قمة بحرينية أردنية تتوج علاقاتهما المتنامية
قمة بين دولتين مهمتين، ترتبطان بشراكات على أكثر من صعيد، تعد خطوة مهمة على طريق تعزيز العمل العربي المشترك.
القمة جمعت عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة ونظيره الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين في قصر الصخير غربي البحرين، مساء السبت. وشارك بها الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء البحريني وعدد من مسؤولي البلدين.
العلاقات الثنائية
تعزيز العلاقات التاريخية الأخوية بين البلدين كان المحور لأجندة مباحثات القمة.
وبحث عاهلا البلدين خلال جلسة المباحثات التي جمعتهما أوجه العلاقات الأخوية الراسخة وسبل تعزيز التعاون الثنائي الوثيق والعمل المشترك البناء في مختلف الجوانب التي تخدم المصالح المتبادلة.
وأكد عاهل البحرين -حسب وكالة الأنباء البحرينية الرسمية “بنا”- عمق العلاقات البحرينية الأردنية وامتدادها التاريخي وما تتميز به من تواصل وتنسيق دائم على جميع المستويات. مشيداً بالمواقف المشرفة التي تقفها دائماً المملكة الأردنية الهاشمية تجاه مملكة البحرين.
وأعرب العاهلان عن بالغ الاعتزاز بالمستوى المتقدم الذي وصلت إليه علاقات المملكتين التاريخية، والحرص المستمر على مواصلة تعزيزها وتنميتها في جميع المجالات.
حلول مستدامة للأزمات
المحور الثاني الذي تركزت عليه المباحثات يتعلق بالمستجدات الإقليمية والدولية، حيث بحث الجانبان الأوضاع المستجدة في منطقة الشرق الأوسط وآخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، وتبادلا وجهات النظر بشأنها.
وأكدا دعمهما لكافة الجهود الرامية إلى إيجاد حلول دائمة للأزمات في المنطقة بما يسهم في ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار فيها وتحقيق التنمية والسلام والازدهار لشعوبها.
وأثنى الملك حمد بن عيسى آل خليفة على الدور المحوري الفاعل الذي يضطلع به الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني في الدفاع عن مصالح الأمة العربية ونصرة قضاياها العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والدفع بمنظومة العمل العربي المشترك.
أجواء رمضان
أجواء شهر رمضان ألقت بظلالها على القمة التي جمعت عاهلا البلدين، حيث تبادلا التهاني بمناسبة شهر رمضان المبارك، سائلين الله تبارك وتعالى أن يعيده على البلدين وشعبيهما الشقيقين بالخير واليمن والبركة، وعلى الأمتين العربية والإسلامية والعالم أجمع بالرخاء والأمن والسلام.
وقد أقام ملك البحرين مأدبة إفطار تكريماً للملك عبدالله الثاني بن الحسين والوفد المرافق له.
وقد أعرب العاهل الأردني عن شكره وتقديره لأخيه ملك البحرين على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مؤكداً اعتزاز المملكة الأردنية الهاشمية قيادةً وشعباً بروابط الأخوة الراسخة وعلاقات التعاون المتميزة التي تجمعها بمملكة البحرين وشعبها الكريم.
ثاني لقاء خلال 3 شهور
وتتوج قمة اليوم مسيرة العلاقات المتنامية بين البلدين على أكثر من صعيد، حيث يعد هذا هو اللقاء الثاني الذي يجمع عاهل البحرين وملك الأردن خلال 3 شهور، بعد اللقاء الذي جمعهما خلال اللقاء التشاوري الذي استضافه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات في أبوظبي 18 يناير الماضي، وشارك فيه أيضا كل من سلطان عمان هيثم بن طارق والشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
اللقاء الأخوي -الذي عقده القادة في أبوظبي تحت عنوان “الازدهار والاستقرار في المنطقة”- بحث ترسيخ التعاون وتعميقه بين دولهم الشقيقة في جميع المجالات التي تخدم التنمية والازدهار والاستقرار، وذلك عبر مزيد من العمل المشترك والتعاون والتكامل الإقليمي.
وبحث القادة خلال لقائهم العلاقات الأخوية بين دولهم ومختلف مسارات التعاون والتنسيق المشترك في جميع المجالات التي تخدم تطلعات شعوبهم إلى مستقبل تنعم فيه بمزيدٍ من التنمية والتقدم والرخاء.
كما استعرضوا عدداً من القضايا والتطورات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك والتحديات التي تشهدها المنطقة سياسياً وأمنياً واقتصادياً وأهمية تنسيق المواقف وتعزيز العمل العربي المشترك في التعامل مع هذه التحديات، بما يكفل بناء مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً لشعوب المنطقة كافة.
كما أكدوا رؤيتهم المشتركة لتعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة وإيمانهم الراسخ بأهمية التواصل لأجل البناء والتنمية والازدهار، مشددين على أهمية الالتزام بقواعد حسن الجوار واحترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
ونبه القادة إلى أن التعاون وبناء الشراكات الاقتصادية والتنموية بين دولهم وعلى المستوى العربي عامة هو المدخل الأساسي لتحقيق التنمية وصنع مستقبل أفضل للشعوب، في ظل عالم يموج بالتحولات في مختلف المجالات.
اليوبيل الذهبي للعلاقات
كما تتوج قمة اليوم اليوبيل الذهبي للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وتأتي تلك القمة بعد نحو 3 شهور من عقد الدورة الخامسة للجنة العليا المشتركة بين مملكة البحرين والمملكة الأردنية الهاشمية في المنامة بتاريخ 5 يناير الماضي، احتفاءً بالذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وترأس الجانب البحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وترأس الجانب الأردني بشر هاني الخصاونة رئيس الوزراء ووزير الدفاع.
ووقع الجانبان، على هامش اجتماعات اللجنة، على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية في مختلف المجالات.
واستعرض الجانبان مسار التعاون الثنائي بين المملكتين، وما شهده من تقدم وتطور، وأكدا أهمية توسيع آفاق التعاون المشترك في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.
واستعرض الجانبان تطورات الأوضاع والأزمات التي تواجه دول المنطقة، وتهدد أمنها واستقرارها، وأكدا أهمية مواصلة التعاون والتنسيق المشترك لدعم كافة الجهود والمساعي الهادفة إلى التوصل لحلول سياسية ترسخ السلم والاستقرار لصالح جميع دول وشعوب العالم.
وشدد الجانبان على مركزية القضية الفلسطينية، وضرورة التوصل لحل عادل لها، يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، على أساس حل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، ووفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.
وأشاد الجانبان بانضمام مملكة البحرين إلى مبادرة الشراكة الصناعية التكاملية مع دولة الإمارات العربية المتحدة ومصر والأردن، والذي يعد مكسباً مهماً يصب في تطوير القطاع الصناعي وتمكينه من المنافسة على المستوى العالمي.
تعزيز الشراكة
على صعيد ذي صلة، عقد يوم 26 فبراير الماضي فعاليات الاجتماع الثالث لـ”اللجنة العليا للشراكة الصناعية التكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة”، والتي تضم كلاً من الإمارات والأردن ومصر والبحرين، وتم خلاله توقيع 12 اتفاقية وشراكة في 9 مشاريع صناعية تكاملية بقيمة استثمارية تتجاوز 2 مليار دولار في قطاعات حيوية.
وتساهم هذه المشاريع في زيادة الناتج المحلي في بلدان الشراكة بقيمة تتجاوز 1.6 مليار دولار، وخلق حوالي 13 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
تعاون برلماني
على صعيد جهود البلدين لتعزيز التعاون البرلماني، استقبل علي بن صالح الصالح رئيس مجلس الشورى البحريني 12 ماس/آذار الماضي أحمد الصفدي رئيس مجلس النواب الأردني والوفد المرافق له، على هامش المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة 146 للاتحاد البرلماني الدولي، والتي عقدت في مملكة البحرين خلال الفترة من 11 إلى 15 مارس.
وأكد رئيس مجلس الشورى البحريني أنَّ الشراكات الثنائية، والتعاون والتنسيق البارز بين المملكتين الشقيقتين في شتى المجالات التنموية والحيوية، يُترجم حرصًا كبيرًا، واهتمامًا متواصلًا على النهوض بمسارات العمل المشترك، والدفع نحو تحقيق مزيدٍ من النماء والتقدم للمملكتين وشعبيهما الشقيقين.
وأشار إلى أنَّ استمرار التنسيق البرلماني بين مجلسي الشورى والنواب بمملكة البحرين، ومجلسي الأعيان والنواب بالمملكة الأردنية الهاشمية. يعتبر امتدادا مهما لمساعي المملكتين وحرصهما على صوغ رؤى موحدة، وتوجُّهات مشتركة تجاه مختلف القضايا والموضوعات.
من جانبه، أشاد أحمد الصفدي، رئيس مجلس النواب الأردني، بالمستويات الرفيعة التي وصلت إليها العلاقات الأردنية البحرينية، وبالحرص الدائم من قيادتي البلدين الشقيقين على فتح آفاقٍ أرحب من التنسيق والتعاون البنّاء في شتى المجالات.