طهران تهدد باستئناف الهجمات على الحدود العراقية
حذرت السلطات الايرانية من استئناف الهجمات على الحدود العراقية لملاحقة المسلحين الاكراد في حال لم تلتزم بغداد بالاتفاقيات الامنية للحد من خطر المجموعات الكردية.
وقال قائد القوات البرية في الحرس الثوري الإيراني، محمد باكبور ان الحكومة العراقية تعهدت بنزع سلاح الجماعات الإرهابية وطردها من البلاد في إشارة إلى الجماعات الكردية المناهضة لنظام الجمهورية الإسلامية والتي تتهمها طهران بشن هجمات مسلحة ودعم التحركات الاحتجاجية.
وفي تصريح لوكالة أنباء “تسنيم” شبه الرسمية، السبت، قال باكبور “تم الاتفاق مع الحكومة العراقية وتعهدت بنزع سلاح الجماعات الإرهابية وطردها من بلادها”.
وأضاف “ننتظر أن تفي الحكومة العراقية بالتزاماتها، وأعطيناها فرصة وإلا ستستمر هجمات الحرس الثوري إذا لم يحدث شيء”.
يشار أن إيران استهدفت العام الماضي، مقر “الديمقراطي الكردستاني” في أربيل ومركز “كومله” في السليمانية، بصواريخ وطائرات مسيرة.
وتصنف طهران “الديمقراطي الكردستاني” و”كومله” الإيرانيين، “حزبين إرهابيين”.
وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي اعلن في نهاية أبريل الماضي التوصل إلى تفاهم أمني مع بغداد خلال زيارة قام بها نظيره العراقي عبداللطيف رشيد مؤكدا أن “أمن العراق وحدوده مهم جدا” لبلاده.
لكن طهران استدعت الاسبوع الماضي السفير العراقي لديها بعد أن دعت سلطات بلاده “جماعات كردية انفصالية” لحضور مراسم افتتاح نصب بارزاني الوطني في إقليم كردستان العراق.
وقصفت إيران مرات عدة، لا سيما في نوفمبر مجموعات من المعارضة الكردية الإيرانية التي استقرت منذ عقود في شمال العراق. وتعهدت بغداد بإعادة نشر حرس الحدود على حدودها مع طهران من أجل الحدّ من التوتر.
وتتهم طهران هذه الفصائل من بين أمور أخرى، بـ”جلب الأسلحة” من العراق وتشجيع التظاهرات التي شهدتها إيران بعد وفاة مهسا اميني (22 عاما) في 16 سبتمبر الماضي بعد توقيفها في طهران من جانب شرطة الأخلاق للاشتباه بعدم احترامها لقواعد اللباس الصارمة في إيران.
ووقع البلدان في 19 مارس الماضي اتفاقا أمنيا ينصّ على “التنسيق في حماية الحدود المشتركة وتوطيد التعاون المشترك في مجالات أمنية عدّة” وذلك بعد أشهر من توتر بسبب قصف إيراني استهدف المعارضة الكردية على الحدود.
وكان رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني أكد مرارا خلال لقائه بمسؤولين إيرانيين “رفضه القاطع أن تكون أرض العراق مسرحا لتواجد الجماعات المسلحة أو أن تكون منطلقا للاستهداف أو أيّ مساس بالسيادة العراقية.
وترتبط إيران بعلاقات قوية مع السلطات العراقية الحالية المدعومة من الاطار التنسيقي الشيعي الموالي لطهران حيث لا تزال الجمهورية الإسلامية تعتبر العراق مجرد حديقة خلفية لتوسيع نفوذها في منطقة الخليج.
ومارست السلطات الإيرانية الكثير من العنف ضد القوى المعارضة للنظام الاسلامي بما في ذلك التحركات والاحتجاجات السلمية واستخدمت ورقة الإعدام لترهيب المعارضين في الداخل والخارج.