سياسة

قطار التقارب بين مصر وإيران يتوقف عند ملفات عالقة قبل تعيين السفراء


خطوات متسارعة لاستكمال التقارب بين القاهرة وطهران وسط ظروف إقليمية معقدة، لكن تظل بعض العقبات عالقة على جانبي الطريق “الصعب”.

أحدث هذه التحركات زيارة وزير الخارجية المصري، بدر عبدالعاطي، طهران للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، في مقر البرلمان الإيراني.

ويحمل عبدالعاطي العديد من الملفات خلال الزيارة، بينها «وقف الحروب بالمنطقة»، فيما تسير خطوات التقارب بين البلدين بوتيرة متسارعة، خاصة في ظل التصريحات الإيجابية للرئيس الإيراني الجديد.

“اختراق قريب”

وفي هذا الصدد، يقول رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، محمد محسن أبو النور، إن “زيارة وزير الخارجية المصري الجديد بدر عبدالعاطي، لطهران، تعد تتويجا لتطور أو تطوير العلاقات المصرية الإيرانية في العامين الماضيين”.

وأضاف أبو النور أن التطور في العلاقات “تكلل بالقمة التي جمعت الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي على هامش القمة الإسلامية العربية في الرياض، وأعقبها زيارة وزير الخارجية السابق سامح شكري إلى طهران، ما يعني أن عودة العلاقات المصرية الإيرانية أصبحت وشيكة للغاية”.

ويعتقد رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، أن الوضع الحالي “يشير إلى أن مصر وإيران تمكنتا من حلحلة أغلب الملفات التي كانت عالقة خلال الـ45 عاما الماضية فيما يتعلق بترتيبات الأمن في الإقليم”.

 وشدد على أن “الوقت الحالي يشهد استقرارا واستقلالا على مستوى القرار السياسي وعلاقة البلدين مع القوى الدولية، مما عاد عليهما بالأفضل”، مضيفا أن زيارة عبدالعاطي “ستكون حلقة في سلسلة تطوير العلاقات المصرية الإيرانية بحيث تعود إلى مستوى السفراء في المدى المنظور وليس المتوسط”. 

وقف الحروب

الخبير في الشؤون الإيرانية وأستاذ الدراسات الفارسية بكلية الآداب بجامعة عين شمس، الدكتور أحمد لاشين، قال بدوره، إن “زيارة وزير الخارجية المصري تعد امتدادا طبيعيا للزيارة التاريخية التي قام بها سابقه، سامح شكري، لطهران قبل شهرين”.

وأكد لاشين أن وزير الخارجية المصري “يحمل في جعبته العديد من الملفات التي تتخذ شكل أكثر إيجابية، منها التقارب على المستوى السياسي”، معتقدا أن ًأزمة غزة على رأس الملفات، وكذلك التوترات في جنوب لبنان بين حزب الله وإسرائيل”. 

وأوضح أن “كلا البلدين يسعى إلى حد ما، لتهدئة الأوضاع أو إلى تدشين توازن إقليمي في المنطقة ما بين العمليات الإسرائيلية وما بين محاولة الردع التي تحاول إيران صنعها في مواجهة إسرائيل حتى لو كان الردع على المستوى الإعلامي، فيما تحاول مصر تهدئة الأجواء بشكل عام وضمان سلامة الجميع”. 

ومضى قائلا “من الممكن أن تتحسن العلاقات بشكل كبير في عهد الرئيس الإيراني الإصلاحي الذي يميل لتحسين الأجواء السياسية مع الدول الغربية، ما ينعكس على طبيعة العلاقات الإقليمية في المنطقة عموما”.

ملفات عالقة

الخبير المصري قال أيضا: “رسائل مسعود بزشكيان تؤكد على ضرورة تحسين العلاقات الدول الإقليمية، خاصة مصر بوصفها أكبر دولة في المنطقة”، مضيفا “جزء كبير من الرسائل موجه إلى دول الخليج والقاهرة”.

من جانبه، يرى الكاتب المختص بالشأن الإيراني، عارف نصر، أن زيارة عبدالعاطي “ربما تدرس التغيرات السياسية التي اتخذتها العلاقة بين مصر وإيران بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، بمعنى أن الجانب المصري يأخذ جميع الاحتمالات بعين الاعتبار وبالتالي يرى أن عملية التقارب من الجانب الإيراني قد تكون ورقة رابحة”.

وأضاف نصر أن عملية التقارب “تمر بعدة مراحل بمعنى لقاءات هامشية رأيناها حتى مع إبراهيم رئيسي على هامش الكثير من المؤتمرات الدولية في الأمم المتحدة وغيرها”.

نصر أشار إلى أن “هناك الكثير من الملفات العالقة بين البلدين، وهذه الملفات تحتاج إلى حلحلة، منها الملف السوري والإخوان والملف اللبناني”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى