الشرق الأوسط

ضغوط دولية تُثمر.. أولى خطوات تفريغ مخيم الهول من النازحين


انطلقت، أولى رحلات “قافلة الأمل” من مخيم الهول الواقع بريف الحسكة، تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، متجهة نحو مدينة حلب، في خطوة تمثل بداية عملية العودة الطوعية والآمنة للنازحين إلى مناطقهم الأصلية، وذلك بعد مباحثات مطولة بين الإدارة الذاتية ودمشق والتحالف الدولي.

ويستضيف مخيم الهول، القريب من الحدود السورية-العراقية، آلاف اللاجئين العراقيين والنازحين السوريين، بالإضافة إلى أجانب من 54 جنسية مختلفة، من بينهم عائلات لعناصر ومسلحي تنظيم داعش المحتجزين لدى قسد. وتحول المخيم إلى بؤرة للعنف والتطرف، مع وقوع مئات حالات القتل داخله.

وقد أعلنت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، بحسب موقع “ميدل ايست أونلاين”، أن الرحلة الأولى شملت 42 عائلة تضم 178 شخصاً من ذوي الحالات الإنسانية والمصابين بأمراض مزمنة، وتم نقلهم من المخيم إلى حلب تحت إشراف وإدارة مباشرة من إدارة المخيم.

وجرت هذه الرحلة بتنسيق مع هيئة الشؤون الاجتماعية والكادحين في الإدارة الذاتية، وبالتعاون مع المركز السوري للأبحاث والدراسات، ووحدة دعم الاستقرار في حلب، وبدعم من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وقبل الانطلاق، تم توقيع اتفاق رسمي بين الجهات المشاركة لتنظيم آليات التنسيق وضمان سير العودة بشكل سلس وآمن. وأكدت الرئيسة المشتركة لمخيم الهول، جيهان حنان، على احترام إرادة النازحين وكرامتهم، والالتزام بمبادئ حقوق الإنسان والمواثيق الدولية.

جاءت هذه الخطوة بعد تنسيق مكثف استمر أكثر من ثلاثة أشهر مع مفوضية اللاجئين في دمشق وقامشلو، بالإضافة إلى تعاون مستمر مع منظمات محلية ودولية.

وفي أيار / مايو الماضي، أعلنت الإدارة الذاتية عن اتفاق مع الحكومة السورية لتنظيم آلية مشتركة لخروج العائلات السورية من مخيم الهول وعودتها إلى مناطقها الأصلية. 

وقد تزامن ذلك مع اجتماع ثلاثي في المخيم ضم وفداً من الحكومة السورية الانتقالية، والتحالف الدولي، والإدارة الذاتية، وهي أول زيارة حكومية من نوعها للمخيم.

كما تعكس التفاهمات بين بغداد ودمشق، بمشاركة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، تشكيل خلية عمل مشتركة عراقية-سورية لإدارة ملف المخيم. وتم الاتفاق على خطة لإغلاق مخيم الهول نهائياً خلال عام، وإنهاء هذا الملف بالكامل.

وفي بداية الشهر الحالي، وصلت دفعة تضم أكثر من 800 شخص من عائلات تنظيم داعش من مخيم الهول إلى جنوب الموصل في العراق، حيث يخضع معسكر الجدعة لإجراءات أمنية مشددة من السلطات العراقية.

وزارة الهجرة والمهجرين العراقية أكدت أن بغداد استعادت حتى الآن نحو 15 ألف عراقي من المخيم، بينما لا يزال حوالي 12 ألفاً داخل المخيم، مع عزيمة على إعادتهم جميعاً.

وتتضمن التحديات الفنية والاجتماعية قضايا عائلات مختلطة الجنسية بين سوريا والعراق، مما يتطلب معالجة دقيقة.

كما يُعد تبادل المعلومات الأمنية بين الأطراف الثلاثة عن تحركات عناصر تنظيم داعش في سوريا والعراق جانباً مهماً في هذه التفاهمات.

هذا وأشارت مصادر مطلعة إلى أن عدد السوريين من مناطق الإدارة الذاتية داخل المخيم حوالي 3 آلاف شخص، فيما يتجاوز عدد السوريين من مناطق سيطرة النظام السوري 14 ألفاً، وعودتهم مرتبطة بحل سياسي شامل وقرار دولي لضمان عودتهم بشكل آمن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى