سياسة

فلسطينيون بين ألم الحرب وأمل الهدنة


ثمانية أشهر ولحم غزة يتطاير شظايا بين رحى حرب جعلت من سمائها جحيما ومن أرضها سعيرا، ومن طفولتها شيخوخة، فعلا الصوت مناديا الفرج وصدق النوايا.

ويسعى الوسطاء لحشد الدعم لآخر مقترح تم الإعلان عنه من قبل الرئيس الأمريكي جو بايدن الأسبوع الماضي، من أجل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.

ويتضمن المقترح الذي قال بايدن إنه إسرائيلي: 

  • وقفا لإطلاق النار خلال فترة أولى من ستة أسابيع مع انسحاب القوات الإسرائيلية من كل المناطق المأهولة بالسكان في قطاع غزة.
  • تبادل رهائن ولا سيما نساء ومرضى مع أسرى فلسطينيين في إسرائيل، قبل بدء إعادة إعمار غزة.
  • على أن يبدأ بعد ذلك التفاوض من أجل وقف دائم لإطلاق النار، مع تواصل الهدنة ما دامت المحادثات مستمرة.

واعتبر بايدن أن “الوقت حان لانتهاء هذه الحرب” التي أسفرت عن مقتل أكثر من 36 ألف فلسطيني في قطاع غزة المحاصر.

آمال وشكوك

وعلى وقع حراك دبلوماسي أمريكي تشهده المنطقة، بانتظار رد حماس على المقترح. أعرب فلسطينيون في غزة عن أملهم في أن تتقدم المحادثات. بعد أن وافق بايدن على خريطة الطريق الإسرائيلية نحو وقف دائم لإطلاق النار.

لكن الكثيرين ظلوا متشككين في أن النفوذ الأمريكي سيساعد في وضع نهاية فورية للحرب ومعاناتهم.

فبعد ثمانية أشهر من القصف المدمر، يعتقد الكثيرون في غزة أن حماس يجب أن تقدم أية تسوية ضرورية لإنهاء الحرب والسماح ببدء إعادة البناء.

يقول أيمن سكيك، وهو تاجر يبلغ من العمر 31 عاما من مدينة غزة .والذي نزح إلى دير البلح وسط القطاع “آمل أن تقبل حماس هذه الصفقة”.

مستدركا “لكنني لا أزال خائفا من عدم تحقيق ذلك”.

وحثّت المرحلة الأولى من الاقتراح الذي قدمه بايدن كلا الجانبين على الالتزام. بوقف مؤقت لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع، بينما يواصلون التفاوض للتوصل إلى وقف دائم.

أمرٌ أخاف سكسك الذي قال إنه بدون وقف فوري ودائم لإطلاق النار. فإنه يشعر بالقلق من أن القتال سيستمر بعد أو حتى أثناء المرحلة الأولى.

وفي حين تمنى أيمن العودة إلى حياته ما قبل الحرب. أعرب عن قلقه من أن حماس قد تخطئ في اللغة وتطيل أمد المفاوضات، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من إحباط إمكانية عودته إلى منزله في غزة.

أنس البورنو، رجل أعمال يبلغ من العمر 36 عاماً من مدينة غزة، هو الآخر لم يبتعد عن آمال سكيك، بقوله: “نريد أن توقع حماس على هذا الاتفاق للحفاظ على السلام طويل الأمد ووقف إطلاق النار لكي نعيش نحن وأطفالنا في سلام وأمان”.

نزح أنس مع عائلته إلى دير البلح، لكنه لا يزال “يائسا ومتشائما” من أن إسرائيل وحماس ستوافقان على الصفقة.

وبالنسبة لأحمد المصري، طالب طب الأسنان البالغ من العمر 21 عاماً من مدينة غزة. فهو يعتقد أن “ما قاله بايدن على شاشة التلفزيون كان بمثابة تغيير مفاجئ بالنسبة له وللعديد من الأشخاص الآخرين”.

وتابع “الولايات المتحدة اختارت طريق المفاجآت في الآونة الأخيرة. لذا آمل أن يتحقق ذلك ويكون حقيقيا”.

لا زادٌ ولا مأوى في حرب دمّرت البيت وفرّقت الأحبة في غزة

الآخرون متشككون

في المقابل،شكك آخرون في أن ذلك يعني الكثير.

وقال رائد الكيلاني، 47 عاما، وهو موظف حكومي من شمال غزة: “يجب على الولايات المتحدة أن تفرض الحلول على جميع الأطراف. وليس فقط اقتراح واقتراح الأفكار”.

وعلى الرغم من اعتقاده أن الرئيس بايدن يمكنه الضغط على كل من حماس ونتنياهو للموافقة على الصفقة. إلا أن رائد “متفائل بنسبة 50 بالمائة فقط”.

حماس ونتنياهو.. لا نعم ولا لا

وكانت حماس قد علقت على خطاب بايدن، وقالت إنها تتعامل معه “بإيجابية”. لكنها أبقت الفلسطينيين في حالة من الترقب لعدة أيام بشأن ما إذا كانت ستوافق رسميا.

وأمس الثلاثاء، اتهم سامي أبو زهري، عضو المكتب السياسي لحركة حماس. حكومة نتنياهو بعدم الجدية في التوصل إلى اتفاق.

أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو،  الذي لا يزال تحت ضغط من أعضاء اليمين المتطرف في ائتلافه المعارض للصفقة، فلم يقبل أو يرفض الاقتراح علنا. لكنه أصر على أن بلاده لن تنهي الحرب دون “تدمير” قدرات حماس الحاكمة والعسكرية.

ومثل العديد من سكان غزة الآخرين، أكد الشاب أيمن سكيك أنه أصبح محبطا .بعد فشل عدة جولات من مفاوضات وقف إطلاق النار في الماضي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى