سياسة

قازان تستضيف مباحثات توسيع بريكس.. هل يتغير ميزان القوى العالمي؟


تكتل بريكس، الذي يضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا والإمارات العربية ومصر، يعد واحدًا من أبرز التجمعات الاقتصادية والسياسية على الساحة الدولية، منذ تأسيسه في عام 2009، يسعى إلى تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء وتحقيق التنمية المستدامة، رغم التحديات الكبيرة التي تواجهه في تحقيق أهدافه.

ومع تزايد الشكوك حول النظام العالمي القائم على الهيمنة الغربية، بدأ عدد من الدول في البحث عن بدائل؛ مما زاد من الاهتمام بتكتل بريكس، في السنوات الأخيرة عكس تزايد جاذبيتها في أوساط الدول النامية، القمة الحالية في روسيا 2024 من المتوقع أن تعزز من دور بريكس في النظام العالمي، حيث تسعى الدول الأعضاء إلى وضع استراتيجيات مشتركة لتعزيز التجارة والاستثمار بينهما.

القمة الأكبر لبريكس 

تعد هذه القمة الأكبر في روسيا منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، وهي تأتي في توقيت يسعى فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإظهار أن المحاولات الغربية لعزل بلاده بسبب غزوها المستمر منذ عامين ونصف عام، قد باءت بالفشل.

ومن المقرر أن يشارك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس والرؤساء الصيني شي جينبينغ والبرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا والتركي رجب طيب أردوغان في القمة التي استضفتها مدينة قازان من 22 أكتوبر.

وألغى الرئيس البرازيلي الأحد رحلته التي كانت مقررة إلى روسيا، ومن المزمع أن يشارك في القمة عبر الفيديو، وفق ما أعلنت الرئاسة البرازيلية، مشيرة إلى تعرضه لحادث منعه من السفر بالطائرة. 

ليبيا تؤكد استعدادها للانضمام إلى مجموعة “البريكس”

وحكومة “الوحدة الوطنية الليبية” تبدي استعدادها للمشاركة في أي منظمة اقتصادية، بما في ذلك “البريكس”، وإثيوبيا تعتزم تعزيز علاقاتها مع روسيا والعمل بنشاط على تعميق العلاقات الاقتصادية في “البريكس”.

أعلن وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة “الوحدة الوطنية الليبية”، محمد الحويج، استعداد بلاده للمشاركة في أي منظمة اقتصادية دولية تعود عليها بالنفع، بما في ذلك “البريكس”.

وفي تصريح صحافي، في معرض حديثه عن تقييم ليبيا توسع مجموعة “البريكس” ومدى اهتمام ليبيا بالمشاركة في هذه المجموعة، أكد الحويج أن “منظمة بريكس منظمة اقتصادية عالمية لتبادل المنافع بين الدول المشتركة بها، وليبيا ترحب بأي عمل يؤدي إلى الاستقرار الاقتصادي العالمي وتحسين مستوى الشعوب.”

وحسب يوشاكوف، سيشارك في قمة قازان قادة كل الدول الأعضاء في بريكس، باستثناء السعودية التي ستوفد وزير خارجيتها. ويثير غياب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة، تكهنات بشأن وجود خلاف بين اثنتين من أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم.

 وفق كالاتشيف “من الواضح أن الكرملين كان يريد حضور ولي العهد”، لكن بالإجمال “كل الأمور تسير على ما يرام بالنسبة إلى الكرملين”.

ومن المتوقع أن تهيمن القضية الفلسطينية ومسألة وقف الحرب على قطاع غزة ولبنان وسبل تهدئة التصعيد الأخير الذي يشهده الشرق الأوسط وسط مخاوف نشوب حرب إقليمية جراء الضربة الإسرائيلية المرتقبة على إيران، الدولة المنضمة حديثاً للمجموعة، على الجانب السياسي والأمني لقمة قازان، مع غياب محتمل لملف الحرب على أوكرانيا من طاولة نقاشات القادة.

وكان بوتين عبّر خلال لقاء مع صحافيي دول المجموعة عن موقف إيجابي بشأن احتمالية مشاركته في قمة سلام تستضيفها السعودية مع اشتراط أن يكون محتوى هذه القمة متقارب مع وجهة النظر الروسية.

وفي الجانب الاقتصادي، تأمل المجموعة تحقيق توافقات في العديد من الملفات المتعلقة بتطوير البنية التحتية التشريعية، التي تهدف لقيام تكتل اقتصادي متكامل الأركان بعكس ما هو قائم حالياً المبني أساسه على علاقات ثنائية بين دول المجموعة.

وعلى الرغم من توسع العضوية، لم تتمكن المجموعة حتى الآن من التوصل إلى اتفاقيات مُنظّمة للتجارة البينية على غرار اتفاقيات التجارة الحرة أو تقديم مسارات تعمل على تحسين الأوضاع الاقتصادية للدول الأعضاء.

وتشي هذه النسخة من القمة بملامح اتفاق مبدئي بشأن إمكانية إنشاء منصة دفع وتسوية مالية رقمية متعددة الأطراف ضمن إطار دول التكتل، وذلك بحسب ما ذكرته رئيسة المجلس الفيدرالي الروسي فالنتينا ما تفيينكو لوكالة “سبوتنيك” الروسية في يوليو الماضي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى