فصائل موالية لتركيا تفرض سيطرتها على غالبية مدينة حلب
أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت سيطرة هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة لها على “غالبية مدينة حلب” في شمال سوريا، بالتزامن مع شن طائرات حربية روسية غارات على أحياء المدينة للمرة الأولى منذ عام 2016.
-
التقارب السوري التركي: آفاق المصالحة وتحدياتها وسط رفض شعبي في الشمال
-
إسرائيل تقصف أهدافا للجيش السوري في الجولان
وقال المرصد إن هيئة تحرير الشام والفصائل الحليفة لها “سيطرت على غالبية المدينة ومراكز حكومية وسجون” مشددا على أن “طائرات حربية روسية شنت بعد منتصف ليل الجمعة السبت غارات على أحياء مدينة حلب للمرة الأولى منذ العام 2016”.
وأوضح أنّ “الغارات الروسية استهدفت حي الفرقان قرب حلب الجديدة من الجهة الغربية للمدينة” قائلا إن “محافظ حلب وقيادات الشرطة والأفرع الأمنية انسحبوا من وسط المدينة”.
وكان مدير المرصد رامي عبدالرحمان قال إن “نصف المدينة بات الآن تحت سيطرة هيئة تحرير الشام وفصائل موالية لها”، مضيفا أن المقاتلين وصلوا إلى قلعة حلب. وأشار إلى أنه “لم يحصل أي قتال، ولم تطلق طلقة واحدة، وسط انسحاب لقوات النظام”.
-
هجوم يستهدف قاعدة تضم قوات من الجيش العراقي والحشد
-
مباحثات فرنسية لسبل دعم قدرات الجيش اللبناني أوروبياً وعربياً
وقتل 16 مدنيا على الأقل السبت في غارة “روسية على الأرجح”، استهدفت مستديرة رئيسية في منطقة تقدمت اليها هيئة تحرير الشام وفصائل متحالفة معها داخل المدينة.
وأحصى المرصد مقتل “16 مدنيا على الأقل جراء غارة شنّتها القوات الروسية على الأرجح، استهدفت سيارات مدنية لدى عبورها عند دوار الباسل”، ما يرفع حصيلة القتلى منذ بدء هجوم الفصائل في المنطقة الى 327 شخصا على الأقل.
#هام: هـ ـيـ ـئـ ـة تـ ـحـ ـريـ ـر الـ ـشـ ـام تسيطر على أكثر من نصف مدينة #حلب خلال ساعات دون أي مـ ـقـ ـاومـ ـة من قبل قوات #النظام pic.twitter.com/Nska3B6bTL
— المرصد السوري لحقوق الإنسان (@syriahr) November 29, 2024
وأقر جيش النظام السوري بدخول فصائل مسلحة إلى أجزاء واسعة من المدينة بعد انسحاب عناصره.
وقال في بيان إنه يعيد حشد قواته حاليا قبل وصول تعزيزات لشن هجوم مضاد مؤكدا مقتل وإصابة عشرات الجنود في معارك مع فصائل مسلحة في حلب وإدلب خلال الأيام الماضية.
-
57 قتيلاً في أعنف المواجهات بين الجيش السوري وهيئة تحرير الشام
-
التقارب السوري التركي: آفاق المصالحة وتحدياتها وسط رفض شعبي في الشمال
وأشارت مصادر إعلامية ان قوات النظام السوري سلمت السبت، بعض مواقعها الاستراتيجية في محافظة حلب، بما فيها المطار الدولي، إلى المسلحين الأكراد.
وأوضحت أن قوات النظام أخلت صباح اليوم مطار حلب الدولي وبلدتي النبل والزهراء والمنطقة الصناعية وتل حاصل وتل عرن، وسلمت تلك المواقع إلى القوات الكردية.
وبدأت قوات المعارضة السورية بالتقدم نحو مدينة حماة اليوم السبت بعد بسط سيطرتها على كامل محافظة إدلب، وعلى أجزاء واسعة من مدينة حلب.
وقال سكان إن آلاف السيارات المدنية تغادر مدينة حلب عبر طريق خناصر أثريا الرئيسي إلى خارج المدينة. وأضافوا أن السيارات تتجه في الغالب صوب اللاذقية والسلمية، مع إغلاق الطريق السريع الرئيسي بين دمشق وحلب.
-
إسرائيل تقصف أهدافا للجيش السوري في الجولان
-
الجيش السوري يتراجع في دير الزور مع ضربات التحالف لميليشيات إيران
ودخلت مجموعات مسلّحة بينها هيئة تحرير الشام وفصائل مدعومة من تركيا الجمعة حلب بعد قصفها في سياق هجوم مباغت وسريع بدأته قبل يومين على القوات الحكومية، هو الأعنف منذ سنوات، مكّنها أيضا من السيطرة على مدينة سراقب في محافظة إدلب، وفق المرصد.
وقال عبدالرحمن إن الفصائل سيطرت على مدينة سراقب في محافظة إدلب مضيفا “أهمية سراقب (شمال غرب) هي أنها تمنع أي مجال للنظام من التقدم إلى حلب. وتقع على عقدة استراتيجية تربط حلب باللاذقية (غرب) وبدمشق”.
وأفاد مصدران من المعارضة السورية اليوم السبت إن فصائل تابعة للمعارضة أعلنت سيطرتها على مدينة معرة النعمان جنوبي إدلب، مما يعني أن المحافظة بأكملها باتت الآن تحت سيطرة المعارضة.
وكان مدير المرصد أفاد الجمعة بأن الفصائل “دخلت إلى الأحياء الجنوبية الغربية والغربية” مشيرا الى أنها سيطرت على خمسة أحياء في ثاني كبرى مدن البلاد. وهذه أول مرة تدخل فصائل مسلحة إلى حلب منذ استعاد نظام الرئيس بشار الأسد السيطرة الكاملة على المدينة عام 2016.
وأفاد مراسل بوقوع اشتباكات بين الفصائل، والقوات السورية ومجموعات مساندة لها. كذلك، قال شاهدا عيان من المدينة إنهما شاهدا مسلحين في منطقتهما، وسط حالة من الهلع.
وأودت العمليات العسكرية بحياة 277 شخصا، وفق المرصد، غالبيتهم مقاتلون من طرفي النزاع، وبينهم 28 مدنيا قضى معظمهم في قصف من طائرات روسية تدعم قوات النظام.
وبدأ الهجوم خلال مرحلة حرجة يمر بها الشرق الأوسط مع سريان وقف إطلاق نار هش في لبنان بين إسرائيل وحزب الله الذي يقاتل منذ سنوات إلى جانب قوات النظام بسوريا.
وبحلول الجمعة، كانت الفصائل سيطرت على أكثر من خمسين بلدة وقرية في الشمال، وفق المرصد السوري، في أكبر تقدّم منذ سنوات تحرزه المجموعات المعارضة للنظام.
وكان المرصد أفاد الخميس بأنّ مقاتلي هيئة تحرير الشام وحلفاؤهم قطعوا الطريق الذي يصل بين حلب ودمشق.
وتعرّض سكن جامعي بمدينة حلب الجمعة للقصف، ما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين حسب وكالة سانا الرسمية. وأدت المعارك إلى نزوح أكثر من 14 ألف شخص، نصفهم تقريبا من الأطفال، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
ومن مدينة حلب، قال سرمد البالغ 51 عاما “على مدار الساعة. نسمع أصوات صواريخ ورميات مدفعية وأحيانا أصوات طائرات”، مضيفا “نخشى أن تتكرر سيناريوهات الحرب وننزح مرة جديدة من منازلنا”.
وقال ناصر حمدو البالغ 36 عاما من غرب حلب في اتصال هاتفي “نتابع الأخبار على مدار الساعة. وقطع الطريق يثير قلقنا اقتصاديا لأننا نخشى ارتفاع أسعار المحروقات وفقدان بعض المواد”.
ووصلت تعزيزات من الجيش إلى حلب، وفق ما أفاد مصدر أمني سوري.
وقبل إعلان المرصد دخول هيئة تحرير الشام إلى المدينة. أشار المصدر الأمني إلى “معارك واشتباكات عنيفة من جهة غرب حلب”. أضاف “وصلت التعزيزات العسكرية ولن يجري الكشف عن تفاصيل العمل العسكري حرصا على سيره. لكن نستطيع القول إن حلب آمنة بشكل كامل ولن تتعرض لأي تهديد”.
وتابع “لم تُقطع الطرق باتجاه حلب، هناك طرق بديلة أطول بقليل”، متعهدا بأن “تفتح كل الطرق… قريبا”.
من جهة أخرى قالت ثلاثة مصادر عسكرية إن السلطات السورية أغلقت مطار حلب وكذلك جميع الطرق المؤدية إلى المدينة اليوم السبت.
وتزامنا مع الاشتباكات، شنّ الطيران الحربي الروسي والسوري أكثر من 20 غارة على إدلب وقرى محيطة بها، وفق المرصد السوري، أدّت إلى مقتل شخص.
بدوره، أعلن الجيش الروسي الجمعة أن قواته الجوية تقصف فصائل “متطرفة”.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن متحدث باسم مركز المصالحة التابع لوزارة الدفاع الروسية في سوريا قوله إن “القوات الجوية الروسية تنفذ هجمات بالقنابل والصواريخ على معدات وعناصر جماعات مسلحة غير شرعية ونقاط سيطرة ومستودعات ومواقع مدفعية تابعة للإرهابيين”. موضحا أنها “قضت” على 200 مسلح خلال الساعات الماضية.
وبحث وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في اتصال هاتفي اليوم، التطورات في سوريا، وفق بيان لوزارة الخارجية الإيرانية.
وأشار البيان إلى أن الوزيرين أكدا ضرورة “التنسيق بين تركيا وإيران وروسيا. الدول الثلاث الضامنة لمسار أستانة، لإيجاد حل للوضع في سوريا”.
ولفتا إلى أن إيران وروسيا “ستدعمان بحزم السيادة الوطنية لسوريا ووحدة أراضيها، وكفاحها ضد التنظيمات الإرهابية”.
وذكر أن لافروف أكد خلال الاتصال “أهمية التنسيق بين جميع الأطراف ومواصلة المشاورات الوثيقة” بشأن سوريا.
من جهتها قالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان. إنه تم خلال اتصال الوزيرين التأكيد على “الدعم القوي لسيادة سوريا ووحدة أراضيها”.
واتفق الوزيران بشأن ضرورة تكثيف الجهود المشتركة الرامية إلى تحقيق استقرار الوضع في سوريا وتناول الوضع بشكل عاجل وشامل في إطار صيغة أستانة.
اسرائيل تتابع تطورات معركة حلب
وتتابع اسرائيل التي كثفت من غاراتها على سوريا لقطع خطوط اماداد الأسلحة الايرانية لحزب الله اللبناني، تطورات المعارك في حلب.
وذكرت وسائل اعلام عبرية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيعقد اجتماعا أمنيا للتركيز على ما يجري في حلب، بينما ستشكل تلك المعارك تحديات كبيرة للنظام السوري .الذي يكابد في مواجهة أكبر تحد أمني مع استثمار فصائل المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام المتطرفة، الضغوط على دمشق الناجمة عن حربي غزة ولبنان.
وكان وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي اتهم الولايات المتحدة واسرائيل بالوقوف وراء الهجوم التي شنته فصائل المعارضة على مدينة حلب .فيما هددت ميليشيات عراقية بالتدخل متهمة الفصائل السورية بشن هجوم وفق أوامر أميركية وصهيونية.
وتعتبر أنقرة المستفيد الأكبر من الهجوم للضغط على النظام السوري للمضي في تطبيع العلاقات رغم دعوتها الى وقف اطلاق النار.
ودعت تركيا الجمعة إلى “وقف الهجمات” على مدينة إدلب ومحيطها. معقل المعارضة المسلّحة بشمال غرب البلاد.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية عبر منصة إكس إنّ الاشتباكات الأخيرة “أدت إلى تصعيد غير مرغوب فيه للتوترات بالمنطقة الحدودية”.
