حصري

قطر تستخدم تقنيات جديدة ضارة للبيئة قبل المونديال


يبدو أن قطر ستسجل فشلا ذريعا يوما بعد يوم في الحدث الرياضي الأكبر الذي سعت للحصول عليه بكل السبل غير المشروعة عبر الرشاوى والتزوير وجماعات الضغط. لتشهد حالة من الغضب العالمي جراء عدة أزمات متتالية. آخرها أن هناك شكا كبيرا في جهود قطر في كأس العالم في ما يتعلق بالحياد المناخي.

قطر تفشل في الوفاء بوعودها

حيث كشف تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية زيف ادعاءات منظمي بطولة كأس العالم في قطر الذين زعموا أن البطولة التي تضم 32 فريقا ستكون أول بطولة كأس عالم “محايدة الكربون”. مما يعني أن أي انبعاثات ستكون محدودة ومعادلة.

وقامت منظمة كاربون ماركيت ووتش “CMW”، وهي منظمة غير هادفة للربح تعمل عن كثب مع الاتحاد الأوروبي، بفحص خطط المنظمين.

حيث خلصت إلى أن الانبعاثات المتوقعة لم يتم الإبلاغ عنها على الأرجح. مع وجود البصمة الكربونية ذات الأهمية الخاصة الناتجة عن الملاعب السبعة الجديدة.

وقال جيل دوفراسن من المنظمة: “سيكون من الرائع رؤية التأثير المناخي لبطولات كأس العالم لكرة القدم يتقلص بشكل كبير، لكن ادعاء حياد الكربون الذي يتم تقديمه ببساطة غير موثوق به”.

التأثير المناخي

وأضاف أنه “على الرغم من الافتقار إلى الشفافية، تشير الأدلة إلى أن الانبعاثات من كأس العالم هذه ستكون أعلى بكثير مما كان متوقعا من قبل المنظمين. ومن غير المرجح أن يكون لأرصدة الكربون التي يتم شراؤها لتعويض هذه الانبعاثات تأثير إيجابي كاف على المناخ”.

وخلصت حسابات كاربون ماركيت ووتش أن انبعاثات الكربون الناتجة عن الملاعب الجديدة يمكن أن تكون أعلى بثماني مرات من الأرقام الواردة في تحليل قطر.

وقال تقرير المنظمة إن المضيفين بقطر أجروا عملية حسابية تنشر البصمة الكربونية للملعب على مدار حياته بأكملها، وهو أمر يصفه التقرير بأنه “إشكالي”.

وساقت المنظمة انتقادات أخرى تتعلق بخطط امتصاص الانبعاثات التي أعدتها قطر من خلال “مشتل للأشجار والعشب”.

ويؤكد تقرير كاربون ماركيت ووتش أن هذه الفكرة “غير موثوقة”. لأن أي امتصاص “من غير المحتمل أن يكون دائمًا في هذه المساحات الخضراء الاصطناعية والضعيفة”.

وتساءل التقرير عن نظام ائتمان الكربون الذي تخطط قطر لاستخدامه لتعويض الانبعاثات المتبقية في نهاية الحدث.

ولم يكن انتقاد كاربون ماركيت ووتش هو الانتقاد الوحيد الذي كشف فشل قطر في الالتزام بوعودها. فقد أصدرت مجلة Wall St تصنيفا سابقا أكد بأن البلد الذي لديه أعلى انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون CO2 للفرد هو قطر.

ووفق المجلة فإن قطر كان لديها كمية من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون CO2 حسب الأطنان المترية للفرد الواحد أعلى من أي دولة على القائمة في عام 2019 و2020.

وارتفع إنتاج الطاقة، وإجمالي إمدادات الطاقة الأولية، والاستهلاك النهائي للكهرباء، وتضاعفت نسبة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون CO2. بنسبة 533% على الأقل منذ عام 1990 في قطر التي يبلغ عدد سكانها نحو 2.9 مليون نسمة فقط.

من جهة أخرى، تواجه قطر اتهامات عدة في مجال البيئة، إذ شككت منظمات بيئية في جدوى تقنية المشروع الذي تتباهى به قطر وهو مشروع تبريد ملاعب مونديال كأس العالم 2022.

وأكدت هذه المنظمات أن التقنية التي تستخدمها الدوحة لتخفيف درجات الحرارة في ملاعبها ضارة للبيئة.

وقال نشطاء في مجال البيئة إن أجهزة التكييف التي تحتاج للكثير من الطاقة وتحلية المياه والبلاستيك المستخدم لمرة واحدة. لا يمكنها أن تكون حقا صديقة للبيئة. فضلا عن ذلك الانبعاثات الغازية الناتجة عن تبريد الملاعب.

وفي وقت سابق حذرت زينة الحاج، مديرة مكتب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة “غرينبيس” البيئية، من أن “التكييف حول الملاعب ليس أمرا صديقا للبيئة، بل يزيد من الانبعاثات”.

وتقول “غرينبيس” إن نظام التبريد المستخدم في الملاعب السبعة التي ستستضيف بطولة كأس العالم، من الممكن أن “يصبح أكثر استدامة” إن كان يعمل بالطاقة الشمسية. ولكن بحسب الحاج فإنه “لا يوجد أي من هذا في قطر”.

واعترف أستاذ الهندسة سعود عبد الغني الذي أشرف على تطوير تقنية التبريد. أنه تم استخدام “كمية كبيرة من الطاقة” وأن النظام سيعتمد على مولدات ديزل ملوثة كوسيلة احتياطية في حال انقطاع الكهرباء.

الانبعاثات

مشيرا إلى أن “تخفيض درجات الحرارة في الملعب يؤدي إلى الخُمس فقط من الانبعاثات الناتجة عن تبريد ردهات المطارات المشابهة من حيث الحج”.

 وبالرغم إدراك الفيفا للمخاطر التي تشكلها الأحداث الضخمة على الاقتصاد والبيئة الطبيعية والأشخاص والمجتمعات، لكنها اختارت هذه المرة الوقوف إلى جانب الدوحة في معرض تماهيها معها عندما أعطتها شرف تنظيم كأس العالم. إذ عارض الاتحاد الدولي لكرة القدم تحليل منظمة كاربون ماركيت ووتش بحجة أنه ليس من المناسب حساب انبعاثات الملاعب بناءً على استخدامها فقط في كأس العالم وأن “الخطط التفصيلية ونماذج الأعمال” لاستخدام الملاعب بعد البطولة موجودة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى