قافلة إنسانية تحمل أهدافًا إخوانية.. تحذيرات من مشروع عابر للحدود

11 يونيو 2025

2 دقائق

قافلة إنسانية تحمل أهدافًا إخوانية.. تحذيرات من مشروع عابر للحدود

أكد الخبير في الشؤون السياسية والعسكرية العميد حاتم عاطف أنّ ما تُعرف بـ “قافلة الصمود” ليست مجرد تحرك تضامني مع الشعب الفلسطيني. بل تمثل ـ في الحقيقة ـ تحرّكًا استراتيجيًا تقوده جماعة الإخوان المسلمين لإعادة تقديم نفسها كفاعل رئيسي في قضايا الأمة، مستغلة حالة التعاطف الشعبي مع غزة.

وفي تصريح خاص لموقع (الحرية)، قال العميد عاطف: “ما نشهده اليوم هو محاولة مكشوفة من قبل التنظيم الدولي للإخوان لتوظيف الأزمة الفلسطينية كمظلة لأجندات سياسية أعمق. تهدف إلى العودة التدريجية إلى المشهد الإقليمي بعد أعوام من العزلة”.

وأوضح أنّ القافلة تُدار تحت غطاء فلسطيني، ممثلاً في الناشط سيف أبو كشك، الذي ينتمي إلى شبكة شبابية في إسبانيا. لكنّ هذه الشبكة ـ حسب عاطف ـ تتبع مباشرة “اتحاد مجلس مسلمي أوروبا”، أحد الأذرع المعلنة للتنظيم الدولي للإخوان داخل أوروبا. والمعروف بتحالفاته مع جماعات إسلامية متشددة.

وأضاف أنّ هذه التحركات ليست عفوية. بل تتم إدارتها من غرف عمليات إعلامية وتنظيمية تابعة للإخوان، مشيرًا إلى شخصية يحيى الصاري، القيادي الجزائري في جمعية العلماء المسلمين. كأحد العقول المحركة، واصفًا الصاري بأنّه يحمل “فكرًا سلفيًا جهاديًا بمرجعية إخوانية”. وله تصريحات سابقة تبرّر فتاوى تنظيم (داعش).

وشدد عاطف على أنّ الهدف الأساسي للقافلة ليس كسر الحصار عن غزة. بل إعادة تقديم الإخوان كحركة “مقاومة” و”تحرير”، في محاولة للظهور مجددًا بمظهر “المدافع عن قضايا الأمة”، وإحياء مشروعهم السياسي المتأزم.

وأضاف: “يريدون اللعب على وتر القدس، لأنّها عنوان موحّد للعاطفة الشعبية. ولكنّ هدفهم الحقيقي هو كسب شرعية ميدانية جديدة تمهّد للعودة السياسية”.

وحول الجهات الداعمة، قال العميد: إنّ التمويل يأتي من دولتين وفرتا غطاءً سياسيًا وإعلاميًا، في ظل تنسيق خفي مع أطراف استخباراتية غربية، وتحديدًا بريطانية وأمريكية. تخدم مصالح مرحلية في إبقاء المنطقة في حالة سيولة سياسية.

وأشار إلى أنّ التنظيم الدولي للإخوان يتحرك مستفيدًا من لحظة الفراغ الإقليمي الناتجة عن الحرب في غزة، والانقسام في مواقف بعض الأنظمة. وكذلك من تناقضات المواقف الغربية، ليعيد تشكيل نفسه على الأرض من خلال تحركات “شعبوية” تُسوّق على أنّها إنسانية.

واختتم العميد عاطف تصريحه قائلًا: “ما يجري ليس دعمًا لغزة بقدر ما هو محاولة من الإخوان لاختراق الوعي العربي مجددًا عبر شعار المقاومة. إنّهم يستثمرون في الدم الفلسطيني لإعادة رسم صورتهم، وتمهيد طريق العودة إلى المشهد.