لترسّيخ التعاون.. تحضيرات مغربية أميركية لمناورات الأسد الأفريقي
تشهد تحضيرات المغرب والولايات المتحدة للمناورات العسكرية “الأسد الأفريقي” تقدما لافتا، فيما يأتي هذا التمرين في مرحلة شديدة الحساسية، في ظل الانسحاب الفرنسي من دول الساحل الأفريقي، بينما تسعى واشنطن إلى ملأ الفراغ في مواجهة النفوذ الروسي بالمنطقة، كما تعمل المملكة على توفير الأرضية الملائكمة لتفعيل مبادرة الأطلسي.
وينتظر أن تنتهي خلال الأيام القليلة المقبلة في أكادير الاستعدادات للمناورات العسكرية المشتركة التي ستشهد هذا العام احتفالات بالذكرى العشرين لإطلاقها، فيما يتم إعداد التخطيط لفرق الإدارة العليا، والمناورات المسلحة المتعددة والمشتركة والأنشطة المدنية العسكرية بالإضافة إلى تمارين إزالة التلوث (النووي والإشعاعي والبيولوجي والكيميائي)، بهدف تعزيز قابلية التشغيل البيني وتحسين قدرات التدخل في سياق متعدد الجنسيات.
ويهدف “الأسد الإفريقي 2024″، الذي سينظم من 20 إلى 31 مايو/أيار الجاري بمناطق أكادير وطانطان وطاطا والقنيطرة وبنجرير وتفنيت إلى تعزيز التعاون العسكري بين المغرب والولايات المتحدة وإعطاء دفعة للتبادلات بين القوات المسلحة للدول المشاركة بهدف تعزيز السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، وفق بيان رسمي.
ويعتبر المغرب شريكا وحليفا مهما بالنسبة إلى الولايات المتحدة، وتنظر واشنطن إلى الرباط على أنها تلعب دورها محوريا في حفظ الاستقرار في المنطقة، فيما وقّع البلدان خلال السنوات الأخيرة حزمة من الاتفاقيات لتعزيز التعاون العسكري.
وأنهت القوات المسلحة الملكية والقوات الأميركية وقوات أكثر من عشرة بلدان شريكة أشغال التخطيط للدورة العشرين من تمرين “الأسد الإفريقي 2024″، الذي احتضنته القيادة العليا للمنطقة الجنوبية منذ الـ29 من يناير/كانون الثاني الماضي بتوجيهات ملكية.
ونقل موقع “الصحيفة” المغربي عن محمد شقير الخبير في الشؤون العسكرية إن “مناورات الأسد الأفريقي تعتبر من أكبر المناورات العسكرية في أفريقيا وتشكل في نسختها العشرين شراكة ثنائية مغربية أميركية مما يعكس صلابة التحالف العسكري بين البلدين”.
وكشف أن “التمرين العسكري المشترك يهم تجميع تكتل عسكري أوروبي أفريقي لمواجهة التهديدات الأمنية التي تعرفها القارة الإفريقية والمتمثلة في تحركات الحركات المتطرفة المسلحة التي زادت من نشاطها الإرهابي خاصة بعد القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في العراق..”
وتابع أن “ما يجعل هذه النسخة الجديدة من مناورات الأسد الأفريقي استثنائية هو الانسحاب العسكري الفرنسي من دول منطقة الساحل وما تركه هذا من فراغ أمني تحاول الولايات المتحدة ملأه حتى لا يتم استغلاله من طرف قوى دولية منافسة وعلى رأسها روسيا والصين، وكذلك لعدم فسح المجال لتمدد الحركات المسلحة التي أصبحت تقوم بأنشطة إرهابية”.
وأشار إلى أن “هذه المناورات تأتي أيضا في سياق انسحاب بعض الدول من المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا “إيكواس”، بالإضافة إلى أنها “تنتظم بعد الإعلان عن المبادرة المغربية الأطلسية في إطار استراتيجية تروم تجميع الدول الافريقية الأطلسية بزعامة مغربية أميركية بوصفهما دولتين تتموقعان على ضفتي المحيط الأطلسي”.