اخترنا لكم

طريق الإمارات السريع نحو السلام

جوان سوز


أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن تفاهمٍ مبدئي مع إسرائيل برعايةٍ أمريكية، سيؤدي في الأيام المقبلة إلى تعاملٍ فعلي ورسمي بين الدولتين في مختلف المجالات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والأمنية والعلمية، وهو بمثابة حجر الأساس نحو تحقيق سلامٍ شامل ليس فقط في فلسطين أو العالم العربي وإنما في المنطقة برمّتها، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار نتائج التعاون بينهما لا سيما وأنهما يُعدان من أبرز حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط.

إن الاتفاق الإماراتي ـ الإسرائيلي المعلن عنه أمس الخميس، هو أقصر الطرق نحو السلام لإنهاء بعض الحروب في المنطقة، وهو المدخل الرئيسي نحو إلغاء صفقة القرن أو على أقل تقدير تخفيف عواقبها الكارثية على الشعب الفلسطيني، فهو يؤكد في بنوده على ضرورة توقّف تل أبيب عن ضمِ أراضٍ فلسطينية جديدة إلى إسرائيل، وهذا الأمر هو إنجاز إضافي لدبلوماسية أبوظبي التي تؤكد دوماً على إقامة دولة فلسطين التي تُعد القدس الشرقية عاصمتها.

ومن ناحيةٍ أخرى يظهر هذا التفاهم الثنائي التسامح الذي تمثّله الإمارات، فهو يوجب بقاء الأماكن المقدسة في القدس مفتوحةً أمام المصلين مهما اختلفت أديانهم، ويفتح المجال بيسر وسهولة أمام جميع المسلمين لزيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه وهو مطلبُّ إسلامي لم يكن ليتحقق دون شجاعة القرار الإماراتي.

ولذلك يمكننا وصف العلاقات الثنائية الكاملة والمرتقبة بين البلدين بالطريق السريع نحو السلام الشامل في المنطقة، والذي ربّما ستمرّ منه دولٍ عربية أخرى نحو الانفتاح على إسرائيل، بعد أخذ الوقائع والمتغيّرات الجيوسياسية بعين الاعتبار بدلاً من بيع الأوهام لشعوبها كما تفعل تركيا ومعها قطر اللتان تتمتعان بعلاقاتٍ وطيدة مع إسرائيل، ولكنهما في الوقت عينه تدعيان محاربة تل أبيب عبر وسائل إعلامهما!.

وبالطبع لابدّ من التذكير أن دولة الإمارات العربية المتحدة تدعم القضية الفلسطينية منذ عقود ولم تتردد في ذلك يوماً، ودون أدنى شك سوف تواصل تقديم هذا الدعم حتى الوصول لحلٍ دائم وعادل للصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، وهو مطلبٍ لن يغيب أبداً عن طاولة المفاوضات الإماراتية ـ الإسرائيلية.

وأخيرا فإن المرحلة المقبلة ستشهد الكثير من المفاجآت الإيجابية خاصة وأن هناك تحدّيات أمنية مشتركة في الوقت الحالي بين الإمارات وإسرائيل ومنها التمدد الإيراني في المنطقة والتدخلات التركية فيها، ولهذا يعد التفاهم الثنائي بين البلدين ضرورة ويأتي قبل فوات الأوان، وهي فرصة كبيرة المستفيد الأول منه هو العالم العربي.

نقلا عن العين الإخبارية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى