إيران

طهران تستعجل العراق في نزع سلاح التنظيمات الكردية


طالب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات الإيرانية اللواء محمد باقري اليوم الأربعاء بغداد بنزع سلاح الجماعات الكردية الإيرانية المسلحة التي تتخذ من إقليم كردستان العراق (شمال) معقلا لها.

ويأتي الطلب الإيراني بينما يشن الحرس الثوري من حين إلى آخر هجمات صاروخية على معاقل تلك الجماعات الكردية بالتزامن مع هجمات تشنها تركيا على متمردي حزب العمال الكردستاني.
ولدى استقباله وزير الداخلية العراقي عبدالأمير الشمري .الذي يزور طهران لتقديم واجب العزاء في مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان. قال باقري “يجب تنفيذ عملية نزع سلاح الجماعات الإرهابية في كردستان العراق بشكل كامل”، وفق وكالة تسنيم الإيرانية.
وكثفت إيران خلال عهد الرئيس الراحل الذي قتل في تحطم مروحية كانت تقله فوق الحدود الإيرانية الأذرية، هجماتها على معاقل الجماعات الكردية المتمردة ضمن استراتيجية كبح نفوذ تعتبره طهران خطرا على أمنها القومي.

وسبق للحكومة العراقية أن أدانت تلك الهجمات (الإيرانية والتركية). باعتبارها انتهاكا لسيادة العراق، لكن ينظر عادة لبيانات الإدانة على أنها مجرد رفع عتب ولاحتواء غضب الشارع العراقي.
وحذرت طهران في عهد رئيسي من أنها لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء تنامي تهديدات جماعات كردية معارضة. كما اتهمتها بأن لها دور تخريبي وتحريضي في الاحتجاجات التي تفجرت على اثر وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني بعد اعتقاله من قبل شرطة الأخلاق بسبب مخالفتها لضوابط ارتداء الحجاب. 
وتؤكد تصريحات باقري ما سبق أن أعلنه مسؤولون كبار في الحكومة .بأن سياسة إيران لن تتغير ولن تتأثر بوفاة رئيسي

وكانت بغداد قد أعلنت أنها أبعدت تنظيمات كردية عن الحدود الإيرانية .وتعهدت بأن أراضيها لن تكون منطلقا لأي اعتداء على الأراضي الإيرانية. لكن طهران تطالب بأكبر من هذا الإجراء وهو تجريد التنظيمات الكردية الإيرانية المعارضة من سلاحها.
ووجدت إيران اليوم الأربعاء في زيارة وزير الداخلية العراقي لطهران فرصة. لتجديد مطالبها من المسؤول الأول عن أمن الحدود.

وزيارة عبدالأمير الشمري لطهران التي جاءت تحت عنوان التضامن وتقديم واجب العزاء في وفاة رئيسي وعبداللهيان. تذهب إلى أبعد من مجرد التضامن إلى اجراء ترتيبات أممنية تتعلق بتنظيم زيارة الأربعين.    
وبحسب الوكالة الإيرانية أكد الشمري على أهمية زيارة الأربعين. وقال “بدأنا مباحثات مع وزير الداخلية والقائد العام لقوى الأمن الداخلي وبالنظر إلى موسم الحر والظروف القائمة. فإننا بحاجة إلى مزيد من التنسيق وتوفير التحضيرات اللازمة”.
وتابع “من القضايا الأخرى التي نتابعها في هذه الزيارة. المباحثات مع قيادة الأمن الداخلي بشأن القضايا ذات الصلة. فضلا عن الحديث مع قائد جامعة الدفاع الوطني في ما يتعلق بدراسة طلابنا في هذه الجامعة”.

وتُعد ذكرى أربعين الحسين من أبرز المناسبات الدينية لدى الشيعة. يحيونها بزيارة ضريح الحسين بن علي بن أبي طالب، ثالث الأئمة لدى الشيعة في كربلاء وضريح أخيه أبوفضل العباس المجاور له.
كما أكد باقيري أن طهران عرضت على العراق نقل الخبرات التعليمية والبحثية بين الجانبين. قائلا “بالنظر إلى مستوى التعليم في إيران. فإن نهجنا هو إرسال ضباط شرطة من وزارة الداخلية العراقية للدراسة في مختلف الكليات العسكرية ودافوس”. مضيفا “آمل أن يؤدي هذا المستوى من التفاعل إلى تعزيز الروابط وتبادل الخبرات”.
واعتبر أن “تمتين العلاقات مع العراق قرار إستراتيجي يحظى بتأكيد وموافقة قائد الثورة الإسلامية وأركان النظام”.

وأكد على أهمية “التعاون بين حرس الحدود”. مجددا تمسك بلاده بمتابعة تنفيذ الاتفاقية الموقعة بين البلدين بشأن نزع سلاح الجماعات الكردية ونقلها إلى المعسكرات الخاضعة للرقابة.
واعتبر أن تعزيز التعاون التجاري بين البلدين يستوجب تكثيف جهود مكافحة تهريب المخدرات والأسلحة بهدف ضبط الأمن على الحدود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى