المغرب العربي

كأس العالم .. مكاسب سياسية واقتصادية تقوي إشعاع المغرب


بعد إعلان مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) عن موافقته بالإجماع على الملف الوحيد المشترك بين كل من المغرب وإسبانيا والبرتغال لاستضافة نسخة كأس العالم 2030 لكرة القدم، لتكون بذلك أول نسخة في تاريخ هذه البطولة العالمية التي ستقام في ثلاث قارات وست دول، إذ أعلنت “الفيفا” أن الثلاث مباريات الأولى ستقام في كل من الأرجنتين والأوروغواي والباراغواي؛ سجل محللون أن المملكة ستجني من وراء ذلك مجموعة من المكاسب السياسية والاقتصادية التي ستقوي من إشعاعها وتموقعها على المستوى العالمي.

وكان الملك محمد السادس قد استبق إعلان “الفيفا” ليزف هذا الخبر السعيد إلى الشعب المغربي، حيث أشار بلاغ للديوان الملكي إلى أن “قرار اعتماد ملف المغرب-إسبانيا- البرتغال كترشيح وحيد لاستضافة كأس العالم لكرة القدم يمثل إشادة واعترافا بالمكانة الخاصة التي يحظى بها المغرب بين الأمم الكبرى”.

مكاسب اقتصادية

بدر زاهر الأزرق، محلل اقتصادي، قال إن “إسناد تنظيم كأس العالم إلى المغرب إلى جانب كل من إسبانيا والبرتغال، وقبله كأس إفريقيا، ستكون له انعكاسات جد إيجابية على أداء الاقتصاد الوطني؛ من خلال تعزيز ثقة المستثمرين في المملكة، والرفع من حجم التدفقات الاستثمارية إليها”، مسجلا أن “المغرب حقق إنجازات كبيرة على هذا المستوى، إذ قدم صورة رائعة عن التضامن ومتانة النسيج الاقتصادي الوطني، سواء من خلال تدبيره لجائحة كورونا أو لفاجعة زلزال الحوز الأخير”.

وأضاف الأزرق أن “الانعكاس الثاني سيكون على مستوى البنيات التحتية؛ ذلك أن تنظيم حدث كبير بهذا الحجم في المغرب يتطلب إعداد بنية تحتية جد متطورة من خلال استجلاب شركات كبرى داخل أو خارج البلاد، مع ما لذلك من انعكاسات على الطلب الداخلي وعلى مناصب الشغل التي من المحتمل أن يرتفع الطلب عليها بشكل كبير”.

كأس العالم في المغرب.. مكاسب سياسية واقتصادية تقوي إشعاع المملكة

وسجل المتحدث عينه أن “تنظيم الأحداث العالمية من شأنه أيضا أن يرفع من الجاذبية السياحية للمملكة المغربية ويعزز من موقعها الاقتصادي، إضافة إلى تقوية العلاقات والشراكات الاقتصادية بين كل من الرباط ومدريد ولشبونة”، مشيرا إلى أنه “يمكن أن نتحدث، من الآن وإلى حدود سنة 2030، عن تكتل اقتصادي واقعي بين البلدان المنظمة لإنجاح هذه التظاهرة والذي سيستمر إلى ما بعد هذا العرس الرياضي الكبير؛ وبالتالي التأسيس لعلاقات اقتصادية متينة بين هذه الدول، والتي ستحقق مكاسب كبيرة من ورائها”.

مكاسب سياسية

البراق شادي عبد السلام، محلل سياسي. قال إن “استضافة حدث رياضي عالمي بهذا الحجم سيكون له بكل تأكيد تأثير إيجابي كبير على موقع المملكة المغربية العالمي. حيث ستُحصل الرباط مجموعة من المكاسب الأخرى التي تفوق في أهميتها المكاسب الاقتصادية. إذ سيساهم تنظيم هذه التظاهرة الرياضية في تعزيز مكانة المغرب على المستوى الدولي وزيادة تأثيره الدبلوماسي. وفي إبراز القوة الناعمة للمملكة وتحسين صورتها التي يتم رسمها عن قارة إفريقيا بشكل عام. والتي ترتبط غالبا بالصراعات والأزمات”.

وأضاف البراق أن “تنظيم هذا الحدث الرياضي العالمي الضخم سيزيد الثقة العالمية في المغرب وفي قدرته على تنظيم المزيد من الفعاليات والتظاهرات. كما سيساعد ذلك المملكة على جذب شراكات استراتيجية جديدة وتعزيز التعاون الدولي في مختلف المجالات. إضافة إلى تعزيز الحدث الجهود الدبلوماسية للمملكة في تسوية النزاعات والأزمات السياسية في المنطقة وبالتالي المساهمة في تحقيق الاستقرار والسلام”.

وخلص المتحدث عينه إلى أن “حصد الملف المشترك، الذي يضم المغرب. لثقة الاتحاد الدولي لكرة القدم سيمنح للمملكة فرصة فريدة للترويج لنفسها على الساحة العالمية. وتعزيز دورها كلاعب رئيسي في المنطقة وعلى المستوى العالمي؛ وبالتالي الزيادة في إشعاعها الإقليمي والقاري والدولي. وتصحيح كل الصور النمطية عن المغرب والمغاربة. كامتداد للإشعاع الذي حصده المغرب على إثر الإنجاز التاريخي لأسود الأطلس في مونديال قطر”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى