سياسة

قدرات حماس العسكرية


كلما لاحت في الأفق عملية برية إسرائيلية على قطاع غزة، يبرز السؤال: ما الذي تملكه حماس أمام واحدة من القوى العسكرية الأكثر تقدما؟

تكتيكات على غرار حرب العصابات استخدمتها حماس على مدار ثلاثة عقود، في هجماتها ضد إسرائيل، مستخدمة الصواريخ والقناصة والأجهزة المتفجرة المرتجلة وشبكة أنفاق تحت الأرض مصادر عديدة.

القوام والعتاد

وفق موقع “إكسيوس” الأمريكي يبلغ عدد مقاتلي كتائب عز الدين القسام، التي تشكل الجناح المسلح لحركة حماس، ما بين 30.000 إلى 40.000 مسلح.

ويُعتقد أن لديها ترسانة عسكرية تضم آلاف الصواريخ، بما في ذلك صواريخ بعيدة المدى وطائرات بدون طيار.

وقال مسؤولون في حماس إن مقاتليهم يمتلكون أيضا مجموعة من القنابل وقذائف الهاون.

وبالنظر إلى مقاطع الفيديو التي نشرتها حماس للهجوم الذي شنتها على بلدات إسرائيلية، في السابع من أكتوبر الجاري، فإنها استخدمت الصواريخ والطائرات الشراعية وحتى الجرافات والشاحنات الصغيرة والدراجات النارية.

وفي مقابلة مع قناة RT الروسية، قال علي بركة، القيادي في حركة حماس “لقد كنا نستعد لذلك منذ عامين، لدينا مصانع محلية لكل شيء، لدينا صواريخ بمدى 250 كيلومترا، و160 كيلومترا، و80 كيلومترا، و45 كيلومترا، و10 كيلومترات”.

شبكة أنفاق

تعتمد حماس على شبكة متاهة من الأنفاق تحت قطاع غزة لتخزين الأسلحة والإمدادات وتدريب المقاتلين وإقامتهم في الثكنات بعيدا عن أنظار أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية المتقدمة وبعيدا عن متناول قواتها الجوية.

ويشير تقرير “إكسيوس” إلى أن حماس تستخدم أيضا منشآت تحت الأرض لتجميع وتخزين أجزاء من ترسانتها الكبيرة من الصواريخ ومنصات الإطلاق.

ويمكن أن تسمح الأنفاق لحماس بنصب الكمائن وتجنب اكتشافها إذا واصلت إسرائيل خططها لعملية برية كبيرة.

وضح الدليل الميداني لحركة حماس، الذي حصلت عليه صحيفة واشنطن بوست والوثائق الأخرى التي تم العثور عليها في أعقاب الهجوم الوحشي الذي شنته الجماعة على إسرائيل قبل أسبوعين، بعض قدراتها العسكرية واستعداداتها للقتل الدموي من مسافة قريبة.

“دليل على جثة”

وكانت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية تحدثت الأسبوع الماضي عن دليل ميداني لحركة حماس، قالت إنها حصلت عليه، إلى جانب وثائق تم العثور عليها في أعقاب الهجوم الذي شنته الحركة على إسرائيل في السابع من الشهر الجاري.

ولفتت الصحيفة إلى أن الوثائق تظهر قدرات حماس العسكرية واستعداداتها للقتل من مسافة قريبة.

ويدرج الدليل، الذي يرجع تاريخه إلى العام الماضي والذي تم العثور عليه على جثة أحد مقاتلي حماس، تعليمات حول تشغيل أسلحة معينة، ويحدد نقاط الضعف في المعدات العسكرية الإسرائيلية ويقدم نصائح حول القتل بسكين.

ويبدو أن الوثيقة قد تم إعدادها لوحدات مختلفة من كتائب عز الدين القسام، بمن في ذلك المتخصصون في مكافحة الدروع والهندسة والقناصون والمشاة والأنفاق، بالإضافة إلى ما يصفه الكتيب بـ”قوات الصدمة”.

تبدأ الصفحة الأولى: “هذه وثيقة عسكرية سرية”، “يجب أن تبقى في مكان آمن، ويحرم التحرك بها إلا بأمر”.

وقال مايكل ميلشتاين، الرئيس السابق للقسم الفلسطيني في الجيش الإسرائيلي، وخبراء آخرون للصحيفة الأمريكية إن “الدليل يبدو حقيقيا ويطابق مجموعة من الوثائق الأخرى التي جمعتها القوات الإسرائيلية بعد الهجوم”.

وقام مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بالتحقق من 17 صفحة من الوثائق لصحيفة The Washington Post.

وتضمنت وثائق حماس الأخرى خرائط وخططا تفصيلية لشن هجمات على عدد من الكيبوتسات الفردية حول غزة، بما في ذلك نية قتل واختطاف المدنيين.

وقدمت الوثيقة التي حصلت عليها الصحيفة إرشادات حول تشغيل الأسلحة التي من المعروف أنهم كانوا يحملونها، كما قدمت وصفا تفصيليا لنقاط ضعف الدبابات والمركبات المدرعة الإسرائيلية.

ويتضمن ذلك، على سبيل المثال. تعليمات لاستخدام قذائف صاروخية من طراز F-7 الكورية الشمالية، والتي نفت بيونغ يانغ تزويد حماس بها.

وعثرت القوات الإسرائيلية على حوالي 50 ذخيرة شديدة الانفجار في أعقاب الهجمات، وفقا للجيش، الذي عرض بعض المواد التي عثر عليها، في وقت لم تعلق حماس على كل هذه المعلومات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى