إقتصاد

قبل نهاية العام ..هل تنهار منصة جديدة للعملات المشفرة


بينما تواصل البنوك المركزية حملات قوية للتشديد النقدي، فإن منصات التداول للعملات المشفرة تشهد تذبذبات حادة.

كان العام الجاري سوداويا على أسواق العملات المشفرة لسببين رئيسيين، أولاهما زيادات أسعار الفائدة التي دفعت المستثمرين بعيدا عن الاستثمارات عالية المخاطر، وانهيار منصتين للعملات المشفرة.

وبينما تواصل البنوك المركزية حملات قوية للتشديد النقدي، فإن منصات التداول للعملات المشفرة تشهد تذبذبات حادة بعد انهيار منصة “FTX” وبنك الإقراض للعملات المشفرة “سيلسيوس” هذا العام.

هل انتهت القصة هنا؟.. بالطبع لا، إذ يبدو أن العام الجاري قد يحمل مزيدا من الأخبار السيئة لسوق ومتداولي العملات المشفرة حول العالم، وسط انهيارات قوية للأسعار، فيما تشهد منصات تذبذبات قوية في قيمتها السوقية.

** منصة “Genesis”

تخضع شركة الإقراض بالعملة المشفرة Genesis Global Capital وغيرها من شركات التشفير، للتحقيق من قبل منظمي الأوراق المالية في الولايات المتحدة.

وهذا الأسبوع، تبدأ ألاباما والعديد من الولايات الأمريكية الأخرى، التحقيق في انتهاكات الأوراق المالية المزعومة والصلات مع مستثمري التجزئة في شركة الإقراض بالعملة المشفرة.

يركز التحقيق على ما إذا كانت Genesis وغيرها من شركات التشفير، قد أثرت على المستثمرين على الأوراق المالية ذات الصلة بالعملات المشفرة دون الحصول على التسجيل المناسب.

التحقيق هو فصل آخر في ملحمة Genesis منذ أن كشفت الشركة أن لديها حوالي 175 مليون دولار من الأموال عالقة في حساب تداول FTX؛ بتاريخ 16 نوفمبر/تشرين ثاني الجاري.

وهذا الشهر، أعلنت شركة الإقراض بالعملة المشفرة “Genesis” أنها علقت عمليات السحب مؤقتا، مشيرة إلى “اضطراب السوق غير المسبوق” بعد انهيار FTX في 11 نوفمبر/تشرين ثاني الجاري.

وبحسب ما ورد، تواجه الشركة صعوبات في جمع الأموال لوحدة الإقراض الخاصة بها؛ ومع ذلك، فقد دحضت شركة Genesis التكهنات بشأن إفلاسها “الوشيك” بسبب عجز قدره مليار دولار.

كانت Genesis في دائرة الضوء بسبب مخاوف من انتشار العدوى في الصناعة نتيجة لإفلاس FTX جنبا إلى جنب مع شركتها الشقيقة Grayscale Investments وشركتها الأم Digital Currency Group.

** كوين بيس

“كوين بيس” هي واحدة من أشهر منصات التداول، والمنظمة لدى هيئة الأوراق المالية الأمريكية، إلا أن الشركة تواجه انهيارا حادا في قيمتها السوقية خلال العام الجاري.

وبحسب سعر سهم الشركة الأمريكية، فإن قيمتها السوقية سجل مطلع العام الجاري 56.6 مليار دولار أمريكي، بينما لا تتجاوز قيمتها السوقية اليوم حاجز 10 مليارات دولار.

وفي تعاملات أول أمس الجمعة، بلغ سعر السهم لشركة 44.28 دولار أمريكي، نزولا من 251 دولارا في نهاية تعاملات العام الماضي، بحسب البيانات الرسمية.

وبسبب انهيار FTX، قامت أعداد كبيرة من المستثمرين بالتخلي عن أسهم Coinbase لينخفض بأكثر من 82% منذ بداية العام الجاري في أدنى مستوى للسهم على الإطلاق.

هل ستنهار كوين بيس؟

نقطة البداية هي الميزانية العمومية لـ Coinbase، فإذا كانت كل هذه المخاوف بشأن عدوى FTX حقيقية، فسيريد المستثمرون معرفة ما إذا كانت Coinbase قوية ماليا بما يكفي لمقاومة هذه العدوى.

ويقصد بالقوة المالية، هو توفر السيولة النقدية الكافية لدى الشركة لإعادة كل أموال المستثمرين حول العالم. دون اللجوء إلى طلب أية قروض مالية من الخارج، دون ذلك، فإن احتمالية إفلاسها ستكون واردة.

يصر الرئيس التنفيذي لشركة Coinbase برايان أرمسترونج، على أن شركته ليس لديها تعرض مادي لـ FTX؛ فيما أكد بقوة أن شركته ليس لديها أية مشاكل سيولة على الإطلاق.

ولكن حتى المتشككين في Coinbase يجب أن يعترفوا بأنها قد اتخذت تدابير إضافية لحماية ميزانيتها العمومية. فمثلا الشركة لا يزال لديها 5 مليارات دولار نقدا في الميزانية العمومية وتتخذ خطوات صارمة لخفض النفقات.

هل سينتعش سوق العملات المشفرة؟

العامل التالي الذي يجب مراعاته هو ما إذا كانت صناعة التشفير ستستعيد عافيتها. في وقت من الأوقات، كانت صناعة العملات المشفرة تبلغ قيمتها 3 تريليونات دولار.

الآن، تبلغ قيمة صناعة التشفير بالكامل حوالي 877 مليار دولار أمريكي فقط. قد يبدو الأمر محبطا بشكل خاص عندما يستمر سعر Bitcoin في الانخفاض، مما يؤدي إلى انخفاض السوق بالكامل.

حاليا، يبلغ سعر وحدة بيتكوين 16.5 ألف دولار أمريكي. وهو سعر ما يزال بيعا عن الذروة المسجلة في نوفمبر/تشرين ثاني 2021، البالغ حينها 67.8 ألف دولار أمريكي.

زر الذهاب إلى الأعلى