سياسة

“طالبان”…من سجين إلى سجّان


11 يوما فقط كانت كفيلة بقلب المعادلة في أفغانستان رأسا على عقب لتمنح السجين مفاتيح أبواب سجنه.

ففي سجن “بول” الشرقي سيئ السمعة بالعاصمة كابول، انقلبت الأمور بشكل جذري في أيام قليلة فقط.

إذ أفرجت حركة “طالبان” عن سجنائها من هذا السجن مع دخولها كابول منتصف الشهر الماضي، بعد مواجهات استمرت 11 يوما وانتهت بسيطرتها على الحكم في أفغانستان، تزامنا مع انسحاب آخر جندي أمريكي من هذا البلد.

ولم يتوقف الأمر عند ذلك، إذ تسلمت طالبان مفتاح السجن وإدارته، وبات من كان سجينا بين جدرانه سجانا بين ليلة وضحاها، في صحيفة “بيلد” الألمانية، التي أعدته من داخل السجن.

ويمر الطريق إلى السجن الذي كان الآلاف من عناصر طالبان قابعين وراء قضبانه، عبر شوارع مزدحمة وسط كابول، ونقطة تفتيش يشرف عليها أعضاء من الحركة.

وبصفة عامة، كان الآلاف من عناصر طالبان الذين استهدفوا الحكومة الأفغانية والقوات الغربية، يقبعون في سجن بول الشرقي قبل شهر واحد من الآن.

ومن بين سجناء طالبان في “بول”، كان هناك 250 سجينًا سابقًا نقلوا من “جوانتانامو” الأمريكي شديد الحراسة إلى السجن الأفغاني خلال السنوات الماضية.

ويقول أحد عناصر طالبان الذي رافق فريق “بيلد” إلى السجن: “أطلقنا سراح جميع سجنائنا.. لقد تعرض رجالنا للتعذيب هنا”.

لكن من الصعب التحقق مما إذا كان ما ذكره هذا العنصر صحيحا، وما إذا كان رجال طالبان تعرضوا بالفعل لسوء المعاملة في هذا السجن.

ووفق الصحيفة، يتكون السجن من زنازين صغيرة للغاية، وهناك رائحة عفنة في الهواء، وأوساخ على الأرض وذباب.

وبعد دخولها كابول، لم تطلق طالبان سراح عناصرها فحسب من هذا السجن، بل أطلقت أيضًا سراح كل من كان في المكان بتهمة السرقة أو القتل.

وعن هذا التصرف، قال أحد عناصر الحركة للصحيفة الألمانية: “لقد حذرناهم مما سيحدث إذا ارتكبوا جرائم مرة أخرى”، مضيفا “من الآن فصاعدا ينطبق قانوننا”.

وبعد شهر من وصول طالبان إلى السلطة، لا يزال “قانونها” غير واضح، غير أن الحركة أعلنت أنها تعتزم تطبيق الشريعة قريباً، ومع ذلك، لم يدخل أي شيء حيز التنفيذ حتى الآن. 

وعما يمكن حدوثه للمجرمين في المستقبل، قال مدير السجن الجديد، مولوي فاضل رحيم محاز، لصحيفة بيلد، إن “الشريعة ستطبق كما نعرفها: إذا ارتكب شخص ما جريمة سرقة، فعادة ما تكون العقوبة قطع يد”.

وتابع “إذا ارتكب الشخص الزنا ولم يكن له زوجة أو زوج، فسيُجلد، وإذا كان له له زوجة أو زوج وارتكب الزنا، فإن العقوبة تكون الموت”.

قائد السجن قال أيضا “سننفذ عمليات الإعدام في مكان عام.. وندعو الناس لمشاهدتها”، موضحا “نعلن خطيئة هذا الشخص وعقوبتها وننفذها أمام الناس”. 

مستطردا “نحن الآن ننتظر ببساطة أن يقرر قادتنا بدء تنفيذ قانوننا”.

ومن الممكن تصور عمليات الرجم أو الإعدام الجماعي أمام الجمهور، مثلما حدث بملعب كابول، عام 1996 عندما استولت طالبان على السلطة للمرة الأولى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى