فرنسا: حزب الجمهوريون يضع ملف حظر الإخوان على أجندته السياسية

عكست المنافسة الحامية على زعامة حزب “الجمهوريون” في فرنسا تصدر ملف حظر جماعة الإخوان على أجندة القوى السياسية في البلاد.
في مواجهة إعلامية عبر قناة “بي إف إم تي” التلفزيونية الفرنسية، أمس الأحد، تبادل وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو، ورئيس حزب “الجمهوريون” لوران فوكوييه الانتقادات والاتهامات بشأن مواقفهما المختلفة في السياسة الفرنسية، خاصة فيما يتعلق بمواقف الحكومة الحالية.
وتشير التوترات بين فوكوييه وريتايو إلى عمق الصراع الداخلي في صفوف الحزب اليميني الفرنسي، حيث يسعى كل منهما لإثبات قدرته على قيادة الحزب في المستقبل.
وحزب “الجمهوريون” أحد أعرق أحزاب اليمين في فرنسا والمعبر عن تيار خرج منه ثلاثة من أبرز رؤساء البلد الأوروبي هم شارل ديغول، وجاك شيراك، ونيكولا ساركوزي.
وخلال المناظرة قام فوكوييه بالضغط على ريتايو، مطالبًا إياه بتصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية.
وقال فوكوييه إن هذا الإجراء أصبح “ضروريًا”، مشيرًا إلى أن الحكومة قد تأخرت في اتخاذ هذا القرار.
وأكد أن ذلك يجب أن يترافق مع حظر المنظمات التابعة لهذه الجماعة التي تدعو إلى إقامة “إسلام سياسي محافظ”.
في رد على هذه النقطة، أكد ريتايو أن الحكومة يمكن أن تتخذ إجراءات ضد الإخوان، ولكن لا يمكن حظرهم بشكل عام. وقال إن “القانون يجب أن يُحترم”، مشيرًا إلى أنه سيواصل العمل وفقًا للقوانين الحالية في حال كان لديه أدلة دامغة ضد هذه المنظمات.
واستغل لوران فوكوييه فرصته خلال المناظرة، ليضغط على منافسه في الانتخابات الرئاسية لحزب الجمهوريون، برونو ريتايو. فوكوييه وجه انتقادات شديدة لعدم “استقلالية” ريتايو، الذي، وفقًا له، يتعرض لضغوط بسبب “التضامن الحكومي”، في حين أن فوكوييه يعتز بامتلاك “كلمة حرة”.
وأشار فوكوييه بشكل خاص إلى قضية اعتماد النظام النسبي في الانتخابات التشريعية، الذي يدعمه منذ فترة طويلة فرانسوا بايرو، وهو موضوع طالما عارضه اليمين الفرنسي. وأكد فوكوييه أن النظام النسبي سيؤدي إلى “الفوضى السياسية” في البلاد، محذرًا من أن ذلك سيؤدي إلى صفقات خلف الأبواب المغلقة.
في رد فعله، طالب فوكوييه من ريتايو أن يعارض هذا الاقتراح علنًا، وأن يمارس ضغطًا على رئيس الحكومة لرفضه. كما تحدث فوكوييه عن مشروع الحكومة لخفض الإعفاءات الضريبية بنسبة 10% لبعض المتقاعدين، مما أثار اعتراضه الشديد.
وقال فوكوييه عن هذه الاقتراحات “نحن مجانين! إن مقترحات وزارة المالية هي عكس المنطق”.
من جانبه، رفض برونو ريتايو الرد بشكل هجومي على فوكوييه، قائلاً إنه لن يتبع أسلوب “العبارات الصغيرة” في هذا النقاش.
ومع ذلك، اعترف بمعارضته للنظام النسبي، مشيرًا إلى أن تطبيقه سيؤدي إلى “عدم استقرار هيكلي مزمن” في البلاد، وهو ما يراه “مضرًا للغاية”. كما أضاف أنه سيكرر موقفه هذا في محادثاته مع فرانسوا بايرو.