ضغوط عالمية تجبر إسرائيل على السماح بإدخال الإغاثة لغزة

أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد “تعليقا تكتيكيا” يوميا لعملياته العسكرية في مناطق عدة في قطاع غزة، لأغراض إنسانية، والسماح بدخول المساعدات بعد أسابيع من الضغوط الدولية للسماح بوصول الغذاء وغيره من الإمدادات الحيوية إلى السكان الجائعين في القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمّر جراء أكثر من 21 شهرا من الحرب.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية أفيخاي أدرعي في تغريدة على موقع اكس، “سيبدأ اعتبارا من (الأحد) تعليق تكتيكي محلي للأنشطة العسكرية لأغراض إنسانية من الساعة العاشرة صباحا وحتى الساعة الثامنة مساء”، مضيفا أنّ هذا التعليق سيشمل المناطق التي لا يتحرّك فيها الجيش “وهي المواصي ودير البلح ومدينة غزة وسيكون يوميا حتى إشعار آخر”. وأرفق المنشور بخريطة للمواقع من دون تفاصيل إضافية.
#عاجل بناء على توجيهات المستوى السياسي وفي اطار الجهود المتواصلة التي يبذلها جيش الدفاع من خلال وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق لتوسيع حجم المساعدات الإنسانية التي يتم إدخالها إلى قطاع غزة سيبدأ اعتبارًا من اليوم تعليق تكتيكي محلي للأنشطة العسكرية لاغراض إنسانية من الساعة… pic.twitter.com/l4CRrIT5ss
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) July 27, 2025
وأشار إلى أنّه “تمّ تحديد ممرّات مؤمّنة بشكل مستدام اعتبارا من الساعة السادسة صباحا وحتى الحادي عشر مساء والتي ستسمح بالتحرّك الآمن لقوافل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لإدخال وتوزيع الأغذية والأدوية إلى السكان في قطاع غزة”.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنّه “تمّ تنسيق القرار مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بعد مباحثات بهذا الشأن”.
ولم يصدر أيّ رد فعل رسمي من الأمم المتحدة أو من منظمات غير حكومية عاملة في غزة، في حين أفادت مصادر إنسانية بأنّها تنتظر رؤية نتائج ملموسة للإعلان الإسرائيلي.
وليل السبت الأحد، نشر الجيش الإسرائيلي صورا تُظهر إلقاء “سبع منصّات مساعدات احتوت على الطحين والسكر ومعلّبات غذائية” بالمظلات على غزة، بعد الضغوط الدولية للسماح بوصول الغذاء وغيره من الإمدادات الحيوية إلى السكان الجائعين في القطاع المدمّر.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إنّ عملية الإنزال نُفذت “بتعاون مع منظمات دولية وبقيادة وحدة تنسيق أعمال الحكومة وكالة تابعة لوزارة الدفاع”. بينما أكدت مصادر فلسطينية بدء إنزال المساعدات على شمال غزة.
بدورها، أعلنت قناة القاهرة الإخبارية القريبة من السلطات المصرية الأحد بدء دخول شاحنات تحمل مساعدات إلى قطاع غزة عبر معبر رفح.
وكتبت المحطة عبر وسائل التواصل الاجتماعي “بدء دخول قوافل المساعدات المصرية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح” إلى جانب لقطات تظهر شاحنات عدة في المنطقة الحدودية مع قطاع غزة.
من جانب آخر، أعلنت إسرائيل أن جنودها صعدوا على متن السفينة “حنظلة” التابعة لتحالف أسطول الحرية المؤيد للفلسطينيين والتي كانت تبحر باتجاه غزة السبت، بحسب ما أظهر أيضا بث مباشر لنشطاء.
وقالت الخارجية الإسرائيلية في بيان على موقعها الإلكتروني “منعت البحرية الإسرائيلية السفينة ‘نافارن’ من دخول المنطقة البحرية لساحل غزة بشكل غير قانوني”. وأضاف البيان أن “السفينة تشق طريقها بأمان إلى شواطئ إسرائيل. جميع الركاب بخير”.
وأظهر البث النشطاء جالسين على سطح السفينة، رافعين أيديهم ويرددون أغنية “بيلا تشاو” الإيطالية المناهضة للفاشية، في حين سيطر الجنود الإسرائيليون على السفينة.
وتم قطع ثلاثة بثوث فيديو مباشرة عبر الانترنت من السفينة بعد دقائق من صعود الجنود.
وكانت سفينة “حنظلة” في طريقها لمحاولة كسر الحصار البحري الإسرائيلي على غزة وإدخال كمية من المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين في القطاع.
وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، قال تحالف أسطول الحرية “اعترضت القوات الإسرائيلية السفينة حنظلة واعتلتها بشكل غير قانوني أثناء وجودها في المياه الدولية”.
وكانت إسرائيل قد تعهدت في وقت سابق بتشديد حصارها على غزة، وأكدت في بيانها السبت أن “المحاولات غير المصرح بها لخرق الحصار خطيرة وغير قانونية وتقوض الجهود الإنسانية الجارية”.
وأظهرت أداة تتبع عبر الإنترنت تم إنشاؤها لرسم مسار السفينة إن حنظلة كانت على بعد نحو 50 كيلومترا من الساحل المصري و100 كيلومتر غرب غزة عندما تم اعتراضها.
وأعلن الجيش في وقت سابق السبت أنه “ينفّذ الحصار الأمني البحري القانوني على قطاع غزة وهو مستعد لمجموعة واسعة من السيناريوهات، وسيتصرّف وفقا لتوجيهات القيادة السياسية”.
وكانت السفينة حنظلة التي تحمل 19 ناشطا وصحافيَين اثنين من دول عدة، قد أبحرت من صقلية في 13 يوليو الماضي.
ومن بين الموجودين على متن السفينة نائبتان فرنسيتان، هما إيما فورو وغابريال كاتالا. ودان زعيم حزبهما “فرنسا الأبية” اليساري جان لوك ميلانشون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
وقال ميلانشون عبر منصة إكس “اعتلى بلطجية نتنياهو السفينة حنظلة. هاجموا 21 شخصا أعزلا في المياه الإقليمية حيث لا حق لهم. عملية خطف تشمل نائبتين فرنسيتين”. وطالب ميلانشون الحكومة الفرنسية باتخاذ إجراءات.
ويواجه القطاع نقصا حادا في الغذاء وغيره من الضروريات، بينما حذّرت الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية من خطر المجاعة.
وأعلن طاقم سفينة “حنظلة” في منشور على منصة إكس، أنّه سيخوض إضرابا عن الطعام إذا اعترض الجيش الإسرائيلي السفينة واعتقل النشطاء على متنها.
واعترضت القوات الإسرائيلية ليل 8 إلى 9 يونيو/حزيران السفينة الشراعية “مادلين” التابعة لتحالف أسطول الحرية، وعلى متنها 12 ناشطا من فرنسا وألمانيا والبرازيل وتركيا والسويد وإسبانيا وهولندا، على بعد حوالى 185 كيلومترا غرب سواحل غزة. وتم ترحيلهم بعد احتجاز بعضهم لأيام.