حصري

قناة الجزيرة وتزييف الحقائق.. غضب مغربي عارم بسبب التراث


أثارت قناة الجزيرة القطرية بشقها الوثائقي جدلا كبيرا، وأثارت غضب المغاربة بعد نشرها لصورة تتحدث عن “الإيكودار”، وهو أقدم نظام بنكي في العالم.

وقالت الجزيرة الوثائقية إن “الإيكودار هو أقدم نظام بنكي في العالم، اشتهر به أمازيغ شمال أفريقيا“. في حين أن هذا النظام أنشأه أمازيغ المغرب بالتحديد وليس أمازيغ شمال افريقيا بشكل عام. وهو ما أثار حفيظة المغاربة واعتبروا أن القناة القطرية تصر على تزييف الحقائق في كل مرة.

وأكد رواد وسائل التواصل الاجتماعي المغاربة أن الإيكودار موجودة فقط في المغرب، وأنشأها أمازيغ المغرب. وتساءلوا عن سبب إشراك أمازيغ شمال افريقيا في ذلك، معتبرين أن الجزيرة اعتادت على تعميم التراث المغربي ووصفه بأنه مغاربي أو عربي أو إسلامي.

وردا على القناة كتب الصحفي المغربي بقناة الجزيرة، عبد الصمد ناصر: المعلومة الأصح أن إيكودار أقدم نظام بنكي في العالم وأنشأه أمازيغ المغرب تحديداً وليس أمازيغ شمال إفريقيا بشكل عام، وأول ما من أقامه سكان واحة أمتضي) الواقعة بين سفوح جبال الأطلس الصغير في عمق الصحراء بالجنوب المغربي لادخار وتخزين وحماية أموال وممتلكات الأسر التي تعيش في الواحة.

وقال مغرد آخر: قناة الجزيرة القطرية مرة أخرى تستعمل عبارة “أمازيغ شمال إفريقيا” من أجل إشراك التراث المغربي مع الجزائر وأخرين.

يا جزيرة الفتن .. إن أقدم بنك في العالم “إكودار” هو إرث تاريخي مغربي وفقط!  والنظام السياسي المغربي يسمى “المخزن” لأنه هو أول من استعمل هذا النظام!

وكتبت مغربية أخرى: الجزيرة الوثائقية تُصر على تزييف الحقائق.. الإيگودار تراث أمازيغي مغربي ولا يخص شمال أفريقيا، تراث يخص أمازيغ سوس تحديدا، موجود بهذا الشكل والتصميم والنظام الإداري في منطقة سوس فقط -وسط المغرب جغرافيا- أسلوب مزج الحقيقة بالخيال واستخدام مفردات مثل “مغاربي” و”شمال أفريقي”.

وأضاف آخر: غلط . هدا يوجد فقط فى المغرب وليس فى شمال افريقيا. تراث وتاريخ امازيغ المغرب مختلف كتيرا عن باقي أمازيغ دول شمال افريقيا.

والإيكودار، هي مخازن جماعية، “إكودار” أو “إكيدار“، جمع “أكادير“، أي الحصن المنيع، لعبت أدوارا مهمة باعتبارها بنوكا لتخزين المؤونة والحبوب، خاصة الشعير، والأغراض الثمينة، في الفترات التي تشهد فيها القبائل الجفاف أو الحروب، إلى جانب دورها الدفاعي؛ وجرى توطينها في أمكنة مرتفعة منيعة، يسهل منها صد الهجمات الخارجية، فضلا عن التشميس، أي إمكانية ولوج الشمس إليها طيلة النهار، درءا لفساد الحبوب على الأخص، وتشكل مظهرا من مظاهر تطويع وترويض الإنسان الأمازيغي للطبيعة.

وكثيرة هي الدراسات والأبحاث المنجزة حول المخازن الجماعية بالمغرب، التي تناولت بإسهاب التعريف بها وأدوارها ومعمارها الفريد وما تتعرض له من اندثار وسطو على ما بداخلها من وثائق ومخطوطات وأواني تراثية قديمة، والأهمية التاريخية والسياحية والإنسانية ودورها الاجتماعي والاقتصادي والأمني ووظائفها المتعددة، باعتبارها مرآة تعكس نمط النسيج الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للسكان في فترة تاريخية معينة.

وقال خالد ألعيوض، باحث في مجال التراث، الإيكودار هي كنوز معمارية أصيلة، وتراث مغربي أمازيغي عريق، لعب أدورا أمنية واقتصادية واجتماعية في تلك الحقب الغابرة، وأصبح اليوم مثار اهتمام الباحثين ومؤسسات الدولة والمجتمع المدني المهتمة بالشأن الثقافي، لذلك، يقول خالد ألعيوض إن “تصنيف المخازن الجماعية تراثا عالميا سيرفع المغرب ضمن البلدان العريقة بثقافتها وتقاليدها وأعرافها ونظمها وطرق تدبيرها، وهذا ليس بعزيز على المغاربة في وقت مازال الإبداع والذكاء المغربيين مستمرين إلى اليوم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى