سياسة

كيف نجحت خطة الطوارئ الديمقراطية في دفع هاريس للترشح؟


بسرعة مذهلة، نجحت المؤسسة الديمقراطية، في إخراج الرئيس الأمريكي المتعثر جو بايدن من المشهد الانتخابي والتحرك لمنح نائبته كامالا هاريس ترشيح الحزب للانتخابات الرئاسية وهو الأمر الذي يمكن اعتباره منتهيا بنسبة كبيرة.

وتبدو هاريس وكأنها فازت في سباق لم يبدأ أصلا داخل الحزب الديمقراطي لاختيار خليفة بايدن وعكس هذا العرض للقوة الساحقة النهج الوحشي الذي اتبعه الحزب للبقاء في عام 2024 وسط المخاوف من عودة الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب للبيت الأبيض وذلك وفقا لما ذكره موقع “أكسيوس” الأمريكي.

وقال الموقع إنه في الوقت الذي جرى فيه تهميش بايدن رسميًا، تدفقت الأموال عبر الحزب الديمقراطي وأبدى المانحون موافقتهم من خلال توجيه أكثر من 100 مليون دولار لفريق هاريس منذ إعلان الرئيس انسحابه من الانتخابات.

ووفقا لـ”أكسيوس”، فإن طرح هاريس كان مذهلا بقدر ما كان مُصممًا بشكل جيد، حيث تضمن مئات المكالمات الهاتفية التي أجراها فريق نائبة الرئيس مع أعضاء مجلس الشيوخ وأعضاء مجلس النواب وحكام الولايات.

وبعد 30 ساعة فقط من إعلان بايدن تخليه عن الترشح لإعادة انتخابه، أيد 186 عضوًا ديمقراطيًا في مجلس النواب و43 عضوًا في مجلس الشيوخ و23 حاكم ولاية ترشيح هاريس.

في حين امتنع 23 مشرعًا ديمقراطيا آخرين بما في ذلك زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز، عن تأييد هاريس لكنهم أصدروا بيانات مشجعة.

وسرعان ما أصبح الضغط للحصول على التزامات من أغلبية ما يقرب من 4000 مندوب ديمقراطي في جميع أنحاء البلاد إجراءً شكليًا خاصة بعد الدفعة القوية التي تلقتها هاريس من رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي عندما قادت ما يقرب من 500 مندوب في ولاية كاليفورنيا لتأييد نائبة الرئيس.

وبحلول وقت متأخر من يوم الإثنين، حصلت هاريس وفريقها على التزامات من أغلبية مندوبي الحزب، وهو ما يكفي للفوز بالترشيح للانتخابات الرئاسية.

وبعدما أظهرت استطلاعات الرأي قلقا واسع النطاق داخل الحزب بشأن فرص بايدن في الفوز في الانتخابات المقررة في نوفمبر المقبل، قام بضع عشرات من كبار الديمقراطيين بإعادة توجيه الترشيح بشكل عاجل بعد 3 أسابيع مؤلمة لدفع بايدن للانسحاب بعد أدائه الكارثي في مناظرته مع ترامب في 27 يونيو/حزيران الماضي.

ورغم حديث عدد قليل من الديمقراطيين عن عملية ترشيح متعمدة لاختيار خليفة بايدن قبل انعقاد مؤتمر الحزب، إلا أن هاريس تحركت بسرعة لإغلاق الباب وضمان ترشيح الحزب لها باعتبارها الوريث المتوقع لبايدن.

وتتناقض كفاءة فريق هاريس في مساعيه للحصول على الدعم مع فشل حملتها الرئاسية خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي عام 2020 قبل أن يختارها بايدن نائبا له.

والآن، يحتاج الديمقراطيون فقط إلى الانتهاء من الأوراق والاستعداد لتتويج هاريس خلال مؤتمر الحزب المقرر عقده في شيكاغو، بدءًا من 19 أغسطس/آب المقبل.

وفي وقت متأخر من مساء الاثنين، أكدت رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية جيمي هاريسون أن اللجنة ستجري “نداء أسماء افتراضيًا” لضمان الإعلان عن مرشح رئاسي بحلول 7 أغسطس/آب المقبل وهو ما يعني أن هاريس ستكون قادرة على اختيار نائب لها بناءً على الجدول الزمني الخاص بها.

وتكشف السرعة التي احتشد بها الديمقراطيون خلف هاريس أن النتيجة لم تكن موضع شك أبدا وكانت البداية من ولايات نيو هامبشاير ونورث كارولاينا وساوث كارولاينا وتينيسي وكذلك سارعت النقابات المتحالفة مع الديمقراطيين وأكبر أسماء هوليوود إلى منح نائبة الرئيس الدعم نفسه.

وتأمل حملة هاريس في استخدام مؤتمر شيكاغو لإنجاز مهمتين رئيسيتين الأولى هي الاحتفاء بها مع التركيز على شهادتها وسيرتها الذاتية وكونها أول امرأة ملونة وجنوب آسيوية تكون مرشحة الحزب الديمقراطي لمنصب الرئيس في حين تركز المهمة الثانية على مهاجمة ترامب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى