سياسة

عميل سي آي إيه يكشف المستور: هتلر نجا وبدأ حياة سرّية!


تُعيد مزاعم عميل سابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، فتح ملف أحد أعظم الألغاز التاريخية: ما هو مصير الزعيم النازي أدولف هتلر؟

وبعد عقود من الرواية الرسمية التي تفيد بانتحاره في قبو برلين عام 1945، يُصر بوب باير (72 عاما) على وجود أدلة متزايدة تشير إلى سيناريو أكثر تعقيداً، حيث نجح هتلر في تزييف موته والهروب إلى الأرجنتين بدعم من حكومتها في ذلك الوقت، في محاولة لإحياء أحلام الإمبراطورية النازية من جديد، بحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.

أمضى باير 21 عاماً في العمل الاستخباري، وخلال مسيرته اطّلع على ملفات سرية عززت شكوكه في الرواية الرسمية لانتحار هتلر.

ويرجح أن وثائق أرجنتينية سيتم الإفراج عنها قريباً ستكشف عن تعاون ممنهج بين نظام الرئيس خوان بيرون (1946–1955) والنازيين الهاربين، بما في ذلك إيواء هتلر في مخبأ سري بمقاطعة “ميسيونيس” الحدودية.

هتلر وإيفا براون

تشير الصحيفة إلى أن حفريات أثرية في المنطقة عام 2015، كشفت عن مجمع غامض من المباني يتضمن أنظمة كهرباء متطورة وصرف صحي، ما يشير إلى تمويل حكومي.

كما عُثر على عملات ألمانية من حقبة الحرب العالمية الثانية وتماثيل صغيرة لنسور نازية، مما يعزز فرضية استخدام الموقع كملاذ لقيادات الرايخ الثالث.

تحالفات سرية ومشاريع نووية مشبوهة

لا تقتصر مزاعم باير على إيواء النازيين، بل تمتد إلى مشاريع علمية خطيرة، فخلال خمسينيات القرن الماضي، دعم بيرون مختبراً سرياً للاندماج النووي في جزيرة “هويمول” النائية، أشرف عليه عالم ألماني هارب.

ويشتبه باير في أن الهدف كان تطوير أسلحة متطورة لـ”الرايخ الرابع”، بل ويُشير إلى معلومات عن مخططات لضربة نووية محتملة ضد مانهاتن، رغم عدم وجود أدلة مادية مؤكدة.

الرواية الرسمية تحت المجهر: ثغرات وتناقضات

يعتمد المؤرخون التقليديون على رواية الجيش السوفياتي، التي تفيد بأن هتلر انتحر بطلقة رصاص وزوجته إيفا براون بتناول السيانيد في 30 أبريل/نيسان 1945، ثم تم حرق جثتيهما جزئياً ودفهما في حفرة.

لكن فحوصات الحمض النووي في عام 2009، هزت مصداقية هذه القصة، عندما تبين أن الجمجمة المحفوظة في موسكو والمُنسوبة لهتلر تعود لامرأة مجهولة.

هتلر وإيفا براون

 

كما أن تقريراً سوفياتياً سرياً عام 1945 أشار إلى عدم العثور على بقايا بشرية في الحفرة، مما غذّى نظريات الهروب. ويذكر باير أن المخابرات الأمريكية نفسها، في عهد الرئيس أيزنهاور، فتحت تحقيقات عام 1955 حول بلاغات عن رجل يشبه هتلر في كولومبيا، ما يدل على أن النخبة الأمنية كانت تعتبر نجاته احتمالاً قائماً.

“خطوط الفئران”.. الطريق السري إلى العالم الجديد

بعد هزيمة ألمانيا، فرَّ آلاف النازيين عبر شبكات هروب منظمة عُرفت باسم “خطوط الفئران”، مدعومة من جواسيس ورجال أعمال متعاطفين.

ومن أشهر الهاربين أدولف أيخمان، مهندس الهولوكوست، الذي عاش في الأرجنتين تحت اسم مستعار حتى اختطافه عام 1960، وجوزيف منغليه، طبيب معسكر أوشفيتز، الذي اختبأ في البرازيل.

هتلر وإيفا براون

 

وتكشف وثائق أرجنتينية أن بيرون سمح بإنشاء “ملاذات نازية” في مقابل الحصول على تقنيات عسكرية ألمانية وثروات منهوبة، كما أن شركات وهمية أُسست لغسل أموال النازيين، مثل تلك التي أشرف عليها رودولف فرايهر فون سيفيرت، أحد مهندسي الاقتصاد النازي.

وخلال تصويره لبرنامج “صيد هتلر” عام 2015، زار باير موقع “ميسيونيس” وتحدث إلى شهود عيان زعموا أن آباءهم عملوا في بناء المجمع السري تحت إشراف مهندسين ألمان. كما حصل على وثائق محلية تُظهر تحويلات مالية غامضة من بنوك أرجنتينية إلى حسابات في سويسرا وإسبانيا خلال الأربعينيات.

هتلر وإيفا براون

 

ورغم الإثارة التي تولدها هذه المزاعم، يقر باير بأن الأدلة المادية لا تزال ناقصة، قائلا: “حتى لو وُجدت وثائق تثبت أن هتلر هرب، فنحن بحاجة إلى رفات أو عينات بيولوجية لإغلاق الملف”. ويشير إلى أن السوفيات دمروا معظم بقايا الجثث عام 1970، مما يجعل التحقق مستحيلاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى