الشرق الأوسط

كيف أثرت الحرب في لبنان على صحة المواطنين؟


وضع صعب ومعاناة كبرى يعيشها الشعب اللبناني نتيجة لتداعيات الحرب إثر قصفًا بالمواد الفسفورية التي بدورها قاتلة للشعب اللبناني مع انتشار أمراض السرطان المختلفة بين المواطنين .

وتعاني نسبة كبرى من الشعب اللبناني من انتشار السرطان نتيجة للحرب الحالية بين حزب الله وإسرائيل المستمرة منذ السابع من أكتوبر الماضي، مع أوضاع اقتصادية مستمرة منذ سنوات، وشغور رئاسي أثر بشكل كبير على المواطنين في البلاد التي أصبحت منهكة وعلى خط الفقر.

أزمات الفسفور الأبيض

ويشعر المواطن اللبناني بالقلق المستمر نتاج القصف المستمر للفسفور الأبيض  جراء تعرض جنوب البلاد للقصف الإسرائيلي بقذائف الفسفور الأبيض، إذ تمثل هذه المادة القاتلة والمحرمة دوليًا التي تسبب السرطان، مصدر ذعر بين السكان والأوساط الطبية.

ومنذ بدء التصعيد على الحدود بين حزب الله اللبناني وإسرائيل في أكتوبر 2023 تزامنا مع حرب غزة، يكثف الجيش الإسرائيلي إرسال “السموم” عبر القذائف المحشوة بمادة الفسفور الحارقة، محولا حياة سكان البلدات الحدودية اللبنانية إلى جحيم، بدءا من تدمير محاصيلهم الزراعية، وصولا إلى بيوتهم ومزارعهم، وانتهاء بصحتهم.

وطالت قذائف الفسفور الأبيض الخط الممتد من بلدة الناقورة على ساحل المتوسط حتى بلدة شبعا في جبل الشيخ عند القطاع الشرقي، تاركة بصمتها على الأشجار والمزروعات، التي تشكل محاصيل مهمة وغذاء أساسيا للحيوانات، المصدر الرئيسي للحوم والحليب.

انتشار السرطان 

كثر في الآونة الأخيرة الحديث عن ارتفاع عدد المصابين بالمرض الخبيث، ويبدو أن هذا الداء بات مهلكا أكثر من أي وقت مضى بسبب الضائقة المادية وارتفاع ثمن الأدوية، خاصة تلك المخصصة للاعتلالات المستعصية، وعدم قدرة المواطن على شراء أي منها. 

فوزارة الصحة تؤمن الدواء للمرضى لمرة واحدة، لكنه يكون غير متوافر لمرات. ووفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية في العام 2020، أشار إلى إنه يوجد 5 أنواع من مرض السرطان تعد الأكثر شيوعًا في لبنان وهي: سرطان الثدي، الرئة، البروستات، القالون والمثانة يأتي في المرتبة الأخيرة.

ويجمع الأطباء والمتخصصون في مجال أمراض الدم والتورّم الخبيث، على أن الأسباب المؤدية للإصابة بهذا الوباء متشعبة. فقد كشفت الدراسات في هذا السياق، أن العوامل الوراثية تساهم بنسبة تتراوح بين 10 و30% من الإصابات، بينما العوامل البيئية والاجتماعية تساهم بنسبة تتراوح بين 70 و90%. ناهيكم بالتلوث البيئي والغذائي، وهذان العاملان يرتبطان بقوة بالحالات السرطانية. فكلما تضخمت نسبة التنجّس تضاعفت معها اعداد الإصابات بالسرطان، في ظل غياب الجهات المسؤولة المعنية بمراقبة سلامة الغذاء.

استخدام قذائف الفسفور الأبيض 

ويقول الباحث السياسي اللبناني غسان جواد: إن إسرائيل استخدمت قذائف الفسفور الأبيض الحارقة، في هجمات على مبان سكنية في 5 بلدات وقرى على الأقل جنوبي لبنان؛ مما قد يؤدي إلى الإضرار بالمدنيين وانتهاك القانون الدولي، ولذلك تنتشر الأمراض بين المواطنين، ونرى أن إسرائيل لا تحارب بالنووى ولكن بمواد أخرى قاتلة للمواطنين.

وأضاف جواد أن التصريح عن الإصابة بات أكبر، كما أن وزارة الصحة تطلب من المستشفيات لوائح بعدد المرضى، بهدف إجراء إحصاء دقيق لأعداد المصابين، ويتم تنفيذ ذلك بشكل دوري. والمهم في كل ما تقدم أن المصاب بات لا يخجل من الحديث عن مرضه، لذلك فإن هذه العوامل مجتمعة، أدت الى رفع اعداد ضحايا مرض السرطان.

بينما يؤكد طوني حبيب، أن لبنان يعاني ليس من الحرب فقط بل لتعدد الأزمات بداية من الشغور الرئاسي والأزمة الاقتصادية المميتة في البلاد التي بدورها كانت كارثية على المواطن مع حربا بتهديدات كبرى.

وأضاف حبيب أن الفسفور من المواد المحرمة دوليًا، ولكن من يحاسب إسرائيل على جرائمهم تجاه الشعب الفلسطيني واللبناني، وبالتالي هناك ملايين من البشر في خطر الموت نتيجة للحرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى