الشرق الأوسط

عودة داعش إلى سوريا: من يراهن على هذا التهديد الجديد؟


في ظل عدم استتباب الأمن في سوريا، تتزايد المخاوف من عودة التنظيمات الإرهابية إلى الواجهة، مستغلة الفجوة الناتجة عن الفراغ الأمني في المناطق الحدودية. 

وبينما يرى البعض أن التحالف الدولي سيواجه تحديات متزايدة نتيجة التوترات بين الأطراف المتنازعة، يعتقد آخرون أن القوى الغربية لن تتخلى عن وجودها في سوريا، مستفيدة من موقعها الإستراتيجي ومواردها الطبيعية. 

هذا المشهد، الذي يعكس تقاطعات المصالح الدولية والإقليمية، يضع المنطقة أمام سيناريوهات مفتوحة قد تتراوح بين صدامات عسكرية محتملة أو استمرار حالة الجمود الأمني، مع غياب أي حل حاسم في الأفق. 

وقال المحلل السياسي الروسي، حسام الدين سلوم، إن ما يحدث في سوريا يبدو كإحدى نتائج التخبط الأمني الناجم عن الفوضى التي تلت سقوط نظام بشار الأسد

وأكد في تصريح أن التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها داعش، ستسعى لاستغلال الفراغ الأمني لإحياء قواعدها وخلاياها النائمة، خاصة في منطقة دير الزور الحدودية مع العراق. 

وأشار سلوم إلى أن تركيز نشاط تنظيم داعش في الشرق السوري يأتي نتيجة التوترات المتصاعدة، حيث توجد معلومات عن إمكانية وقوع صدام مسلح بين الجيش التركي من جهة وقوات حزب العمال الكردستاني وذراعها السوري، قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، من جهة أخرى. 

وأوضح أن هذا الوضع يضع التحالف الدولي في مأزق معقد بسبب تعدد الأطراف المتنافسة، بما يشمل قوات داعش، وحزب العمال الكردستاني، وقوات قسد، وقوات الجيش التركي، ما يزيد تعقيد المشهد الأمني والسياسي في المنطقة.

ومن جانبه، يرى المحلل السياسي فاضل زين أن التحالف الدولي لا يعتزم مغادرة الأراضي السورية أو إغلاق قواعده في المستقبل القريب، مشيرًا إلى أن مشروع تقسيم سوريا لا يزال قائمًا، مضيفًا أن التحالف الدولي يعتمد على الذريعة القانونية لتبرير وجوده لشعوبه الغربية، وليس للسوريين. 

وأوضح أن تعزيز القوات الأمريكية في المنطقة يخدم مصالحها الإستراتيجية والاقتصادية، نظرًا لوجود حقول النفط الكبرى التي كانت تستثمر فيها شركات أوروبية، مثل شركة “شل” الفرنسية، قبل العام 2011، ولن يسمح لها بالعودة، مؤكدًا أن هذه الموارد النفطية تمثل إحدى الفوائد الرئيسة لبقاء القوات الأمريكية في المنطقة باعتبارها منطقة نفوذ غربي. 

وحذر زين من أن تجميع تنظيم داعش في سوريا قد يكون مقدمة لعودتهم إلى العراق وخلط الأوراق هناك، خاصة أن الجانب العراقي يشعر بالقلق حيال هذا السيناريو، ما دفعه إلى تعزيز قواته العسكرية على الحدود مع سوريا تحسبًا لأي تسلل محتمل. 

وأكد أن هذا الوضع ينذر بتوسع رقعة الإرهاب في حال لم يتم اتخاذ قرار جماعي من الولايات المتحدة وسوريا والعراق لإنهاء وجود التنظيم بشكل حاسم. ومع استمرار الدعم الأمريكي للأكراد وعدم حسم ملفهم، فإن المنطقة تبدو مفتوحة على احتمالات متعددة قد تعقد المشهد الأمني والسياسي أكثر.\

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى