الشرق الأوسط

عودة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية.. ما دلالات ذلك؟


عادت سوريا إلى الحضن العربي من القاهرة بعد 12 عاما من التجميد. بقرار تاريخي بامتياز للعرب في ظل ضغوط وتحديات كبرى ليس في المنطقة فحسب، إنما في العالم كله الذي يشهد ولادة نظام عالمي جديد.

لذا فإن قرار العودة له دلالات ومؤشرات عدة، فعندما يكون قرارا بالإجماع. ويأتي دون تحفظ من أي دولة يعكس قطعا وحدة القرار وسلامة التوجه وقوة الإرادة. بل ويشجع سوريا نفسها. بالالتزام أكثر بما تم التوافق عليه خلال المشاورات الأولية والتوافقات قبل اتخاذ القرار بجامعة الدول العربية.

الحصن العربي

وأعلن الدكتور طارق فهمي أستاذ العلاقات الدولية والسياسية: إن دلالات عودة سوريا للحضن العربي، أن يعي الجميع أن لا حل لأي أزمة إلا من خلال المسار السياسي. وأن الدول العربية بدأت بالفعل تعتمد على حل أزماتها واتخاذ قراراتها من منطلق مصالحها. وتحقيقا للتكامل العربي الذي أصبح أكثر قوة ما بعد الحرب الأوكرانية.

وأضاف أنه يبدو أن الزلزال المدمر في سوريا وتركيا المجاورة في فبراير 2023. سرع عملية استئناف دمشق علاقتها مع محيطها الإقليمي.

مرحلة جديدة

صرح الكاتب في الشؤون العربية محمد حمادة: إن قرار عودة دمشق يدخل سوريا مرحلة جديدة من الانفتاح والتعاون البنَّاء، وبمثابة مقدمة لانتهاء معاناة السوريين جرَّاء العقوبات، وحرمانهم من الاستفادة من مُقدَّراتهم وثرواتهم، وإنهاء النزاع والانشقاق والخلاف، لتعود سوريا إلى الحضن العربي فاعلة وليس طرفا فقط، بل عودة لمسار العمل العربي الجماعي.

وتابع أن القرار يُساعد على وحدة أراضيها في ظل وجود نظام مركزي حريص على مبدأ سيادة الدولة ويسهل حل مشاكل دمشق الداخلية. خاصة في ظل تواجد أجنبي على أراضيها، وعدم قدرتها على مواجهة هذا الأمر بمفردها. لافتا أن القرار أكد أن العقلانية السياسية هي التي سادت في النهاية، وهذا ظهر جليا في أن القرار جاء بالإجماع. ولم يأتِ من فراغ إنما جاء ثمرة جهود عربية لكثير من الدول العربية، أهمها مصر والسعودية والإمارات والعراق والأردن لتثبت المجموعة العربية أنها أدركت أن قراراتها لا بد أن تكون بأيديها لا بأيد غيرها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى