الخليج العربي

قطر.. الترف لمسؤولي طالبان والمعاناة للاجئين الأفغان


سيطرت حركة طالبان المتشددة على أفغانستان عندما استولت على العاصمة كابول في 15 أغسطس، واستسلام رئيس البلاد أشرف غني للجماعة المتطرفة وفر من البلاد، وجاء ذلك قبل أيام قليلة من اقتراب القوات الأمريكية رسميا من سحب قواتها من أفغانستان في 11 سبتمبر.

سيطرة طالبان على البلاد أثارت موجات نزوح جماعي للمواطنين الأفغان خوفا من بطش الحركة الإرهابية، حيث تدفق آلاف المدنيين إلى مطار حامد كرزاي الدولي في كابول لمغادرة البلاد في اتجاه بلدان أخرى، وعدت بإوائهم وتأمين حياة هادئة وكريمة لهم.

من بين تلك الدول، نجد قطر، التي وعدت باستقبال النازحين، وحمايتهم والترحيب بهم، خاصة بعد التصريحات الرسمية التي أدلى بها مسؤولو الدوحة بشأن مناقشة وضع اللاجئين وتوفير آلية لنقلهم، ففر كثير من الأفغان باتجاه قطر هربا من إرهاب ونيران حركة طالبان، ولكن سرعان ما تبينت حقيقة تدهور الأوضاع، ليشهدوا معاناة أشبه بمأساة العمال الأجانب في الإمارة الخليجية.

ونشرت وكالة أنباء محلية، يوم الخميس، مقطع فيديو لمخيم للاجئين الأفغان في قطر، يعرض محنتهم هناك، حيث اشتكوا من عدم وجود نظام تكييف، وقال أحد اللاجئين في الفيديو إنه لا يوجد سوى مرحاض وحمام واحد فقط في المخيم.

ويمكن في الفيديو، سماع اللاجئين الأفغان وهم يشكون من الطقس الحار وقلة الخدمات الأخرى.

هذا الفيديو يظهر تناقض الدوحة في التعامل، فبينما ينعم مسؤولو حركة طالبان الإرهابية بالترف وكافة الخدمات خلال مكتبهم بالدوحة، الذي تم افتتاحه منذ 2013، بحجة مساعي السلام والمباحث مع أميركا، لكنه كان سبيلا لتقديم كل سبل الدعم والحماية والتمكين لهم، حتى الأموال والأسلحة، آخرها عبر ستار إعادة إعمار أفغانستان بمنح 500 مليون دولار، فضلا عن تجاهل كافة الانتقادات الدولية في هذا الشأن، يقبع اللاجئون في مخيم لا تتوفر فيه أدنى شروط العيش.

وما يثبت ذلك التناقض، هو احتفاء المواقع القطرية بأخبار بحث الدوحة مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أوضاع الأفغان والزعم بتوفير كل سبل الراحة الإنسانية لهم، نشرت صحيفة الشرق القطرية، الأربعاء الماضي، أن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، تلقى اتصالا هاتفيا من المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، لمناقشة تدفق اللاجئين الأفغان، وضرورة تطوير آليات دولية للتعامل مع النازحين، بالإضافة إلى توصيات المفوضية السامية بعدم فرض العودة القسرية على المواطنين الأفغان.

وزعم البيان القطري، إشادة المفوض السامي بالجهود التي تقوم بها قطر في أفغانستان، معربا عن أمله في أن تساهم تلك الجهود في فرض واقع أفضل للاجئين وذويهم.

لمن موقع ريبابلك وريلرد الهندي، أظهر عكس ذلك حين نشر شكوى المواطنين الأفغان في مخيم قطر للاجئين من محنتهم ونقص الخدمات، مع مقطع فيديو لمخيم للاجئين الأفغان في قطر.

لم يكن ذلك الفيديو الوحيد الذي يوثق تردي أوضاع اللاجئين الأفغان في قطر، حيث نشرت وكالة آسواكا الإخبارية الأفغانية، صورا وفيديوهات، تندد فيها بالوعود القطرية وأوضاع المواطنين الهاربين من الحرب بأفغانستان ليلقوا ويلات الدوحة.

ونشرت الوكالة الأفغانية عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي تويتر فيديوهات تكشف تلك المعاناة غير الإنسانية، معلقة عليها بـمحنة اللاجئين الأفغان في مخيم اللاجئين في قطر.. المواطنون يعانون من عدم وجود نظام تكييف مع مرحاض ودش واحد فقط للجميع، مشيرا إلى أن اللاجئين الأفغان يشتكون من الطقس الحار وقلة الخدمات.

كما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صورا تظهر تكدس اللاجئين في قطر، وعدم توفير أي خدمات لهم باستثناء الطعام في القاعدة الجوية في الدوحة، ومعاناة الأطفال البالغة بينهم.

ويأتي ذلك نظرا لارتفاع درجات الحرارة في قطر، وتكدس العديد في المخيمات، وفي ظل تلك الأعداد الكبيرة باتوا محرومين من الاستحمام أو الدخول للمرحاض بطريقة إنسانية، ما يثبت عدم تقديم الخدمات الإنسانية الواجب توافرها وتخلف الدوحة عن وعودها، لتزداد معاناة الأجانب على أرضها، وتظهر حقيقة كذبها بشأن الترويج لنفسها بأنها بلاد الإنسانية وحاضنة للاجئين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى