الشرق الأوسط

غزة تحت النار والغضب.. هل تقترب نهاية حكم حماس؟


في مشهد غير مسبوق وسط الدمار، خرج آلاف الفلسطينيين إلى الشوارع في قطاع غزة، متحدّين القصف والجوع والخوف، ليعبّروا عن غضبهم ضد حماس

احتجاجات هي الأجرأ منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وحملت رسائل واضحة: الشعب يريد إنهاء المعاناة، ويرفض استمرار حكم حماس التي دفعت غزة إلى هذا الجحيم.

وعلى مدار اليومين الماضيين، تظاهر آلاف الفلسطينيين بين أنقاض بلدة بيت لاهيا المدمرة بشدة شمال قطاع غزة. حيث هتف الكثيرون ضد حماس في عرض نادر للغضب الشعبي ضد الحركة التي قمعت خصومها بعنف منذ استيلائها بالسلاح على مؤسسات السلطة الوطنية عام 2007.

ويقول مراقبون إن رفض حماس التخلي عن السلطة رغم كل هذه الأشهر من الحرب والمعاناة التي تسببها لسكان غزة العاديين، يكشف عن ازدرائها للمدنيين “الذين ذاقوا طعم السلام” خلال وقف إطلاق النار.

وفيما تأمل الغالبية العظمى من سكان قطاع غزة، في أن تساعد هذه المظاهرات في إسقاط حماس وإنهاء الجحيم الذي عانوه خلال الأشهر الطويلة. يتخوف كثيرون من حملة قمع تشنها الحركة لإخماد أي انتفاضة ضدها، كما حصل في السابق.

في مظاهرات بيت لاهيا التي قدّرها شهود عيان الآلاف، سار المحتجون في الشوارع بين الأنقاض وهم يهتفون “الشعب يريد إسقاط حماس“، “نريد إنهاء الحرب”.

وقال أحد المتظاهرين : “حماس تطالب شعبنا بالصمود، لكننا نموت وننزف.. على حماس أن توقف ما يحدث في غزة.. نرفض حكم حماس“.

وفي حي الشجاعية، المُتضرر بشدة في مدينة غزة، هتف محتجون “برّا (اخرجي)، برّه.. حماس برّه”. 

كما نُظمت احتجاجات مماثلة في منطقة جباليا المدمرة، شمالي قطاع غزة، يوم الثلاثاء، وفقا لشهود عيان.

جانب من الاحتجاجات ضد حماس في غزة

ومن شمال القطاع إلى وسطه، امتدت المظاهرات الغاضبة من حماس، حيث شهدت مدينة دير البلح احتجاجات مماثلة، أمس الأربعاء، واستُخدمت فيها لهجة مماثلة في الهتافات. حيث حملت لافتات رسائل مثل “نريد أن نعيش”، و”أوقفوا الإبادة الجماعية”.

بلال أبو زيد، فلسطيني من شمال غزة، خرج إلى الشوارع يوم الثلاثاء مع مئات آخرين احتجاجا على حرب إسرائيل وحركة حماس، وكلاهما يُحمّلهما مسؤولية الدمار الذي لحق بالقطاع.

يقول أبو زيد لشبكة “سي إن إن”، إن “إسرائيل هي المسؤولة بالدرجة الأولى عن بؤس غزة. لكن حماس – التي تسيطر على غزة – تتحمل المسؤولية أيضا”.

وأضاف “نحن مضطهدون من قبل الجيش الإسرائيلي ومضطهدون من قبل حماس“.

وتابع “شنت حماس عملية 7 أكتوبر، واليوم ندفع الثمن”، في إشارة إلى الهجوم الذي نفذته الحركة عام 2023 والذي أدى إلى الحرب.

جانب من الاحتجاجات ضد حماس في غزة

محمود حاج أحمد، الجراح في مستشفى كمال عدوان. والذي حضر احتجاج بيت لاهيا، تحدث مع “سي إن إن”: “رسالتنا إلى الجيش الإسرائيلي هي أن يوقف سفك الدماء والحرب التي استنزفت طاقتنا وتسببت في فقداننا جميع أحبائنا وأصدقائنا”.

مستطردا: “رسالتنا الأخيرة إلى حماس: كفى. لقد طال حكمكم؛ امنحوا الآخرين فرصة، ودعوا الآخرين يأتون”.

وقال متظاهر آخر في بيت لاهيا، المحامي محمد عطا الله “مطلبنا هو ألا تمثل حماس الشعب الفلسطيني. كفى هذه الفوضى التي خلقوها”.

والمطلب هو نفسه بالنسبة لعبد رضوان، الذي انضم إلى الاحتجاج في بيت لاهيا. ضد الحرب، وضد حماس والفصائل الفلسطينية، وضد إسرائيل “لقد قُتل أطفالنا. ودُمّرت منازلنا”.

وفي حديثه مع وكالة أسوشيتد برس، لفت عمار حسن. الذي شارك في الاحتجاج يوم الثلاثاء، إن المظاهرة بدأت كاحتجاج مناهض للحرب بمشاركة بضع عشرات من الأشخاص. لكنها تضخمت بعد ذلك، حيث كان الناس يهتفون ضد حماس.

جانب من الاحتجاجات ضد حماس في غزة

“نريد وقف القتل”

في هذه الأثناء، أعرب وجهاء عائلات بيت لاهيا عن دعمهم للاحتجاجات ضد استئناف الحرب والحصار الإسرائيلي.

وبالنسبة لمحمد أبو صقر، وهو أب لثلاثة أطفال من بلدة بيت حانون المجاورة. والذي انضم إلى مظاهرة يوم الثلاثاء في بيت لاهيا: “لم يكن الاحتجاج سياسيا، بل كان دفاعا عن حياة الناس”.

وأضاف في حديث مع أسيوشيد : “نريد وقف القتل والتهجير مهما كان الثمن. لا يمكننا منع إسرائيل من قتلنا، لكن يمكننا الضغط على حماس لتقديم تنازلات”.

واندلعت الاحتجاجات بعد أسبوع من إنهاء إسرائيل لوقف إطلاق النار مع حماس بشن موجة مفاجئة من الغارات أسفرت عن مقتل المئات.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أوقفت إسرائيل شحنات الغذاء والوقود والأدوية .والمساعدات الإنسانية إلى سكان غزة البالغ عددهم نحو مليوني فلسطيني.

جانب من الاحتجاجات ضد حماس في غزة

وتعهدت إسرائيل بتصعيد الحرب حتى تُعيد حماس الرهائن الـ 59 الذين لا تزال تحتجزهم. ويعتقد الإسرائيليون أن 24 منهم على قيد الحياة.

كما تطالب إسرائيل الحركة بالتخلي عن السلطة، ونزع سلاحها، ونفي قادتها.

حماس من جهتها، أعلنت أنها لن تُفرج عن الرهائن المتبقين. إلا مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، ووقف إطلاق نار دائم، وانسحاب إسرائيلي من غزة.

واندلعت الحرب إثر هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. والذي قُتل فيه نحو 1200 شخص، وخُطف 251 آخرون.

وقد أسفرت الحرب عن مقتل أكثر من 50 ألف فلسطيني في قطاع غزة، وفقا لوزارة الصحة في القطاع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى