قداسة خامنئي تسقط أمام الاحتجاجات في شرق إيران
نجحت الاحتجاجات المستمرة منذ منتصف سبتمبر الماضي والتي كسرت حاجز الخوف، نزع هالة القداسة عن علي خامنئي أعلى مرجعية دينية و سياسية في ايران.
حيث بات الاكثر استهدافا في الحراك الشعبي بوصفه أرفع رمز للنظام الديني، من خلال شعارات تنادي باسقاطه وتصفه بالدكتاتور.
وكان انتقاد خامنئي أو التعرض له بما يخالف صورة القداسة التي رسمتها المؤسسة الدينية منذ ثورة الخميني قبل أكثر من ثلاثة عقود للمرشد الأعلى، خط أحمر يعاقب من يتجاوزه بأشد العقوبات.
لكن الاحتجاجات الاخيرة التي خرجت في ايران بما فيها مظاهرات الجمعة في زاهدان، عاصمة إقليم سستان وبلوخستان شرق البلاد تنديدا بممارسات الشرطة الدينية بعد وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا اميني. تحولت لمحاكمة للنظام الديني ورموزه فكانت حركة إسقاط عمائم رجال الدين في الشوارع ودوس وحرق صور خامنئي وترديد هتافت ‘الموت للدكتاتور’ تجسيدا لحالة التمرد على هالة القداسة. وفكرة إن المرشد يمثل الدين والدنيا في الجمهورية الإسلامية يفرض الضوابط الاجتماعية والأخلاقية و الدينية على الايرانيين.
حيث ردد المحتجون في جنوب شرق إيران المضطرب شعارات تندد بخامنئي على غرار “الموت للدكتاتور، الموت لخامنئي!”. وبالشرطة الدينية التي تعهدت السلطات بحلها في مقطع منشور على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتسكن اقليم سستان وبلوخستان الفقير أقلية البلوخ التي يصل عددها إلى مليوني نسمة، وتقول جماعات حقوق الإنسان إنهم يواجهون التمييز والقمع منذ عقود.
ووقع بعض أعنف الاضطرابات في الأشهر الأخيرة في مناطق أقليات عرقية ومجموعات دينية لديها مظالم طويلة الأمد مع الدولة، منها إقليم سستان وبلوخستان والمناطق الكردية.
والاحتجاجات التي دعا فيها محتجون من جميع أطياف المجتمع إلى سقوط القيادة الدينية الحاكمة. أحد أجرأ التحديات التي تواجهها الجمهورية الإسلامية الشيعية منذ ثورة 1979.
وأنحت الحكومة باللائمة في الاضطرابات على محتجين تقول إنهم عازمون على تدمير الممتلكات العامة، ومدربون ومسلحون من أعداء الدولة ومنهم الولايات المتحدة وإسرائيل والمملكة العربية السعودية.
وقامت وسائل الإعلام الحكومية بتغطية واسعة لتجمعات كبيرة ترعاها الدولة والتي عقدت لإدانة الاضطرابات وإعلان المبايعة لرجال الدين.
ومنذ أن بدأت الاحتجاجات قبل أكثر من ثلاثة أشهر. فقدت العملة الإيرانية ربع قيمتها وانخفضت إلى مستوى قياسي منخفض في السوق غير الرسمية الحرة مع قيام الإيرانيين اليائسين بشراء الدولار والذهب في محاولة لحماية مدخراتهم من التضخم الذي يبلغ 50 بالمئة.
وقال محافظ البنك المركزي الجديد في البلاد محمد رضا فرزين للتلفزيون الحكومي الجمعة إن المسؤولية الأهم للبنك المركزي هي السيطرة على التضخم وسعر العملة الأجنبية. وأضاف أن البنك سيتدخل في سوق الصرف الأجنبي لدعم العملة الإيرانية.
وقال فرزين الذي تم تعيينه أمس الخميس “سعر الصرف (الحالي) غير متوافق مع السوق الرسمية .. وسنتدخل بالطبع في السوق الحرة”.
وقالت منظمة حقوقية إن ما لا يقل عن 100 من المحتجين المعتقلين يواجهون عقوبات محتملة بالإعدام بينما أعلنت المحكمة العليا الإيرانية قبول استئناف محتج على حكم بالإعدام.
اعدامات