سياسة

كيانات الإخوان.. هل تتحول إلى جماعات إرهابية؟


تناول الكاتب الأردني حميد قرمان في مقالة له الأزمات التي تعصف بجماعة الإخوان المسلمين، وحالة الانقسام والتشرذم التي عصفت بهم، وعجزهم عن إنهاء أزماتهم.

وقال قرمان في مقالة نشرتها صحيفة “العين”: إنّ انعكاسات أزمة التنظيم الدولي للجماعة أدخلت كوادرها ومناصريها وقياداتها عموماً في تيه سياسي وتنظيمي، نهايته الوحيدة فكر أكثر تشدداً وعنف أكثر دموية.

وأوضح الكاتب الأردني أنّ هناك الكثير من العوامل التي أوصلت جماعة الإخوان وتنظيمها الدولي إلى حالة الجمود التنظيمي والسياسي والفكري؛ حيث إنّ (67) فرعاً حول العالم مقسمة جغرافيا إلى (7) مناطق لم تستطع ترجمة حلول فكرية تنظيمية تنتشل الجماعة من المستنقعات التي أغرقت فيها نفسها بعد ما سمّي بثورات الربيع العربي ومآلاته، في تجارب السلطة والحكم الإخواني الفاشي، سواء في مصر أو تونس أو ليبيا، أو براغماتيتها في البقاء بالسلطة في المغرب. وحتى تعاطيها مع ملفات السياسة في السودان، أو الحرب في اليمن، أو حالة التشرذم التي أصابتهم في الأردن. وهي تجارب استهلكت من رصيدها في الشارع العربي، الذي تأكد بعد التجربة من أنّ فكر الإخوانالبشري” لن يصلح لإدارة الدول وملفاتها السياسية والاقتصادية.

وأضاف قرمان أنّ المنتمي إلى الإخوان اليوم لا يستطيع تبرير. بمسوغات فكر الجماعة وأدبياتها المحدودة، مقاومة الإخوان في فلسطين. وتطبيع الإخوان في المغرب. أو صراعات الإخوان في مصر، والهوان السياسي في تونس، أو ما أوصلوا إليه الوضع من حالة مقيتة في ليبيا والسودان وسوريا. بل في مقام آخر لن يستطيع المنتمي إلى الإخوان تبرير مسوغات حالة الضعف السياسي والفكري العام التي أصابتهم دون اللجوء إلى نظرية المؤامرة المعتادة. وتابع: “هنا بانت حقيقة سطحية الفكر الإخواني وصدامه بجدار الواقع العربي والإقليمي والعالمي. الذي اختبأ طوال الأعوام والعقود السابقة تحت ستار الدين. فلم يستطع منظرو الجماعة وقياداتها إعادة إنتاج تموضع الإخوان داخل هذه البلدان. أو تجديد مواقعهم التنظيمية. فالعنوان الرئيسي هو العجز عن إدارة المشهد السياسي. لتكون المحصلة الحتمية الدخول في صراعات وانقسامات وانشقاقات أدت إلى انهيار التنظيم الدولي. الذي لم يتبقَّ منه إلا شراكات اقتصادية يجمعها نفوذ سياسي محصور في نطاقات جغرافية ضيقة، وبالتالي لن يفلح في تحقيق أيّ طموحات سياسية.

وقال قرمان: “هذه الخلاصة المبسطة تركت فجوة وفراغاً تنظيمياً وفكرياً في قواعد التنظيم الإخواني. وهذا الفراغ أو الفجوة ينذر بما هو أشد تطرفاً من قبل هذه القواعد. التي لن تقبل أن تبقى بلا عقيدة دينية مغلفة بإطار سياسي يلامس ما جاء في كتابات حسن البناء وسيد قطب. عقيدة تموت لأجلها هذه القواعد تقرباً لنعيم “الآخرة“، الذي يسوقه لها قادة الإخوان كأحد مرتكزات السمع والطاعة.

وخلص قرمان في مقاله إلى أنّ تفتت الكيانات الإخوانية نتيجة إفلاسها فكرياً وسياسياً وتنظيمياً في عدة بلدان عربية، واضمحلالها واندثارها. ينذر بشكل أو بآخر بتشكل كيانات منبثقة عنها بالنهج والتكوين. تلجأ إلى بوتقة العنف تماماً كتنظيمي (القاعدة وداعش) الإرهابيين. من أجل تحقيق ما عجز عنه الإخوان المسلمون من ترجمة أفكار حسن البناء وسيد قطب كإيديولوجية سياسية قادرة على التطور بشكل مستمر مستغلة الدين لتبرير عنفها وتطرفها.

وهنا تكمن خطورة نشوب جماعات متطرفة في أماكن عدة في الشرق الأوسط. أهمها السودان وليبيا وسوريا والعراق واليمن وتونس… ترى في الإخوان “فكراً متساهلاً” أدى إلى اضمحلالها. لذلك وجبت ولادة ما هو أكثر تطرفاً ودموية للوصول إلى مجتمع لا ينتمي إلى الجاهلية حسب معتقداتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى