لماذا اختارت جماعة إخوان اليمن بريطانيا؟ قراءة في الدوافع والأهداف
في قراءة تحليلية لأبعاد التحركات الأخيرة لحزب التجمع اليمني للإصلاح (ذراع الإخوان المسلمين في اليمن)، أكد الكاتب الصحفي الدكتور حسين بن لقور أنّ زيارة وفد الحزب إلى العاصمة البريطانية لندن لا تعدو كونها “ارتداداً إلى الأصل” ومحاولة يائسة لاستدعاء الدور التاريخي لبريطانيا كحاضنة أولى للتنظيم الدولي.
وأوضح بن لقور، في مقالة نشرها عبر موقع (عدن تايم)، أنّ العودة الإخوانية إلى بريطانيا ليست تحركاً دبلوماسياً عابراً أو علامة قوة، بل هي “إشارة أزمة” واعتراف ضمني بانتهاء دورهم الميداني وتآكل نفوذهم في الإقليم. فبريطانيا، كما هو معروف تاريخياً، كانت البيئة الداعمة سياسياً وفكرياً للجماعة منذ نشأتها، والمركز الذي تعود إليه الأذرع الإخوانية لإعادة التموضع كلما اشتد عليها الخناق في المنطقة العربية.
واعتبر بن لقور أنّ لقاء وفد حزب “الإصلاح” مع أعضاء في مجلس العموم البريطاني يأتي نتيجة مباشرة للتحولات الميدانية والسياسية خلال العامين الأخيرين، التي كشفت عن فشل الحزب في فرض واقع ميداني يحمي طموحاته، وانكشاف غطائه الإقليمي وتراجع المراهنة عليه كطرف فاعل في الأزمة اليمنية، هذا بالإضافة إلى الانتقال من موقع الفعل والتأثير إلى موقع البحث عن حماية سياسية خارجية لتعويض الخسائر على الأرض.
وشدد بن لقور على أنّ هذه التحركات، مهما بدت نشطة في أروقة لندن، لن تنجح في تغيير اتجاه البوصلة السياسية في اليمن؛ لأنّ “العواصم لا تحمي من يفشل أمنياً وسياسياً، بل تحمي من يفرض الاستقرار كواقع ملموس”.
ويأتي هذا التحرك الإخواني في وقت يواجه فيه التنظيم تضييقاً قانونياً وفكرياً متصاعداً، وهو ما جعل من لندن “خيار الضرورة” لإبقاء صوت التنظيم حاضراً في المحافل الدولية بعد أن لفظه الواقع الميداني في محافظات الجنوب والمناطق الشرقية.
وتأتي هذه التحليلات بالتزامن مع هزائم سياسية وميدانية مُني بها حزب الإصلاح في حضرموت والمهرة، واتهامات متصاعدة للحزب بالتواطؤ مع أجندات تخدم ميليشيا الحوثي وتنظيم القاعدة الإرهابي عبر إثارة صراعات جانبية تفتت صفّ السلطة الشرعية.
