المغرب العربي

فيضانات غير مسبوقة تضرب المناطق الصحراوية في المغرب والجزائر

تشهد المناطق الصحراوية في المغرب والجزائر فيضانات غير معتادة، مما يتسبب في أضرار واسعة ويشكل تحدياً كبيراً للسلطات المحلية في التعامل مع هذه الظاهرة الاستثنائية.


 شهدت عدة مناطق جلها جافة وصحراوية جنوب وجنوب شرق المغرب أمطارا رعدية غزيرة منذ يومين في ظاهرة استثنائية شملت أيضا أنحاء صحراوية في الجزائر، ويتوقع أن تستمر حتى ليل الأحد.

وفي المغرب تأثرت عدة مناطق، أغلبها شرق جبال الأطلس الكبير، “بشدة بكتل هوائية استوائية غير مستقرة بسبب صعود استثنائي للجبهة المدارية جنوب البلاد، وتلاقت مع كتل أخرى باردة قادمة من الشمال ما أدى إلى تشكل سحب عنيفة وغير مستقرة”، وفق ما أكده مسؤول التواصل في المديرية العامة للأرصاد الجوية الحسين يوعابد.

وخلال أربع وعشرين ساعة منذ السبت، انهمرت أمطار غزيرة بلغت 47 ملمترا في ثلاث ساعات بمدينة وارزازات، جنوب شرق المغرب، وحتى 170 ملمترا في تاكونيت بإقليم زاكورة غير بعيد عن الحدود مع الجزائر.

وفي غرب الجزائر أيضا هطلت أمطار غزيرة سببت سيولا جارفة، فيما اضطُرت مصالح الوقاية المدنية للتدخل عدة مرات ليل السبت الأحد، وفق ما أفادت في بيان على فيسبوك.

وانُتشل جثمان فتاة جرفتها السيول في ولاية إليزي أقصى جنوب البلاد، بحسب المصدر نفسه. بينما أنقذت أسرة من أربعة أفراد علقوا وسط السيول في ولاية بشار، حيث يتوقع أن تستمر الأمطار الأحد.

كذلك يرتقب تسجيل زخات رعدية محليا قوية بين عصر الأحد وحتى 21:00 ت غ مساء، في عدد من المناطق جنوب وجنوب شرق المغرب، وفق ما أعلنت مديرية الأرصاد الجوية التي رفعت مستوى الإنذار إلى “البرتقالي”.

والسبت، غمرت المياه بعض أزقة مدينة وارزازات المغربية، وقال أحد سكانها ويدعى عمر جانا “لم نعرف مثل هذه الأمطار منذ نحو عشر سنوات، لقد جاءت في ظرف مهم لأن المنطقة تعاني الجفاف منذ عقد”.

وأعلنت وزارة الداخلية المغربية أن “4 أشخاص لقوا مصرعهم بينما لا زال 14 شخصا في عداد المفقودين، وذلك على إثر التساقطات المطرية الرعدية جد القوية التي عرفها إقليم طاطا، والأقاليم المجاورة”.

وأضافت الوزارة، في بيان لها، أن “ارتفاع منسوب مياه العديد من المجاري المائية والسيول الجارفة ببعض الشعاب والوديان أدى إلى تسجيل سقوط 8 مساكن بقرية واكردة التابعة لتمنارت”.
وأوضحت أن السلطات المحلية تحركت للتدخل الفوري لمواجهة “هذه الوضعية الاستثنائية”، وتقديم المساعدة للسكان و”فك العزلة عن المناطق المتضررة وإعادة عمل شبكات الربط بالمنطقة”.
ويعاني المغرب من شح المياه بعد ستة أعوام من الجفاف وانخفاض مخزون السدود إلى أقل من 28 بالمئة نهاية أغسطس/آب.

وحتى السبت استقبلت أربعة سدود في إقليمي الراشيدية وتنغير بجنوب شرق المغرب 20 مليون متر مكعب من المياه منذ بدء تهاطل الأمطار الرعدية في 23 أغسطس/آب، وفق ما أفادت وزارة التجهيز والماء.

وتم تحويل 30 مليون متر مكعب من الواردات المائية إلى الواحات والضيعات الفلاحية، وفق نفس المصدر.

وفي منطقة سوس بجنوب غرب البلاد، تلقت أربعة سدود أخرى حتى صباح الأحد “أزيد من 11.2 مليون متر مكعب” من المياه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى