كيف نجحت إسرائيل في تصفية كبار قادة حزب الله؟ تفاصيل استهداف “الحاج حمزة”
كشف موقع “أساس ميديا” اللبناني في تقرير له أن التحقيق الداخلي الذي أطلقه حزب الله بعد الاختراق الإسرائيلي غير المسبوق الذي كبّد الجماعة خسائر بشرية فادحة بدءا من تفجيرات البيجر وصولا إلى اغتيال أمينها العام حسن نصرالله وخليفة المتحمل هاشم صفي الدين وأبرز قياداته، بيّن أن مسؤولا كبيرا في الحزب قدّم لإسرائيل كافة المعلومات عن الأمكنة التي تتواجد فيها قيادات الجماعة والمقرات الاحتياطية، كما كشف المصدر نفسه عن اختفاء غامض لعدد من المسؤولين في الجماعة اللبنانية بالتزامن مع التصعيد الإسرائيلي.
-
واشنطن تتحرك: وفد أمريكي في بيروت لمناقشة هدنة بين إسرائيل وحزب الله
-
حظر حزب الله في سويسرا يصطدم بقانون الاستخبارات
وأفاد خبير أمني مطلع على هيكلة الحزب المدعوم من إيران أن المسؤول عن وحدة الأمكنة ويدعى الحاج حمزة السبلاني سلّم إسرائيل قاعدة بيانات تتضمن مواقع المنشآت القيادية والعسكرية السرية التي تحتضن الاجتماعات.
وبحسب المصدر نفسه فقد بدأ الحزب في إماطة اللثام عن بعض الأطراف التي تقف وراء أكبر اختراق إسرائيلي تعرضت له الجماعة اللبنانية في تاريخها وهو ما أقر به أمينها العام الراحل حسن نصر الله بعد أيام قليلة من تفجيرات البيجر وأجهزة الاتصالات التي أسفرت عن عشرات القتلى وخلفت نحو 3 آلاف مصاب.
-
مفاوضات الهدنة بين حزب الله وإسرائيل تحت مظلة التدخل الأمريكي
-
ضغوط الحرب تضع حزب الله في مأزق سياسي وعسكري
وكشف التحقيق الداخلي الذي أطلقه الحزب عن تعرض هيكاله لاختراقات وصفها بـ”الهائلة”، مشيرا إلى أنها “أدت إلى انكشاف قياداته ومقاتليه ومنشآت تصنيع وتخزين أنواع معيّنة من الصّواريخ والذّخائر في الجنوب والبقاع والضّاحية الجنوبيّة لبيروت”، وفق المصدر نفسه.
وأشار الخبير الأمني إلى أن مسؤول وحدة الاتصالات في حزب الله فرّ إلى إسرائيل بالتزامن مع تصاعد الغارات على لبنان، بينما اختفت مجموعة من القيادات والعناصر في الفترة نفسها ومن بينهم “الحاج حمزة” الذي تبين لاحقا أنه سافر باريس.
وتعد وحدة الأمكنة من أكثر الوحدات سرية وتعرف أيضا بوحدة الأماكن ويرأسها محمد علي بحسون ويُكنّى بـ”الحاج عادل” وكان من بين قتلى الغارة الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل هاشم صفي الخليفة المحتمل لحسن نصر الله.
وتتولى هذه الوحدة مهمة بناء وصيانة المراكز والمكاتب الآمنة لقيادة الحزب والمنشآت الإستراتيجية بما فيها القواعد والمنشآت العسكرية.
-
الصراع بين حزب الله وإسرائيل: حصيلة بشرية واقتصادية ثقيلة
-
تصعيد غير مسبوق في معاقل حزب الله.. ماذا يحدث في الضاحية؟
وتعمل وحدة الأماكن في كنف السرية بشكل يحول دون اطلاع قادة الوحدات الأخرى على الأمكنة التي لا تشمل اختصاصاتهم، من ذلك أن إبراهيم عقيل الذي أسس وقاد وحدة الرضوان وقتلته إسرائيل في غارة في 20 سبتمبر/أيلول الماضي لم تكن له أي دراية بأماكن وحدة النصر.
وتضم قائمة المطلعين على هذه المعلومات السرية كلا من الأمين العام الراحل حسن نصر الله ومدير مكتبه وأمين سره توفيق ديب ورئيس المجلس التنفيذي هاشم صفي الدين والمسؤول عن وحدة الأماكن “الحاج عادل” وعدد محدود من مسؤوليها.
-
هل يملك حزب الله خطة لإعادة تنظيم صفوفه؟ التحديات والاستراتيجيات المستقبلية
-
سواحل إسرائيل تحت النار: صواريخ من غزة وهجمات الحوثي وحزب الله
وبحسب المصدر نفسه فقد كانت المعلومة محفوظة في خوادم توجد في مقرّ الأمانة العامّة للحزب الذي قصفته إسرائيل في 27 سبتمبر/أيلول في أحد أعنف غاراتها على الضاحية الجنوبية وأسفرت عن مقتل حسن نصر الله وعدد من قيادات الحزب، ما يشير إلى أن إسرائيل كانت على علم مسبق بالاجتماع والمشاركين فيه ومكانه.
وكشف موقع “أساس” أن المسؤول في حزب الله محمد سليم وكنيته “أبوعبدو” والذي فر إلى إسرائيل في العام 2010 كان مكلفا بتركيب وصيانة فتحات التهوئة في المراكز والمقرّات القياديّة والعسكريّة، مرجحا أن يكون قد سلم الاستخبارات الإسرائيلية الخرائط التي كانت بحوزته.
-
واشنطن تتحرك: وفد أمريكي في بيروت لمناقشة هدنة بين إسرائيل وحزب الله
-
لوقف الحرب.. إسرائيل تشترط انسحاب حزب الله من الحدود
وسلط التقرير الضوء على الاختراق الإسرائيلي لشبكة الاتصالات الداخلية للحزب، بينما لم تتمكن الجماعة بعد من الكشف عن الطرف الذي يقف وراء هذا الأمر، بينما لم يستبعد أن يكون قد هرب إلى إسرائيل.
وكان مسؤول الأمن الوقائي في حزب الله نبيل قاووق قد وجه بتجنب استخدام شبكة الاتصالات إلا للضرورة القصوى بعد التأكد من اختراقها قبل أن تغتاله إسرائيل في غارة استهدفت شقته في الضاحية الجنوبية بعد يومين من مقتل نصر الله وأبرز قيادات الجماعة.