كيف نتعامل أثناء وبعد وقوع الزلازل؟
في فجر يوم الإثنين 6 فبراير 2023، استيقظ الناس في تركيا وسوريا على وقع زلزال ضرب بدرجة 7.8، وخلف أزيد من 37 ألف قتيل والاف من الضحايا، ودمارا هائلا في المباني والطرقات في العديد من المنطق بالبلدين.
وقد شاهدنا كيفية استخراج الناجين من تحت الأنقاض، وفي هذا التقرير نقدم لكم طرق التعامل أثناء وقوع كوارث مماثلة، ونخص بالذكر طريقة التعامل مع الأطفال ولمساعدتهم على تجاوز التجربة. وكيف تتم حمايتهم من تداعيات هذه الكوارث على نفسياتهم؟
يعد وقوع الزلازل من الكوارث الطبيعية التي تخلف خسائر كبيرة وتؤدي إلى كوارث إنسانية تودي بأرواح العديدين وتخلف أعدادا من المصابين وتدمر شكل الحياة الطبيعية.
تسبب أيضا في انتضار الخوف والقلق لدى للكبار، فما بالنا الأطفال، فالكارثة تعني أيضا تدمر شكل حياتهم الطبيعية، وقد تتسبب هذه التجربة في الإصابة باضطرابات ما بعد الصدمة PTSD.
وتأتي هذه الاضطرابات لدى الأطفال فبالتأثر بالحدث حسب درجة تضرره منه، سواء بدمار منزله وفقدان أسرته، أو التعرض لهزة أرضية أفسدت ترتيب المنزل فقط دون أضرار جسيمة، ولكن قد يكون هذا الخوف بعد الزلزال، وتظهر على الشكل التالي.
- الإنكار والشعور بأنه في حلم سئ ويستيقظ منه قريبا.
- كونه لم ير من فقدهم بعد الزلزال قد يجعله ذلك يشعر أنهم ما زالوا أحياء، ويريد التأكد بنفسه.
- قلة شهيتهم وانعدام رغبتهم في تناول الطعام أو الشراب.
- قد تنتابهم أعراض الاكتئاب والقلق الشديد.
- عدم القدرة على النوم بشكل سليم، وتنتابهم كوابيس مزعجة.
- يصبح المستقبل فكرة بعيدة وسوداوية، فالأطفال معروفون برغبتهم في أن يكونوا كبار ولديهم أحلام، ولكن بعد الزلزال لا يملكون أي طموح نحو المستقبل.
- فقدان الثقة في العالم وأمنه، وفي قدرة البالغين على حمايتهم.
من المهم الإحاطة بمعلومات مبسطة عن الزلزال وكيفية حدوثه والاستعدادات الشاملة له
وإذا كنتم تعيشون مع أطفالكم في منطقة معرّضة للزلازل وفي أثناء الزلزال من المهم أن تحاولون الحفاظ على هدوء أعصابكم دون هلع، والتصرف بحكمة حتى لا ينعكس الأمر على الأطفال، يعد احتواء الأطفال بعد وقوع الزلازل مهما لمساعدتهم على تخطي أثر التجربة.
ولأجل ذلك إليكم بعض النصائح عن كيفية التصرف أثناء وقوع الزلزال وبعد وقوعه:
أثناء الزلزال:
– فور الشعور بهزة أرضية، تحتمون مع أطفالكم تحت منضدة أو مكتب متين، أو قرب جدار داخل المنزل، تجلسون في وضع القرفصاء على ركبتيكم،
– ثم تغطون وجوهكم ببطانية، او تضعون ذراع من أيديكم على رؤوس أطفالكم، والذراع الأخرى على رأسكم، حتى يمرّ الزلزال.
بعد الزلزال:
- الاستماع جيدا إلى مشاعرهم، إذا كانوا يبكون لا تخبروهم أن يصمتوا، فقط احتضنوهم وأكدوا لهم أنهم أصبحوا بأمان.
- التعرف على ما يريدون فعله، فيمكن إشراكهم في عملية تنظيف المنزل إذا كان ذلك مريحا لهم.
- البدء بالعودة إلى الروتين اليومي- حسب حالة التضرر من الزلزال- وتصليح ما تم إفساده.
- الاهتمام بمخاوفهم والعمل على شرح سبب الزلزال بشكل علمي، وتوضيح خطوات التعامل فور وقوع الزلازل.
- إشراكهم في أنشطة مختلفة مع أطفال آخرين كنوع من الإلهاء أو التخلص من الطاقة السلبية.
- التعاون مع معالجين متخصصين في حال لم يكن الطفل قادر على تقبل الوضع.
يفيد الخبراء أن الأطفال يمتلكون قدرة كبيرة على فهم واستيعاب معلومات، من الممكن أن تعتقد أنه يصعب عليهم إداركها، ومع تعرضهم للزلزال سواء بشكل فعلي
أو للأخبار المتداولة عنهم، سيكون لديهم اسئلة كثيرة حول أسباب حدوثه، ومن الخطأ أن تردد ما يقال عن كونه “غصب من ربنا”، فالزلزال كارثة طبيعية تحدث نتيجة أسباب علمية.
على البالغين شرح الكوارث الطبيعية وكل ما يحدث حولنا للأطفال بشكل علمي ومبسط، لمساعدتهم على تخطي التجربة
اشرحوا لأطفالكم سبب حدوث الزلزال وبشكل مبسط، في معلومات واضحة تجيب عن أسئلتهم- كما أوضحتها هيئة المسح الجيولوجية الأمريكية، يمكن تلخيصها في نقاط:
- شرح شكل الكرة الأرضية، وتوضيح أنها عبارة عن 4 طبقات رئيسية: القشرة الخارجية، الوشاح أو العباءة،
ثم اللب الخارجي، وأخيرا اللب الداخلي او النواة. - نعيش على القشرة الخارجية للأرض، التي تعتبر مثل الجلد أو الطبقة الخارجية،
ولكنها ليست ملساء أو لها سطح مستوي. - القشرة الخارجية مثل قطع البازل، أو ما يُعرف بالاسم العلمي “الصفائح التكتونية”، التي تتحرك ببطء ومن الممكن أن تنزلق
فوق بعضها البعض دون أن نشعر بها. - يحدث الزلزال عندما تتحرك قطعة أو كتلة من الصفائح التكتونية، بينما حافة هذه الصفيحة ملتصقة بحافة صفيحة أخرى مجاورة لها،
مع استمرار حركة الكتلة. - ومع حركة الصفيحة المستمرة، في حين الحافة ما زالت عالقة وابتعاد الكتلة يحدث تصدع لأن الحافة خشنة وتحاول الانفصال مع الكتلة.
- مع حدوث التصدع يحدث الزلزال، بسبب قوة الطاقة التي كانت تخزنها الكتل، ومع الانفصال وفك الالتصاق تتحرر الطاقة،
وحسب كمية الطاقة تكون قوة الهزة الأرضية - نقيس الزلزال بمقياس اسمه ريختر، وعندما يكون الرقم بين 2 إلى 3.9 يكون الزلزال خفيف ويمكن ألا يشعر به الإنسان،
أما من 4 إلى 5.9 فهو معتدل، أما أكبر من 6 إلى 7 فهو قوي، وأعلى من 7 يعني زلزال كبير وعظيم إذا وصل إلى 9.
بعد الزلزال يحتاج كل شخص تعرّض لهذه الكارثة الكبرى إلى دعم مادي ونفسي، وكذلك الأطفال الذين قد لا يملكون القدرة على فهم انقلاب الطبيعة عليهم، ولكن شرح السبب وتقديم إجابات واقعية، والاستماع لشكواهم مع محاولات استعادة الروتين اليومي يمكنه أن يساهم في تعافيهم، وفي حال تفاقم الوضع النفسي يجب اللجوء إلى متخصصين.