة ريف دمشق، في تحرك وصف حينها بأنه “تكتيكي” لضمان أمن الجبهة الشمالية، وسط تصاعد التوترات مع محور المقاومة.
وتسعى السلطات السورية الجديدة الى طمأنة اسرائيل والغرب أنها لا تشكل تهديدا لدول الجوار، وأكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في مايو/أيار الماضي أن قادة سوريا الجدد أبدوا رغبة بـ”السلام” مع إسرائيل، وذلك غداة قرار الرئيس دونالد ترامب تخفيف العقوبات المفروضة على دمشق. وجاء الموقف خلال اجتماع في أنطاليا التركية جمع روبيو بنظيره السوري أسعد الشيباني، بحضور وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في سياق خطوات أميركية لتطبيع العلاقات مع الرئيس الانتقالي أحمد الشرع.
وكانت إسرائيل قد أعربت عن تشاؤم حيال الشرع وقد واصلت توجيه الضربات إلى سوريا، على غرار ما فعلت إبان حكم الرئيس السابق بشار الأسد.
في المقابل، أعلنت وزارة الخارجية السورية أن اللقاء تناول تفاصيل رفع العقوبات الأميركية، وتحسين العلاقات بين دمشق وواشنطن، و”سبل بناء علاقة استراتيجية بين البلدين”، وذلك بحضور وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، بدون مؤشرات علنية صدرت عن السلطات السورية الجديدة حول السلام مع إسرائيل.
وأكد البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سلّم الشرع سلسلة مطالب، أبرزها الانضمام إلى اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، “ترحيل الإرهابيين الفلسطينيين” من سوريا، والعمل على منع عودة تنظيم “الدولة الإسلامية”.