قبل مفاوضات الأردن… مليشيات الحوثي تسعى لتحقيق مكاسب
قامت ميليشا الحوثي بشن هجوما بريا غربي محافظة تعز جنوبي البلاد. واستهدف الهجوم تحقيق اختراق ميداني في جبهات مديرية “مقبنة” في المرتفعات الغربية من المحافظة المحاصرة منذ 7 أعوام ونصف العام وذلك بالتزامن مع مساعي أممية لرفع هذا الحصار بموجب الهدنة.
مفاوضات الأردن
كما أعلن الجيش اليمني تصديه لهجوم الحوثيين في محور تعز استهدف التلال “السوداء” في المديرية المطلة على خط حيوي يربط تعز والحديدة.
وذكر الجيش اليمني في بيان له أن المعارك التي دارت كبدت الحوثيين خسائر في الأرواح قبل أن تتقهقر عناصر المليشيات التي شاركت في الهجوم على مواقع الجيش اليمني.
وقال مراقبون إن الحوثي يريد فرض شروطه بالقوة قبل أن بدء المفاوضات المقررة في الأردن والتي تهدف لرفع الحصار عن محافظة تعز. إذ يطمح الحوثيين لتحقيق مكاسب ميدانية تؤهلهم لنيل بعض الزخم السياسي بعد تشكيل المجلس الرئاسي اليمني الجديد.
ويتمسك الحوثيون بعدم رفع حصار تعز، ورفض فتح شريان للمدنيين بموجب الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في 2 أبريل لمدة شهرين، في حين استوفت الحكومة اليمنية والتحالف العربي كافة البنود، وفقا للاتفاق الأممي.
كذلك فإن الحوثيين لديهم قضية انتقام من المحافظة وأبنائها الذين رفضوا الخضوع لهم على مدار الأعوام السبعة من الحصار الطويل والذي خلّف أضرار لحقت بالمحافظة تقدر بـ 7 مليارات دولار حسب وسائل إعلام محلية.
ودفعت تعز ثمنا باهظا على كافة المستويات، نتيجة حصار الحوثيين لها، حيث تعرّضت أكثر من 750 منشأة لأضرار كلية وجزئية، وهو ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية داخل المدينة المحاصرة.
وكشفت تقارير أولية أن المنشآت الاقتصادية والحيوية التي تعرّضت للتدمير في تعز خلال سنوات الحرب، تبلغ أكثر من 4 آلاف و800 منشأة، منها 58 مصنعا.
ويأتي قطاع الطاقة على رأس البنى التحتية التي تعرّضت لتدمير ممنهج من قِبل الميليشيات الحوثية، ابتداء من الاستهداف المتكرر لمحطة كهرباء عصيفرة ومحطة كهرباء المخا، الأمر الذي حرم سكان المدينة من خدمة الكهرباء منذ بدء الحرب.
وحسب لتقديرات أطلقها البنك الدولي، تحتاج مدينة تعز للتعافي وإعادة إعمار قطاع الطاقة إلى 122 مليون دولار أمريكي على مدى خمس سنوات، أو 24 مليون دولار لسنة واحدة فقط.
وينظر الخبراء إلى أن استمرار الحوثيين بفرض الحصار على بعض المدن والمحافظات اليمنية وزيادتهم التحشيد العسكري واستقدام المقاتلين إلى خطوط النار. بأنه يشكّل تهديدا خطيرا في وجه الحراك الأممي الساعي لتمديد الهدنة والبناء عليها لإطلاق عملية سلام شاملة.