سياسة

“كروز”.. الصاروخ الذي يملكه الجميع


متاز صاروخ “كروز” أو “الصاروخ الجوال” كما يطلق عليه، بأن جميع الدولة المصنعة للأسلحة تقريبا تملكه، فتجده في ألمانيا، ولدى الاتحاد السوفياتي، وبالولايات المتحدة، وغيرها.

و”كروز” تطور نسخه عبر الزمان، فهو منخفض التحليق ذو سرعة ثابتة نسبياً، ويتبع مسارا محددا مسبقا، ومتغير حسب رغبة المطلق.

بداية الاستخدام

كان صاروخ “V-1” الألماني المستخدم في الحرب العالمية الثانية النسخة الأولى لصاروخ “كروز”، ثم طورته الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.

وفي الولايات المتحدة تم تصنيع ثلاثة إصدارات رئيسية من صاروخ كروز خلال منتصف الثمانينيات، كانت جميعها صواريخ أحادية الطور تعمل بالدفع النفاث بسرعة تحليق تصل إلى 885 كم في الساعة، ووزنه يتراوح بين 1200 إلى 1800 كجم لكل منها.

أنواع صواريخ كروز:

يبلغ طول صاروخ كروز الجوي (ALCM) إيه إل سي إم 6.3 م؛ وييلغ مداه 2500 كيلومترا، تم تصميمه لإطلاقه من قاذفة B-52. فيما يبلغ طول صاروخ كروز توماهوك الذي يطلق من البحر (SLCM) وصاروخ كروز توماهوك الأرضي (GLCM) 6.4 متر، وقطر 53 سم، ومدى يبلغ 2500 كيلومتر.

 

كما أنتج الاتحاد السوفياتي سلسلة من صواريخ كروز البحرية والجوية والأرضية. يُعتقد أن طولها يبلغ حوالي 7 أمتار ومداها حوالي 3000 كيلومتر.

مواصفات صواريخ كروز:

– يتميز صاروخ كروز بأنه صغير الحجم ويمكن إطلاقه من أي مكان، حيث يعادل وزن سيارة صغيرة ولا يتجاوز طوله 5,5 متر، ما يتيح سهولة نقله.

ويزود الصاروخ بمحرك داعم يستخدم الوقود الصلب في بداية الإقلاع، وينفصل عنه بعد الإقلاع بـ12 ثانية فقط حيث يدفعه الداعم إلى ارتفاع 3,600 متر وبعدها ينفصل عنه.

يحمل صاروخ كروز رأسا حربيا أو حمولة تزن 450 كيلوغراما متفجرا أو نوويا لمئات الكيلومترات بدقة عالية، ويستخدم الأجنحة ونظام الدفع، التي عادة ما تكون محركا نفاثا، للطيران في مرتفعات منخفضة، وهو قادر على قراءة التضاريس ويضرب الموقع الموجه إلية بدقة تامة.

 

يتمتع صاروخ كروز بفعالية كبيرة في إصابة الأهداف المتحركة، أو استهداف المواقع الحصينة, لكي يصيبها من زاوية خاصة, أو من نقطة معينة. كما يتمتع بفعالية كبيرة أيضا في تفادي الوسائل الدفاعية والتحصينية، وذلك باتباع مسار أو تكنيك خاص عند الطيران.

– يمكن إطلاقه من تحت سطح البحر بسهولة من غواصات عادية أو غواصات نووية، وقد صنع لهذا الغرض، حيث يمكن إطلاقه من منافذ إطلاق الطوربيدات في هذه الغواصات. وتقوم الجهة المطلقة بنفسها بتوجيه الصواريخ. أو يقوم طرف ثالث بتوجيه الصاروخ مثلا أو بالقمر الصناعي أو أي مرسل لإشارة الرادار.

وحاليا (بالأحرى منذ بداية الثمانينيات) تم تصميم صواريخ جوالة تطلق من منصات جوية صغيرة، حيث يمكن إطلاقها من طائرات قديمة جدا وصغيرة أو ذات حمولة بسيطة، أو حتى إطلاقها من قاذفات الصواريخ الكبيرة, أو قاذفات القنابل الاستراتيجية مما أعطى للصواريخ الجوالة آفاقا جديدة واستخدامات واسعة.

يصل مدى صواريخ كروز 2500 كم، ويتميز بالدقة العالية في إصابة الهدف بهامش خطأ لا يتجاوز مترا ونصف المتر، حيث يقوم أثناء تحليقه بقراءة تضاريس المنطقة، ويستطيع أن يدخل من نافذة منزل صغيرة على بعد 2500 كم.

يمتلك الصاروخ قدرة عالية على المناورة، وإصابة أهداف استراتيجية بدقة عالية وتحقيق أضرار قوية، حيث يمكن لصاروخ نسف مبنى كاملا، وقدرة عالية على اختراق الحصون، حيث يضرب بعمق 6 أمتار من التراب والأسمنت المسلح في باطن الأرض، فيصل إلى الأنفاق المحصنة داخل الأرض ويدمر ما فيها من عتاد وأشخاص.

زود الصاروخ بنظام ملاحة عالي الدقة حيث يستعمل نظام الأقمار الصناعية “جي بي إس”، وبه معالج حاسوبي دقيق داخل الصاروخ لإحكام وصوله إلى الهدف.

عيوب الصاروخ

رغم كل هذه الميزات تعاني صواريخ كروز عددا من العيوب، فسرعتها البطيئة نسبيا تجعله عرضة للنيران والصواريخ المضادة، إذ إن سرعته لا تتجاوز 880 كيلومترا في الساعة، وهو ما يجعل طائرات “هورنيت إف18” الحربية أسرع منه مرتين، حيث تصل سرعتها 1600 كم في الساعة، مثل سرعة الصواريخ الباليستية الخارقة.

وهناك بعض العيوب الأخرى تحت التطوير مثل نظام ملاحته، حيث يمكن أن يضيع في المناطق الصحراوية بسبب البيئة الرملية وتغير تضاريسها باستمرار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى