قرار أممي يدعو ميليشيات الحوثي للمرة الثانية بوقف هجماتهم على السفن
اعتمد مجلس الأمن الدولي قرارا يجدد مطالبته لجماعة الحوثي بوقف فوري لهجماتها على السفن في البحر الأحمر، وهو ممر حيوي للتجارة العالمية، فيما تسبب استهداف المتمردين للملاحة البحرية في ارتفاع تكاليف الشحن وألقى بتداعيات سلبية على الاقتصاد العالمي.
وصدر القرار رقم 2739 بتأييد 12 عضوا، وامتناع 3 عن التصويت، بينهم الجزائر، وفق بيان نشرته الأمم المتحدة على موقعها الإلكتروني.
وجدد القرار الذي قدمت مشروعه الولايات المتحدة واليابان، المطالبة بأن يطلق الحوثيون فورا سراح السفينة “غالاكسي ليدر” وطاقمها.
وشدد على ضرورة معالجة الأسباب الجذرية، بما في ذلك النزاعات التي تسهم في التوتر الإقليمي والإخلال بالأمن البحري، من أجل ضمان الاستجابة بسرعة وكفاءة وفعالية.
وحث القرار على توخي الحذر وضبط النفس لتجنب المزيد من تصعيد الوضع في البحر الأحمر وعلى صعيد المنطقة ككل.
وشجع على تعزيز الدبلوماسية التي تبذلها جميع الأطراف لتحقيق هذه الغاية، بما في ذلك مواصلة تقديم الدعم للحوار وعملية السلام في اليمن تحت رعاية الأمم المتحدة.
وتعليقاً على القرار، قال عمار بن جامع الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، في كلمة، إن “تصويت بلاده على مشروع القرار الحالي يتوافق مع امتناعها عن التصويت على القرار السابق”، حسب البيان نفسه.
وقال “الامتناع عن التصويت يعكس القلق بشأن تطبيق القرار 2722 وما نؤمن بأنه إساءة استخدام وإساءة تفسير للحق في الدفاع من خلال شن هجمات على أراضي دول ذات سيادة”.
وأكد السفير الجزائري على الضرورة القصوى لمعالجة الأسباب الجذرية للتوتر الراهن في البحر الأحمر والمنطقة بأسرها.
وشدد بن جامع “لا يمكننا تجاهل العلاقة الواضحة بين الوضع المدمر في غزة وتصاعد الأعمال العدائية في البحر الأحمر، واليوم مجددا لا يمكننا التأكيد بما يكفي على الحاجة الملحة للوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في قطاع غزة”.
وفي 10 يناير/كانون الثاني 2024، اعتمد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2722 ويطالب القرار، الذي صاغته الولايات المتحدة واليابان وأقره المجلس بأغلبية 11 عضواً وامتناع 4 أعضاء عن التصويت، الحوثيون بالتوقف عن مهاجمة سفن الشحن المارة في البحر الأحمر.
وفي سياق متصل أفادت جماعة الحوثي اليوم الخميس بأنها استهدفت بصواريخ ومسيّرات سفينة بالبحر الأحمر في طريقها إلى إسرائيل و”هدفا حيويا” بمدينة حيفا شمالي إسرائيل.
وأشار بيان صادر عن المتحدث العسكري لقوات الجماعة يحيى سريع “نفذنا عمليتين عسكريتين انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه ورداً على مجازر العدو الصهيوني”.
وأضاف أن “العملية الأولى بالاشتراك مع المقاومة الإسلامية في العراق، التي تضم ميلشيات موالية لإيران، استهدفت بعدد من الصواريخ المجنحة هدفا حيويا في حيفا وحققت هدفها بنجاح”، دون ذكر تفاصيل عن طبيعة الهدف.
وأوضح أن “العملية الثانية استهدفت سفينة “SEAJOY” في البحر الأحمر، لاختراق الشركة المالكة لها قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة”، دون ذكر الجهة التابعة للشركة.
وأشار إلى أن هذه العملية جرى تنفيذها “بزورق مسيّر وعدد من الصواريخ والطائرات المسيرة، ما أدى إلى إصابة السفينة بشكل مباشر”.
ومساء الثلاثاء، أعلنت جماعة الحوثي استهداف سفينة “MSC SARAH V” الإسرائيلية في البحر العربي بصاروخ باليستي جديد دخل الخدمة تحت مسمى “حاطم 2”.
ويستهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر بذريعة التضامن مع قطاع غزة الذي يواجه حربا إسرائيلية مدمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ومنذ مطلع العام الجاري، يشن تحالف تقوده الولايات المتحدة غارات يقول إنها تستهدف مواقع للحوثيين في مناطق مختلفة من اليمن، ردا على هجماتهم في البحر الأحمر، وهو ما قوبل برد من الجماعة من حين لآخر.
ومع تدخل واشنطن ولندن واتخاذ التوتر منحى تصعيديا في يناير/كانون الثاني، أعلنت جماعة الحوثي أنها باتت تعتبر كافة السفن الأميركية والبريطانية ضمن أهدافها العسكرية.