عودة دمشق إلى الساحة الدولية عبر بوابة الحرب على داعش؟
						أعلن التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية عن انضمام سوريا رسميًا إلى جهود التحالف، في خطوة وصفها المراقبون بأنها تاريخية ومفصلية في مسار الحرب ضد التنظيم المتطرف.
هذا الانضمام يمثل أول مشاركة مباشرة للحكومة السورية منذ تشكيل التحالف عام 2014، ويأتي بعد سلسلة من التنسيق غير المباشر مع القوات الأجنبية على الأرض، مثل قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شرق الفرات.
وبحسب ما أوردته بوابة “المدن”، فإن الانضمام يعني أن سوريا أصبحت طرفًا رسميًا في التحالف، ما يتيح لها الوصول إلى آليات الدعم الاستخباراتي واللوجستي والسياسي، ويمنح الحكومة السورية دورًا أكبر في صياغة الاستراتيجيات العملياتية ضد داعش.
كما يتيح الانضمام توحيد الجهود بين دمشق والتحالف في عمليات استهداف الفروع النائمة للتنظيم، وضمان أن تكون الضربات العسكرية منسقة مع الدولة السورية، ما يعزز سيادة الحكومة على كامل أراضيها.
الانضمام يعكس أيضًا تحولًا دبلوماسيًا مهمًا، إذ يُعيد سوريا إلى المسرح الدولي كشريك أساسي في مكافحة الإرهاب، ويمنح الحكومة السورية فرصة لتقوية علاقتها مع الولايات المتحدة والتحالف في مجالات الاستخبارات ومراقبة تحركات داعش في المناطق الصحراوية والحدودية.
ويعني ذلك كذلك تقييد دور بعض القوى المحلية غير الحكومية التي كانت تشارك في القتال ضد التنظيم، بما في ذلك قسد، إذ ستصبح العمليات أكثر خضوعًا لتنسيق الدولة السورية.
من الناحية العملية، فإن هذا الانضمام يتيح لسوريا المشاركة في اجتماعات التحالف، والمساهمة في اتخاذ القرارات الاستراتيجية، بالإضافة إلى الاستفادة من الدعم اللوجستي والتدريب العسكري.
كما أنه يضع الحكومة السورية في موقع يمكنها من فرض سيطرتها على المناطق التي كانت تواجه فيها خلايا داعش مقاومة محلية، ويحد من الفراغ الأمني الذي كان يستغله التنظيم لإعادة بناء شبكاته.
باختصار، وفق المصدر، يعني انضمام سوريا للتحالف الدولي ضد داعش تعزيز سيادة الدولة، توحيد الجهود العسكرية والاستخباراتية، وإعادة رسم خرائط المواجهة ضد التنظيم، بما يضمن أن تكون العمليات ضد داعش تحت إشراف الدولة السورية مباشرة، مع تقليص النفوذ العسكري لغيرها من القوى المتحاربة على الأرض.
				
					