سياسة

عسكريون يسخرون من خطة ستارمر: مبنية على أساس أننا جميعا تشرشل


في وقت سابق من الشهر الجاري، اقترح رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر مبادرة لحفظ السلام في أوكرانيا.

وقدم ستارمر اقتراحًا لقوات حفظ السلام في أوكرانيا، مؤكدًا استعداد عدة دول لتطبيق أي اتفاق سلام يتم التوصل إليه. لكنه لم يكشف سوى عن تفاصيل قليلة ملموسة حول القوات والمعدات التي سيتم إرسالها.

وواجهت خطة ستارمر رفضًا من مصادر عسكرية رفيعة المستوى. اعتبرت في تصريحات لصحيفة “تليغراف” البريطانية أن رئيس الوزراء “استبق الأحداث” وأن مبادرته “مسرحية سياسية”.

وقبل أيام، رفض ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخطط، ووصفها بأنها “مجرد موقف”. وقال إن المقترح يستند إلى فكرة “مبسطة” لستارمر وقادة أوروبيين آخرين يعتقدون “أننا جميعًا يجب أن نكون مثل ونستون تشرشل”.

يأتي هذا وسط تقارير حول تعهد البيت الأبيض بالتوسط في اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا بحلول 20 أبريل/نيسان المقبل، وهو موعد عيد الفصح في كل من الكنائس الغربية والأرثوذكسية.

ومع اقتراب هذا الموعد، أكد مصدر عسكري رفيع المستوى أنه “من المستحيل تقريبًا” وضع خطة دعم لأوكرانيا خلال هذه الفترة. وقال: “لا توجد افتراضات محددة للوضع العسكري النهائي أو التخطيط العسكري الاستراتيجي.. الأمر كله مسرحية سياسية”.

وأضاف: “استبق ستارمر الحديث عن نشر قوات برية قبل أن يعرف ما يتحدث عنه. ولهذا السبب نسمع أقل عن ذلك الآن، ونسمع أكثر عن الطائرات .والسفن التي يسهل استخدامها ولا تتطلب قواعد في أوكرانيا”.

ومع ذلك، أصرت مصادر داخل وزارة الدفاع البريطانية على وجود زخم متزايد خلف “تحالف الراغبين” لدعم أوكرانيا، مع استعداد الدول المشاركة “للتدخل لضمان السلام”.

والأسبوع الماضي، كشفت “تليغراف” عن أن طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني ستتولى مراقبة سماء أوكرانيا .بموجب مقترحات ناقشها التحالف خلال اجتماع 30 دولة في المقر الدائم المشترك في نورثوود، غرب لندن.

ووصف مصدر دفاعي المحادثات بأنها في “مراحلها الأولى”. مضيفًا أنها كانت تدور حول “تعارف” الدول الثلاثين المشاركة.

لكن مصدرًا عسكريًا اعتبر أن التحالف “مسألة سياسية. وليس فيها أي منطق عسكري”، وقال: “لا الروس ولا الأمريكيين يدعمون التحالف الذي تقوده المملكة المتحدة”، وحذر من أن محادثات التحالف معقدة بسبب “عدم معرفة أحد بمهمته”.

وقال: “هناك حوالي 700 ألف روسي في أوكرانيا وحولها. وأكثر من مليون أوكراني مسلح”، وتساءل: “ما الغرض من قوة دولية قوامها 10 آلاف جندي متمركزة في غرب البلاد على بُعد أكثر من 400 كيلومتر من خط المواجهة؟”.

وأضاف: “إنها لا تستطيع حتى حماية نفسها.. ما هي مهمتها؟ ما هي شرعيتها؟. ما هي قواعد الاشتباك؟ كيف تُدار وتُزود وتُؤوي؟ ما هي مدة بقائها هناك ولماذا؟ لا أحد يعلم”.

ومع ذلك، أكد مصدر دفاعي آخر أن ستارمر “يقود من الجبهة”، وقال: “ذهب رئيس الوزراء بنفسه إلى المقر العام المشترك قبل ثلاثة أيام لتلقي إحاطات سرية مفصلة حول التخطيط العملياتي للتحالف”. وأضاف: “هناك احترام واسع في أوساط الدفاع البريطانية وحلفائنا لجهود ستارمر الدؤوبة. وللجهود التي يبذلها جيشنا، في وضع خططٍ شاملةٍ بالفعل لضمان السلام في أوكرانيا”.

وبالتزامن مع المحادثات في السعودية حول هدنة جزئية في أوكرانيا لمدة 30 يومًا، يستقبل الأدميرال البريطاني توني راداكين، رئيس أركان الدفاع، إلى جانب رؤساء الأركان.نظراءهم الفرنسيين في مقر وزارة الدفاع في وايتهول. لمواصلة التعاون الوثيق بين البلدين ومناقشة “تصميم” التحالف على حماية أمن أوكرانيا.

وقال مصدر دفاعي رفيع المستوى إن الأيام المقبلة ستتضمن المزيد من جلسات التخطيط. وأكد أن المناقشات الجارية “جادة”، وأشار إلى أن أي شخص يقول خلاف ذلك “خارج نطاق الموضوع”.

وأضاف: “إن العملية الجارية، بقيادة ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. تُهيئ أوروبا وأوكرانيا لأي طارئ قادم، ولا ينبغي لأحد أن يشك في أن هذا العمل بالغ الأهمية”.

في المقابل، قال مصدر كبير في الجيش البريطاني إنه على الرغم من ثقته في قدرة الجيش على التخطيط، إلا أن الأمر لا يزال “مسألة سياسية ودبلوماسية” .فيما يتعلق بأي خطة يتوصل إليها “تحالف الراغبين” وسيتم تنفيذها بالفعل.

وأضاف أن التحالف يركز أكثر على “تحفيز الإشارات السياسية لالتزامنا الدائم بأمن أوكرانيا”. مشيرًا إلى أن مناقشات توفير سلاح الجو الملكي البريطاني للغطاء الجوي كانت الجزء الأكثر “مصداقية” في المحادثات داخل التحالف، وأوضح أن: “أفضل ما يمكننا فعله هو تسليح الأوكرانيين للردع والدفاع. وهذا يجب أن يأتي أولًا”.

من جانبه، انتقد بن والاس، وزير الدفاع البريطاني السابق، “ثرثرة التحالف” دون أي “عزم”، وقال لـ”تليغراف”: “إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يشم رائحة افتقارنا لأي عزيمة. لذا لا يأخذنا على محمل الجد.. إلى أن يتغير ذلك، لن يتغير شيء في ساحة المعركة”. واعتبر أن محادثات التحالف الأخيرة كانت “مجرد تضليل”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى