حصري

لإنهاء حرب أوكرانيا.. رئيس الإمارات يعرض المساعدة


تعتمد دولة الإمارات على سياسة دبلوماسية هادئة في التعامل مع الأزمات الإقليمية والدولية وكانت قد أعلنت منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير وقوفها على مسافة واحدة من طرفي الأزمة.

لكنها شددت على ضرورة الحوار والحل السلمي  للنزاع. كما لم تنخرط في العقوبات الغربية على روسيا والتزمت في الوقت ذاته بسياسة التحالف النفطي الذي يضم الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بقيادة السعودية و10 منتجين من خارجها بقيادة موسكو وهو التحالف الذي أطلق عليه اسم أوبك بلس. 

وأكد الشيخ محمد بن زايد الذي يؤدي زيارة إلى روسيا “نهج الإمارات الثابت في دعم السلام والاستقرار على الساحتين الإقليمية والدولية والحلول السياسية للنزاعات والصراعات بما في ذلك الأزمة الأوكرانية من خلال خفض التصعيد والحوار والدبلوماسية”، وفق وكالة أنباء الإمارات الرسمية “وام”.

وكتب على تويتر بعد اجتماعه مع بوتين “بحثنا مسارات التعاون بين الإمارات وروسيا والقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك وأهمية الحلول السياسية للأزمة الأوكرانية.. نهج الإمارات بناء جسور التعاون والحوار مع الجميع لخدمة السلام والازدهار في العالم”.

 

ونوه كذلك بـ”أهمية تكثيف الجهود لتخفيف التداعيات الإنسانية للأزمة الأوكرانية ودعم مبادرات تبادل الأسرى للطرفين”.

وأرسى الشيخ محمد بن زايد مقاربة شاملة تعتمد على مبدأ تصفير المشاكل والتركيز على النمو المستدام، ما عزز من مكانة الإمارات دوليا وإقليميا كلاعب محوري ومهم في معالجة الأزمات المتناثرة.
بدوره أشاد الرئيس بوتين بالعلاقات بين البلدين وقال مخاطبا الشيخ محمد بن زايد إن “العلاقات بين روسيا والإمارات مميزة وتعمل لمصلحة الطرفين”.

وأثني بوتين على مساعي الرئيس الإماراتي لإسهامه في حل عدد من القضايا ذات الطابع الإنساني في خضم الصراع الأوكراني، لا سيما فيما يتعلق بتبادل الأسرى.

بدوره استهل الشيخ محمد بن زايد حديثه بالقول “أشكرك صديقي الرئيس بوتين على الدعوة وعلى الترحيب بالشركات المتواجدة في المدينة الجميلة”. مشددا على “أن التعاون في القطاع الخاص والحكومي يلعب دورا كبيرا بين البلدين”. مشيرا إلى التطور المتسارع للسياحة بين الإمارات وروسيا. لافتا إلى أن الإمارات تتطلع إلى استقطاب مليون سائح روسي هذا العام.

وكشف الرئيس الروسي خلال زيارته للجناح الإماراتي في منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي أنه تجري حاليا مناقشة إنشاء منطقة صناعية في مصر. بينما اقترح رئيس الإمارات التعاون الثلاثي بين موسكو والقاهرة وأبوظبي لتنفيذ المشروع، وفق موقع “روسيا اليوم”.

والشيخ محمد بن زايد هو أبرز زعيم أجنبي يشارك في منتدى سانت بطرسبورغ الاقتصادي الدولي. وهو حدث سنوي يجمع مسؤولين وشركات من أنحاء العالم.

وتشارك الإمارات في المنتدى بهدف الترويج للصناعات الإماراتية. وجودة المنتجات وتكاليف التشغيل التنافسية في أبوظبي والتسهيلات والحوافز المقدمة للشراكات الاستثمارية في القطاع الصناعي. لجذب المزيد من الاستثمارات الصناعية والتكنولوجية، وفق وكالة الأنباء الإماراتية “وام”.
 وأعلنت الإمارات منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا وقوفها على مسافة واحدة من طرفي الحرب. داعية إلى الحوار لإنهاء النزاع المسلح والتمسك بالحلول السياسية.
ولم تنخرط الدولة الدولة الغنية بالنفط في العقوبات التي فرضت على عدد من المسؤولين الروس. بينما مثّلت دبي كأهم قطب مالي في منطقة الخليج ملاذا لرؤوس الأموال الروسية في ظل تشديد العقوبات الغربية على موسكو.

وتتعاون روسيا والإمارات بشكل وثيق عبر تحالف أوبك+ النفطي، كما أن دبي واحدة من العواصم العالمية القليلة. التي أبقت على رحلات مباشرة إلى موسكو بعد بدء النزاع في أوكرانيا، ما يسمح لأبوظبي بالاستفادة من تدفق كبير للسياح الروس. 

وأدى رئيس الإمارات زيارة إلى موسكو في أكتوبر 2022 التقى خلالها بوتين في إطار جهود الدولة الخليجية لتحقيق الأمن والاستقرار. وحث كل الأطراف على الجلوس على طاولة المفاوضات. 
ونجحت الدبلوماسية في ظل مقاربة تقوم على تصفير المشاكل في إنهاء عدد من التوترات. بينما استضافت هذا الأسبوع لقاء تشاوريا بين وفود من إيران وألمانيا وفرنسا وبريطانيا، في خطوة تهدف إلى دفع المحادثات المتعثرة بين طهران والقوى الغربية.

وتتطلع أبوظبي إلى غد مشرق ومستقبل واعد من خلال إستراتيجية ترسّخ مكانة الدولة كواحدة من الدول الفاعلة. في شتى المجالات وتتوج جهود الخمسين عاما الماضية من مسيرة الإنجازات الإماراتية وانطلاقة لخمسين عاما مقبلة من الإنجازات الطموحة المستدامة.

وسلّط تقرير موسع لصحيفة ‘وول ستريت جورنال” الأميركية الضوء على الإستراتيجية. التي يعتمدها رئيس الإمارات من خلال المحافظة على علاقات متوازنة مع جميع الأطراف لتتحول الإمارات إلى صديق للجميع. يما يعزز قدرة أبوظبي على تفكيك الأزمات الإقليمية والدولية وبالتالي إرساء دعائم الأمن والاستقرار.  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى