فلسطينيون مرضى يعانون الإهمال في السجون الإسرائيلية
يواجه مئات الأسرى الفلسطينيين المرضى في السجون الإسرائيلية الموت البطيء؛ بسبب سياسة الإهمال الطبي التي تعتمدها إدارة السجون بحقهم، وذلك عبر إهمالهم والمماطلة في تقديم العلاج المطلوب.
ويقول المختص والخبير في شؤون الأسرى حسن عبد ربه إن “سياسة الإهمال الطبي تعتبر قتلاً بطيئاً للأسرى خاصة المرضى والجرحى منهم، وهي من أصعب الظروف والممارسات من قبل إسرائيل ضد الأسرى في السجون”.
وأضاف: “تنعدم كافة الفحوصات الدورية وغير الدورية، وتنعدم أيضاً التجهيزات والمعدات الطبية اللازمة لإجراء الفحوصات المطلوبة والضرورية، خاصة في حالات الأمراض، بالإضافة إلى عدم قدرة الطواقم الطبية داخل السجون على إجراء عمليات التدخل الجراحي في حالة الضرورة وفي حالة بعض الأمراض المستعصية والصعبة”.
وتابع: “سياسة الإهمال الطبي أدت إلى استشهاد نحو 80 أسيراً فلسطينيا داخل السجون الإسرائيلية من أصل 240 شهيداً من الحركة الأسيرة، كما أن سياسة الإهمال الطبي أو جريمة الإهمال الطبي تفاقمت بشكل ملحوظ منذ السابع من أكتوبر، حيث هناك تعمد بممارسة الإهمال الطبي ضد الأسرى كسياسة انتقامية من الأسرى”.
الأسير فاروق عيسى من بلدة أبو شخيدم قضاء رام الله في الضفة الغربية، يمثل شهادة حية على سياسة إسرائيل في تعمد الإهمال الطبي، الذي يفاقم من أوجاع الأسرى، ويراهن على تراجع صحتهم إلى حد اللاعودة .
ويقول حسام عيسى شقيق الأسير المريض فاروق إن “فاروق تعرض قبل الاعتقال الأخير لاعتقال سابق قبل 4 سنوات، ومن تجربة الاعتقال الأولى وسياسة إسرائيل في السجون خرج فاروق بمرض في ضربات القلب”.
وأضاف: “بعد فترة من الإفراج عنه تم اعتقاله مرة أخرى قبل أحداث 7 أكتوبر ولم يسمح الجنود لفاروق بتناول دوائه الضروري الذي يجب أن يداوم عليه، وبعد محاولات مع بعض المؤسسات المختصة تمكنا من معرفة أن فاروق في سجن عوفر وأنه اعتقل 6 شهور إدارياً”.
وتابع: “بعد 7 أكتوبر تم نقل فاروق مع مجموعة من الأسرى إلى معبر الرملة، وهناك بدأت رحلته مع الاعتداءات وتدهور الوضع الصحي، حيث تعرض فاروق وكافة الأسرى لاعتداءات متكررة، وخلال هذه الاعتداءات تلقى ضربة على رأس المعدة، وبعد فترة أصبح يعاني من عدم القدرة على الإخراج، بالإضافة لعدم القدرة على تناول الطعام بسبب تفاقم وضعه الصحي”.
وقال: “في تلك الفترة انخفض وزن فاروق قرابة 25 كيلوغراماً، وكان هناك مطالبة منه أن يتلقى العلاج ولكن إدارة السجون ماطلت في ذلك بل وعاقبته لطلبه العلاج، مما فاقم من وضعه الصحي”.
وينوه عيسى إلى أن “كل هذه المعاناة التي مر بها فاروق نحن كعائلة لم نكن على علم بها، لأنه بعد 7 من أكتوبر تم منع الزيارات وعزل الأسرى عن العالم الخارجي”.
ويشير إلى أنه تم نقل فاروق إلى مشفى سوروكا بعد معاناة لمدة شهرين من الأوجاع والوضع الصحي المرير ليتم تشخيصه حينها بسرطان المعدة والأمعاء، وفيما بعد تم الإفراج عنه بشكل مفاجئ.
وتابع: “عندما رأينا فاروق كان عبارة عن هيكل عظمي، ووضعه الصحي سيئ جداً، والتقارير الطبية تفيد بوضع خطير جداً، وهو الآن يعيش على المسكنات وحتى العلاج الكيميائي لا يستطيع أن يتحمله”.