سياسة

كيف ترتبط الجماعة الإسلامية في لبنان بحزب الله؟


على وقع استمرار التصعيد بين الجيش الإسرائيلي و”حزب الله” جراء فتح الحدود الجنوبية كجبهة إسناد للحرب الدائرة في غزة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023. نعت الجماعة الإسلامية في لبنان نهار 18 تموز (يوليو) الجاري، محمد جبارة أحد قيادييها البارزين في “قوات الفجر”. الذي قضى جراء ضربة إسرائيلية استهدفت سيارته في بلدة غزة البقاعية (شرق) القريبة من الحدود السورية.

كما نعت جبارة “كتائب عزالدين القسام“، الجناح العسكري لحركة “حماس” واصفة إياه بـ”فارس من فرسانها الميامين”. وكان الجيش الإسرائيلي أكد بدوره عملية الاغتيال عبر بيان قال فيه “هاجم جيش الدفاع الإسرائيلي باستخدام طائرات سلاح الجو منطقة البقاع، مما أدى إلى مقتل محمد جبارة.

في حزيران (يونيو) الماضي، وضمن مسلسل الاغتيالات الإسرائيلية. الذي لا يتوقف في الداخل اللبناني، قتل أيضاً القيادي البارز في “قوات الفجر” أيمن غطمة في غارة إسرائيلية استهدفته في المنطقة نفسها بالبقاع الغربي. وقالت إسرائيل آنذاك إنه كان مسؤولاً عن إمداد فصيله وحليفته “حماس” في المنطقة بالأسلحة، بحسب ما رصدت “اندبندنت عربية”.

وسقط لـ”الجماعة” منذ بدء العمليات القتالية في الثامن من أكتوبر. 18 عنصراً بينهم سبعة مسعفين قتلوا في مركز الطوارئ والإغاثة الإسلامية التابع لها. جراء غارة إسرائيلية في آذار (مارس) الماضي.

وهي حزب سياسي إسلامي سني تأسس عام 1964 كفرع لبناني لجماعة “الإخوان المسلمين”. وتسعى الجماعة إلى تحقيق هوية إسلامية شاملة في لبنان. وتتبع الفكر الإخواني في تفسيرها للشريعة الإسلامية وتطبيقها في الحياة العامة والخاصة. 

وعلى رغم أنها تقوم بأنشطة إغاثية مهمة لكنها تنظيم سياسي. واجتماعي وديني يشمل أنشطة متعددة، منها العمل السياسي والدعوي والخيري والاجتماعي. وتسعى إلى تطبيق الشريعة الإسلامية وتعزيز القيم الإسلامية في المجتمع. وتركز على الدعوة والسياسة والمقاومة. مما يجعلها تنظيماً متكاملاً يعمل على جبهات عدة.

وعلى رغم التعاون بينها وبين حزب الله في بعض الفترات. بخاصة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، فإن هذا التعاون كان محدوداً ولم يرق إلى مستوى التحالف الاستراتيجي. مما كان يترك مجالاً للخلافات كي تتفاقم مع مرور الوقت.

كما توجد اختلافات عقائدية وجوهرية بين “الجماعة” السنية و”الحزب” الشيعي. مما يؤدي أحياناً إلى تباعد في الرؤى والأهداف. أضف إلى ذلك التنافس السياسي بينهما. حيث يسعى كل طرف لتعزيز نفوذه في الساحة اللبنانية. وتتباين مواقفهما في كثير من الأحيان حول القضايا الداخلية مثل تشكيل الحكومة والانتخابات النيابية، بحسب “الانتدبندنت عربية”.

وكان قد تفاقم الخلاف بينهما وبشكل كبير على خلفية الحرب السورية عام 2011. بعد أن أعلن “حزب الله” تقديمه دعماً عسكرياً للنظام السوري بقيادة بشار الأسد. وإرسال مقاتليه للمشاركة في المعارك ضد المعارضة السورية، إضافة إلى التدخل الإيراني لمصلحة النظام السوري. في حين كانت “الجماعة” ومجموعة من الحركات السنية الأخرى في لبنان تدعم المعارضة السورية.

العلاقة التفاعلية بين “الجماعة الإسلامية” و”حزب الله“، والتي تتسم. وفق الموقع، بالتوتر والتنافس حيث إن كل طرف يسعى لتحقيق أجندته الخاصة. قد تدفعهما إلى تعاون تكتيكي في بعض الأحيان إذا كانت المصالح تتلاقى في مواقف معينة. لكن هذا لا يعني وجود توافق استراتيجي طويل الأمد. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى