فرنسا تتهم روسيا بالاستفادة من «صناع المحتوى» كسلاح جديد في الحرب الإعلامية
أزمة من نوع جديد تلوح في الأفق بين فرنسا وروسيا
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو قال اليوم الأربعاء إن بلاده لديها أدلة تثبت أن روسيا تحاول استغلال صناع المحتوى في البلاد.
وقال بارو خلال جلسة للجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية إن “فرنسا مستهدفة بأنواع عدة من التدخلات الخارجية الرقمية”.
ولفت إلى “تنوّع وتطوّر” أساليب العمل المستخدمة، وقال إن “الانتخابات التي أجريت مؤخرا في مولدوفا ورومانيا بيّنت على سبيل المثال الاستخدام المكثّف للمؤثرين على الشبكات الاجتماعية وخاصة على تويتر، لتعطيل الانتخابات”، مستخدما التسمية السابقة لمنصة إكس للتواصل الاجتماعي المملوكة للملياردير الأمريكي إيلون ماسك.
وأضاف “لدينا عناصر تؤكد أن روسيا تحاول أيضا التلاعب بمؤثرين في دول أوروبية أخرى، بما في ذلك فرنسا”، في حين أوردت صحيفة “لوموند” الأربعاء أن الآلاف من المؤثرين، بمن فيهم فرنسيون، تواصل معهم مقّربون من الكرملين لنشر دعاية موالية لروسيا.
ونقلت هذه الصحيفة عن “مصدر في أجهزة الاستخبارات الفرنسية” قوله إنه تم الاتصال بأكثر من ألفي صانع محتوى أوروبي، في حين أوردت صحيفة لوموند أن “نحو عشرين منهم، بما في ذلك تسعة فرنسيين، يعتقد أنهم وافقوا”.
وأكد مصدر حكومي لوكالة فرانس برس أن بين المعنيين ما لا يقل عن تسعة فرنسيين، مؤثرين في مختلف المجالات (نمط حياة، تاريخ…) ولكل منهم مئات آلاف المشتركين.
وفق المصدر، لا يمكن في هذه المرحلة من التحقيقات تحديد ما إذا هؤلاء قد تم التلاعب بهم أم أنهم على علم بالحملة.
وقال بارو إن “التحقيقات جارية وندعو صانعي المحتوى ومشتركيهم إلى توخي أقصى درجات اليقظة”.
وأضاف “في هذا المجال، عليك أن تكون حازما، وأن تحافظ على رباطة جأشك. عليك أن تعي (خطورة) التهديد. رصوا الصفوف واختاروا الأدوات المناسبة للرد عليها”، مشيرا إلى أن فرنسا عززت أدواتها “لرصد التدخلات الرقمية”.
ولم تعلق السلطات الروسية على الاتهامات الفرنسية حتى اللحظة.
وفي شهر أغسطس/آب الماضي، اتهمت وزارة الخارجية الروسية موقع «يوتيوب»، بفرض رقابة على المحتوى، ومنع الوصول إلى المعلومات بناءً على طلب من الولايات المتحدة، محذرة من أنها ترى أسباباً كافية لاتخاذ إجراءات ضد موقع استضافة المقاطع المصورة.
وتقف كل من روسيا وفرنسا في معسكرين متضادين تماما، فيما يتعلق بالحرب الأوكرانية، حيث تدعم باريس كييف بشدة منذ بداية الحرب في فبراير/شباط 2022.