ويعد القتال الناجم عن هذا الهجوم، الأعنف منذ سنوات بسوريا التي تشهد منذ العام 2011 نزاعا داميا عقب احتجاجات شعبية ضد النظام أودى بحياة أكثر من نصف مليون شخص ودفع الملايين إلى النزوح. وأتى على البنى التحتية والاقتصاد في البلاد.
وعام 2015، تدخلت روسيا إلى جانب قوات النظام السوري. وتمكنت من قلب المشهد لصالح حليفها، بعدما خسر معظم مساحة البلاد.
-
تركيا جهزت دفعة جديدة من المرتزقة السوريين لنقلهم إلى ليبيا
-
انسحاب الجيش التركي من بلدة النيرب السورية
وخلال شهرين من الحرب ضد حزب الله بلبنان، كثّفت إسرائيل ضرباتها للفصائل الموالية لإيران بسوريا.
وقدمت هذه الفصائل، وأبرزها حزب الله. دعما مباشرا للقوات السورية خلال الأعوام الماضية، ما أتاح لها استعادة السيطرة على معظم مناطق البلاد.
والجمعة، اعتبر المتحدّث باسم الكرملين دميتري بسكوف أن ما يحصل في حلب “انتهاك لسيادة سوريا”. وأعرب عن دعم بلاده “الحكومة السورية في استعادة النظام في المنطقة وإعادة النظام الدستوري”.
من جهته شدّد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في بيان “على دعم إيران المستمر لحكومة سوريا وأمنها وجيشها في كفاحها ضد الإرهاب”. بعد اتصال هاتفي مع نظيره السوري بسام الصباغ.
وفي إدلب، اعتبر رئيس “حكومة الإنقاذ” التي تدير مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام محمد البشير الخميس أن سبب العملية العسكرية هو حشد النظام “في الفترة السابقة على خطوط التماس .وقصفه مناطق آمنة، ما أدى إلى نزوح عشرات آلاف المدنيين”.
-
المرصد السوري: الجيش الإسرائيلي شن غارات على مواقع لحزب الله وإيرانيين في دمشق
-
قوات الجيش التركي والفصائل الموالية له تقتحم مدينة عفرين السورية
وتسيطر هيئة تحرير الشام مع فصائل معارضة أقل نفوذا على نحو نصف مساحة إدلب ومحيطها. وعلى مناطق متاخمة بمحافظات حلب واللاذقية وحماة المجاورة.
ويسري في إدلب ومحيطها منذ السادس من آذار/مارس 2020 .وقف لإطلاق النار أعلنته كل من موسكو الداعمة لدمشق، وأنقرة الداعمة للفصائل المعارضة. وأعقب هجوما واسعا شنّته قوات النظام بدعم روسي على مدى ثلاثة أشهر.
وشوهد الجمعة مقاتلون من فصائل عدة في مدينة الأتارب يتقدمون إلى مشارف مدينة حلب، في ظل انسحاب الجيش ودخول دبابات وآليات تابعة للفصائل المعارضة.
وقال مقاتل ملثّم “أنا مهجر منذ خمس سنوات، والآن أشارك في المعارك. وإن شاء الله سنعيد أرضنا وبلدنا التي أخذها النظام المجرم. وندعو إخوتنا الشباب الجالسين في منازلهم للانضمام إلينا كي نعيد البلد”.
ويزور وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي سوريا الأحد بعد سيطرة هيئة تحرير الشام .وفصائل متحالفة معها على معظم مدينة حلب الاستراتيجية، وفق ما أعلنت الخارجية اليوم السبت.
ودعت فرنسا “جميع الأطراف إلى احترام القانون الدولي الإنساني وحماية السكان المدنيين” في حلب بشمال سوريا .والتي باتت هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة لها تسيطر على قسم كبير منها إثر هجوم خاطف.
وقالت الخارجية الفرنسية في بيان إن “فرنسا تتابع بانتباه التطورات العسكرية التي وقعت في حلب”، وهي الأولى بهذا الحجم منذ أعوام عدة في سوريا.